تصاعدت المخاوف من وقوع صدامات بين الثوار، المعتصمين بميدان التحرير، والتيارات الإسلامية، خلال المظاهرات المليونية التى دعا إليها الطرفان يوم الجمعة المقبل. وبدأ عدد من القوى السياسية محاولات لعقد اجتماعات بينهما للاتفاق على تأجيل ما يسمى «جمعة الهوية والاستقرار»، على أن تتوحد مطالب جميع قوى الثورة يوم 29 يوليو، لتقام المظاهرة تحت شعار «مليونية يد واحدة». وأعلن حزب «الوسط»، فى بيان، أنه سيعقد اليوم لقاء يجمع التيارات الإسلامية وشباب ائتلاف واتحاد الثورة ومنسقى اعتصام التحرير لتأجيل مليونيتى «الهوية» و«الشرعية الثورية»، وتوحيد جميع الفئات فى مليونية «يد واحدة». قال عصام سلطان، نائب رئيس «الوسط»، إنه وجه الدعوة إلى عصام العريان ومحمد البلتاجى ممثلين عن الإخوان وحزب «الحرية والعدالة»، وعاصم عبدالماجد عن الجماعة الإسلامية، وعبدالمنعم الشحات، ممثلاً عن السلفيين، ومحمد عادل وناصر عبدالحميد عن الثوار، وجورج إسحاق وجمال فهمى عن القوى الوطنية. وشهد ميدان التحرير اجتماعاً انتهى مطلع فجر الاثنين بين شباب الثورة والإخوان والسلفيين، بحضور الشيخ محمد عبدالمقصود، أحد رموز السلفية، للاتفاق على تجنب نقاط الخلاف ووضع خطة لتأمين الميدان، كما أقام عدد من الثوار حلقات نقاشية طوالالاثنين ، لبحث تجديد الثقة فى شرعية المجلس العسكرى، ومطالبة المعتصمين بعدم تنظيم مسيرات جديدة. وأبدى عدد من المعتصمين تخوفهم من وقوع اشتباكات مع التيارات الإسلامية خلال مظاهرات الجمعة. وقال على حسن منسق اللجنة الشعبية بالميدان: «نخشى حرباً قد يشنونها علينا، وردنا الوحيد هو الاستمرار فى الاعتصام». وفى الإطار نفسه، حذر حزب «التجمع»، على لسان نبيل زكى، المتحدث باسمه، من حالة التشرذم التى تنذر بخلافات عميقة يوم 29 يوليو، فيما دعا الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إلى أن تكون مظاهرات الجمعة تحت شعار «مليونية لم الشمل». من جانبها، أعلنت الجماعة الإسلامية تشكيل لجنة طوارئ وأزمات، بالتنسيق مع بقية التيارات الإسلامية المشاركة فى «جمعة الهوية»، لتجنب الصدامات المحتملة. وأكد عاصم عبدالماجد، مسؤول المكتب الإعلامى بالجماعة، أنه تم إعداد خطط لمواجهة جميع الاحتمالات، بالتنسيق مع ائتلاف شباب الثورة. وأكدت أحزاب «الحرية والعدالة»، التابع للإخوان، و«النهضة» و«الريادة» أن مشاركتها ستقتصر على الفعاليات فقط دون المبيت. وفى الإسكندرية، قررت 11 حركة وحزباً سياسياً تعليق اعتصامها بميدان سعد زغلول، فيما قررت 7 حركات الاستمرار، ومنه حركة «6 أبريل» و«حملة دعم البرادعى» و«الكرامة» و«الاشتراكيون الثوريون» وعدد من أسر الشهداء. وقال ممثلو عدد من الحركات التى قررت تعليق الاعتصام إن موقفهم يأتى بعد اكتشافهم عناصر مشبوهة مندسة تحاول الوقيعة بين الثوار والمؤسسة العسكرية.