يقع بيت السنارى فى حى الناصرية بالسيدة زينب، وتحديدا فى حارة صغيرة تسمى «مونج»، والبيت منسوب لاسم صاحبه إبراهيم كتخدا السنارى، الذى جاء من الوجه القبلى إلى الوجه البحرى ليعمل به، وبدأ من عدة أعمال بسيطة إلا أنه سرعان ما لمع نجمه وعمل فى خدمة مصطفى بك الكبير ومراد بك، وأصبح السنارى ذا مال وسلطان، وشرع فى بناء بيته الذى استمر فى إنشائه على مدار 10 سنوات، وانتهى منه قبل مجىء الحملة الفرنسية ب5 سنوات. ويتميز المنزل كغيره من البيوت الإسلامية القديمة بالمداخل المنكسرة التى كان هدفها سترة البيت، ومنع أى غريب من رؤية الأجزاء الداخلية، واحتوائه على مقاعد مخصصة للنساء، وأخرى لاستقبال الغرباء، ومقعد صيفى بتصميم معمارى يسمح بتجدد واستمرار حركة الهواء داخل المنزل. ورغم روعة البناء والزخارف ودقة التصميم، إلا أن المنزل اتخذ بعدا آخر واكتسب أهمية تاريخية فيما بعد، حيث أصبح مقرا للجنة العلوم والفنون التى جاءت مع الحملة الفرنسية لدراسة مصر، ومنه أنجز 200 عالم فرنسى موسوعة «وصف مصر»، وعام 1916 قدم الرسام «مسيو جلياردو» طلبا لأعضاء لجنه حفظ الآثار، باستئجار المنزل ليكون متحفا يعرض فيه مجموعته الخاصة التى تتحدث عن الحملة الفرنسية، وتمت الموافقة على الطلب، وأقام بالفعل متحفه الذى حمل اسم «بونابرت»، وأغلق بعد وفاته. وساءت حالة البيت بفعل عوامل الزمن، وعدم ترميمه أو الاعتناء به، وزادت حالته سوءا بعد زلزال 1992، حتى قام المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع البعثه الفرنسيه بترميمه عام 1996، ومؤخرا انتقلت تبعية المنزل إلى مكتبة الإسكندرية التى عملت على تجهيزه ليكون بيتا للعلوم والثقافة والفنون كما كان من قبل، ويعقد به العديد من الأنشطة الثقافية والفنية.