قال أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، إن الأزمات التى تواجه المنطقة العربية لن تتوقف انعكاساتها وتداعياتها عند حدودها، بل ستتجاوزها إلى محيطها وجوارها القريب والبعيد أيضاً. وأضاف أبوالغيط، فى كلمته أمام الاجتماع الوزارى «العربى- الأوروبى» الرابع، الذى انطلقت أعماله، أمس، بالجامعة العربية، أنه لن يصير ممكناً مواجهة التحديات الجسام والخروج من الأزمات الطاحنة بالمنطقة العربية سوى بإرساء شراكة وتعاون حقيقيين بين العالم العربى والاتحاد الأوروبى، مؤكدا أنه الأقرب للمنطقة العربية بحكم الجغرافيا وبواقع التجربة الحضارية المشتركة، وأن رؤيته للتطورات فى العالم العربى تنطلق من بواعث إنسانية وأخلاقية. وأعرب عن تطلعه لترسيخ التعاون «العربى- الأوروبى» بعقد قمة عربية أوروبية بشكل دورى للارتقاء بالعلاقات المشتركة لأعلى المستويات، وعقد اجتماعات دورية بين الجانبين على مستوى كبار المسؤولين لتحديد الأولويات ووضع الآليات اللازمة لتعزيز مجالات التعاون بين الجانبين وتفعيل العمل المشترك. من جانبه، قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن الإرهاب وجماعاته لم تكن لتنتشر وتتغلغل بهذا الشكل المعقد فى المنطقة العربية لولا التقويض الذى تعرض له مفهوم الدولة الحديثة لصالح أيديولوجيات متطرفة وخطاب يحض على العنف وكراهية الآخر والهيمنة باسم الدين. وأضاف شكرى، خلال كلمته: «الدولة الرشيدة بمؤسساتها الأمنية الفاعلة تعد القوة التى تستطيع مواجهة ودحر الإرهاب ومخططات الإرهابيين على المستوى العملياتى، كما أنها بمؤسساتها الدبلوماسية تتدخل لخط مسار الحلول السياسية للأزمات المنتجة للإرهاب على المستوى الإقليمى وبمؤسساتها المدنية والدينية تنتج خطابا دينيا مستنيرا يواجه التطرف الفكرى ويرسخ قيم التسامح والاعتدال، ومؤسساتها الدستورية تحمى حقوق الإنسان وتدفع بعملية التنمية الاقتصادية». وفيما يتعلق بالأزمة السورية، شدد شكرى على أن أى حل سياسى يعيد الاستقرار ويرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب السورى يتعين أن يمر عبر بوابة الحفاظ على وحدة الدولة السورية وتماسك مؤسساتها الوطنية وسلامة أراضيها. وعن الأزمة الليبية، نبه شكرى إلى أن الأضرار التى وصفها بالكارثية للفراغ الناتج عن سقوط الدولة الليبية تتضح أكثر فأكثر، موضحا: «أسفرت الإطاحة بالنظام السابق عن انهيار شبه كامل للدولة الوطنية وبات مصير ليبيا ككيان سياسى موحد رهينة لمخططات الجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة». وشدد وزير الخارجية على أن القضية الفلسطينية كانت وستظل أصل التحديات الاستراتيجية فى المنطقة، قائلا «يجب ألا تشغلنا التحديات الجسيمة التى تواجه إقليمنا عن قضية الشعب الفلسطينى وحقه المهدر حتى الآن فى إقامة دولته المستقلة».