قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن مصر كانت تواجه خلال السنوات الماضية العديد من التحديات، إذ عانى الاقتصاد من أسوأ أزمة منذ 90 سنة، حيث واجهت الدولة منذ 2011 انخفاضًا حادًا فى كل من عائدات الاستثمار الأجنبى والسياحة، كما انخفضت احتياطيات النقد الأجنبى بنسبة 60٪، إضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادى بنسبة 3٪، وتراجع سعر صرف الجنيه إلى أقل مستوياته، ليؤدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزيادة معدل البطالة، ونقص إمدادات الوقود والغاز. وأضاف «مدبولى»، خلال كلمته بمنتدى الأعمال المصرى- الأمريكى الذى تنظمه غرفة التجارة الأمريكية، أمس، أنه تم إطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادى فى 2016، والذى قام بتطويره فريق اقتصادى مصرى بهدف تحقيق تحول كبير فى المؤشرات الرئيسية، لرفع جودة الحياة للمصريين بشكل مستدام، ونوه بأن الاقتصاد المصرى أصبح الآن واحدًا من أفضل 10 اقتصادات فى العالم من حيث جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحقيق النمو، وعلى المستوى الإفريقى احتلت مصر الصدارة فى جذب الاستثمار الأجنبى المباشر، باعتبارها بوابة لإفريقيا كما يرى الخبراء، أمّا فيما يتعلق بالاستثمارات الأمريكية فحققت ارتفاعًا بمعدل 26% خلال العام الجارى، مقارنة ب2017، لتسجل أكثر من 22 مليار دولار، من خلال أكثر من 1500 شركة تعمل فى مختلف القطاعات. وقالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، إن صندوق «مصر السيادى» هدفه تحسين إدارة الأصول العامة أو الخاصة، عبر شراكات وأساليب استثمار مختلفة مع القطاع الخاص، كما أن الاتفاق الأخير مع «صندوق أبوظبى للاستثمار العملاق» يركز على العمل المشترك فى اقتناص الصفقات بالداخل والخارج، لافتة إلى أن الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة بداية على طريق إحداث تغيير شامل فى أداء الحكومة، من خلال خلق مناخ وأدوات عمل مستحدثة تعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا، بما يخدم النشاط الاقتصادى. وتطرق طارق الملا، وزير البترول، لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأمريكا فى قطاع البترول والغاز، خاصة أن مصر نجحت مؤخرًا فى جذب كبرى الشركات الأمريكية العملاقة للاستثمار فى نشاط البحث والتنقيب، ممثلة فى شركتى «شيفرون، وأكسون موبيل»، مضيفًا: «تحوّل مصر إلى أحد أكبر منتجى الغاز الطبيعى فى المنطقة بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى واستئناف التصدير وتحقيق أعلى معدل إنتاج للبترول والغاز فى تاريخها، أغسطس الماضى، بواقع 1.9 مليون برميل مكافئ يوميًا، يمثل أبرز المؤشرات الإيجابية للتطور الذى شهده القطاع». وقال الدكتور شريف كامل، رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى القاهرة، إن الوقت مناسب للسعى المتدرج إلى إبرام اتفاق تجارة حرّة بين مصر وأمريكا، لاسيما أن الشركات الأمريكية العاملة فى مصر أبدت تأييدها للمضى قدمًا للدخول فى تنفيذ الشراكة، مشيرًا إلى أن الغرفة قدّمت فى بعثتها الأخيرة إلى «واشنطن» تصورًا لآليات البدء فى إبرام الاتفاق، لما يحققه من منافع للبلدين، إذ يسمح بنفاذ المنتجات الأمريكية الى الأسواق الإفريقية، بما يدعم خطة أمريكا لتحقيق الازدهار فى القارة السمراء. وأوضح عمرو طلعت، وزير الاتصالات، أن الوزارة تعمل على تسريع تنفيذ الربط الشبكى بين الجهات الحكومية، بهدف توفير الخدمات الحكومية إلكترونيًا إلى المواطن. وقال جوش شوكسى، نائب رئيس الغرفة الأمريكيةبواشنطن لشؤون الشرق الأوسط، إن الغرفة قررت إيفاد بعثة إلى مصر يوم 10 أكتوبر المقبل، لحضور حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، بناء على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤكدًا أن الغرفة الأمريكيةبواشنطن تعمل بالفعل على ملف الترويج للسياحة المصرية. وأوضح السفير الأمريكى الجديد فى القاهرة، جوناثان كوهين، فى أول ظهور له بعد توليه المنصب، أنه سيعمل على تعميق علاقات التجارة والاستثمار بين مصر وأمريكا فى المرحلة المقبلة، منوهًا بأن الاقتصاد المصرى واعد وما حققته مصر من تنمية اقتصادية محل اهتمام كبير من الولاياتالمتحدة، ولذا فإن من الأهمية العمل معًا لتقوية الروابط على كل الأصعدة.
