فى رسالة واضحة للأجيال الجديدة.. مقتنٍ يجمع أكثر من 2000 هاتف عتيق خوفًا على عقول الشباب من التكنولوجيا «وقع فى غرام القديم فقاده الهوس بعشقه إلى الإبحار عبر الزمن فى رحلة حنين، جمع خلالها أكثر من 2000 هاتف عتيق و200 جرامافون وعشرات من الصور النادرة التى يندر وجود مثلها مع سواه». إنه هارى أنج، المفتون بالأشياء القديمة، الذى كانت حياته بدأت تتخذ مساراً مختلفاً منذ تلقيه هدية غير متوقعة من أحد الأصدقاء الذى منحه هاتفًا قديمًا لم يكن يُستخدم، وطوال فترة دراسة «أنج» ظل الهاتف مهملًا ومُغطى بالغبار، إلى أن جاء أحد الأيام وتساءل عن كيفية عمله وفك أجزائه لاستكشاف أسلاكه ومكوناته الداخلية. وقال «أنج» البالغ من العمر 77 عاماً: «أثار الأمر اهتمامى وجعلنى أهتم أكثر بالهواتف». الغريب أن «أنج» الذى دفع مبالغ طائلة من أجل الحصول على مكونات باهظة الثمن وأنواع مختلفة من الهواتف، لم يكتف باقتناء الهواتف من بلاده فحسب بل من مناطق بعيدة مثل هولندا وألمانيا والمملكة المتحدة. وعلى مر العقود، نجح فى جمع 2200 هاتف عتيق و200 جراموفون وعشرات الصور. ومنزل أنج فى مبنى سكنى عام فى غرب سنغافورة، لا يزال مزدحمًا ببعض من أغلى ما اكتشفه، وأثناء دراسته، حيث لم يتوقف شغفه بالقديم عند حد معين، حتى إن الأسلاك وقطع الغيار كانت تتدلى من السقف والأرفف مثل الزخارف. وبعض الجراموفونات التى يقتنيها أنج لا تزال تعمل، ويقول عن ذلك إن صوت الجراموفون يستحضر حقبة ماضية، يخشى أن تنساها الأجيال المقبلة لأنها تركز على الاتجاهات الجديدة فى التكنولوجيا. وأضاف: «أنا متحمس جدا للتحف وأتمنى أن تعجب المزيد من الشباب، وأريد إثارة اهتمامهم حتى يتشجعوا ويمارسوا هذه الهواية». ويعتقد جامعو التحف القديمة مثل أنج أن القطع التكنولوجية مهما كانت جديدة أو قديمة، هى قطع أثرية تاريخية تستحق المحافظة عليها. ويقول: «لقد تم التخلص التدريجى من الهواتف الدوارة، لكن لا يزال بإمكاننا استخدامها للاتصال والعرض والهواتف المحمولة التى نستخدمها اليوم، نشأت من كل هذا، إنها مثل شخص عجوز». أنج لديه معايير شخصية صارمة عندما يتعلق الأمر بعادات التجميع الخاصة به، ومع وجود عدد كبير من النسخ فى السوق، يحتاج الجامعون الجادون إلى تأسيس فهم راسخ لما يُعتبر قطعة أثرية. ويقول: «الكل يسمى الأشياء التحف. قطعة من القمامة التى يتراوح عمرها من عام إلى عامين فقط يمكن أن يطلق عليها اسم التحف القديمة، ويجب أن تسمى الأشياء تحفًا عندما يتجاوز عمرها 100 عام». وقال «أنج»:«حتى لو كان عمرها 99 سنة، فإننا لا نسميها قطعة أثرية، بل يمكن أن تكون مجرد قطعة قديمة ومنذ البداية تأكدت من أن كل قطعة من مجموعتى تحتفظ بأجزائها الأصلية، ولإعادة القطعة الأثرية للحياة، كنت آخذ قطعة من عنصر لاستخدامها فى عنصر آخر، وإذا أخذت القلب أو الكلى بعيدًا، فستكون القطعة غير مكتملة عندما أحلّ هاتفًا، يمكن أن تتكلف أحد مكوّناته أحيانًا الكثير من المال، لكننى أفضل إنقاذ حياة القطعة». «أنج» يتأكد من أن كل قطعة يتم فهرستها وتسعيرها بعناية، موضحاً: «عندما يأتى أى شخص إلى منزلى ويشترى أحد العناصر الخاصة بى، أقدم له رسالة مكتوبة- أو شهادة- تحدد تاريخ هذه القطعة ومعلوماتها وقيمتها المستقبلية وأنا أفعل هذا لنقل معرفتى وتجربتى». سعى «أنج» إلى إثارة الاهتمام حول العالم بحبه للتحف، ولكن يأسف بسبب أن عائلته غير مهتمة بهوايته. ويضيف:«أنا حقًا أحب مجموعتى وأريد أن تجد هذه الأشياء منزلًا يعتنى بها، وستستمر الأمور فى التحسن لكن لا يمكننا أن ننسى الماضى لأن أى إنجاز فى المستقبل سيعتمد بشكل أساسى على الماضى».
