هل توجد إعلانات طرح وحدات إسكان اجتماعي قريبا؟.. مي عبد الحميد تجيب    رئيس بلدية رفح الفلسطينية: المدينة أصبحت منكوبة وأوضاعها كارثية    تعرف على موعد مباراة المنتخب أمام بوركينا فاسو في تصفيات المونديال    التحفظ على كاميرات مراقبة لكشف ملابسات حادث تصادم نجل الفنان أحمد رزق    أحمد موسى يطالب برفع أسعار الخدمات المقدمة للسائحين بالفنادق.. (فيديو)    تفاصيل الحالة الصحية للفنانة ليلى طاهر    تراجع إيرادات فيلم "شقو" في إيرادات أمس    القبض على «ٌقمر الوراق» بحوزتها 2.5 كيلو «حشيش» (التفاصيل الكاملة)    الاتحاد السكندري يعلن قبوله دفعه جديدة من الناشئين بسعر رمزي لشراء استمارة التقديم    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ أسوان يترأس اجتماع مجلس الصحة الإقليمي (تفاصيل)    بسبب نادي نيس.. مانشستر يونايتد قد يشارك في دوري المؤتمر الأوروبي    محافظ جنوب سيناء يترأس الاجتماع الأسبوعي لمتابعة الموقف التنفيذي للمشروعات    شركات محددة تستحوذ على "نصيب الأسد"، اتهامات بالتلاعب في تخصيص الأراضي بالدولار    ضبط شخص يدير صفحة عبر "فسيبوك" للنصب على أهالي كفر الشيخ    رئيس الأعلى للإعلام يشيد بالعلاقات القوية بين مصر والسعودية    ختام المؤتمر العربي ال22 لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية    لاعب أرسنال: الأعين كلها نحو رفح    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    كشف ملابسات سرقة سائق بإحدى شركات تطبيقات النقل الذكي حقيبة سيدة    الخميس.. قصور الثقافة تقيم حفل أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بمسرح السامر مجانا    قومية سوهاج تقدم عرض اللعبة ضمن موسم مسرح قصور الثقافة بالصعيد    محافظ الإسماعيلية يشيد بدور مجلس الدولة في فض المنازعات وصياغة القوانين    تعرف علي مناطق ومواعيد قطع المياه غدا الاربعاء بمركز طلخا في الدقهلية    روسيا تطور قمرا جديدا للاتصالات    عضو تنسيقية تقدُّم: إعلان مجلس السيادة السوداني عن حكومة كفاءات وشيكة تهديدٌ للقوى المدنية    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    «الضوابط والمحددات الخاصة بإعداد الحساب الختامي» ورشة عمل بجامعة بني سويف    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الطبيب    شبانة: لجنة التخطيط تطالب كولر بحسم موقف المعارين لهذا السبب    محمد نشأت العمده: افتتاح الرئيس لمشاريع جنوب الوادي يضيف للتنمية الشاملة    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    القبض على المتهم بقتل صديقه في مشاجرة بقليوب    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    موعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2024.. تصل إلى 9 أيام متصلة (تفاصيل)    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    دفاع الفنان عباس أبو الحسن: تسلمنا سيارة موكلى ونتتظر سماع أقوال المصابتين    الطب البيطرى: تحصين 144 ألفا و711 رأس ماشية ضد الحمى القلاعية بالجيزة    سياح من كل أوروبا.. شاهد رحلات جولات البلد على كورنيش الغردقة    بشرى للمواطنين.. تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة حتى نهاية الأسبوع    خلال زيارته للمحافظة.. محافظ جنوب سيناء يقدم طلبا لوفد لجنة الصحة بمجلس النواب    إسرائيل تعتقل 22 فلسطينيا من الضفة.. وارتفاع الحصيلة إلى 8910 منذ 7 أكتوبر    محافظ الجيزة: تطوير وتوسعة ورصف طريق الطرفاية البطئ    تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة فؤاد شرف الدين.. «كان يقاوم الألم»    نسألك أن تنصر أهل رفح على أعدائهم.. أفضل الأدعية لنصرة أهل غزة ورفح (ردده الآن)    وزيرة الهجرة تلتقي أحد رموز الجالية المصرية في سويسرا للاستماع لأفكاره    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية    كارول سماحة تعلق على مجزرة رفح: «قلبي اتحرق»    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العذراء» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    وزير الصحة يبحث مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز التعاون في اللقاحات والأمصال    دويدار: الجزيري أفضل من وسام أبو علي... وأتوقع فوز الزمالك على الأهلي في السوبر الإفريقي    حمدي فتحي: أتمنى انضمام زيزو لصفوف الأهلي وعودة رمضان صبحي    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    مدرب الألومنيوم: ندرس الانسحاب من كأس مصر بعد تأجيل مباراتنا الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموسيقار الكبير هانى شنودة فى حوار خاص ل«المصري اليوم»: العالم استمع ل«لونجا 79» و«الثقافة» و«الموسيقيين» لا حس ولا خبر
نشر في المصري اليوم يوم 11 - 02 - 2020

لو أردت أن ترى مصر التاريخ والفنون والإبداع فلتنظر إليها بعيون الموسيقار الكبير هانى شنودة، فهو يحدثك عنها بفلسفة الفلاح الفصيح المبدع الذى نشأ فى مدينة طنطا لأب صيدلى وجد مزارع، والدارس للموسيقى، والمتفوق فيها لدرجة أن آلة الأورج لا تفارقه وهو يضع مؤلفاته وألحانه، وحتى وهو يجرى حوارا صحفيا أصر على أن يظهر به كما لو كان مرتبطا بحفل ريسيتال سيعزف فيه مقطوعاته وألحانه التى أبدعها على مدار مشواره الفنى الذى قارب على نصف قرن كموسيقى تصويرية لأفلام عديدة، مثل «لا عزاء للسيدات، والحريف، والأفوكاتو، والمشبوه، وعصابة حمادة وتوتو، وشمس الزناتى، والمولد»، أو مقطوعات خالدة مثل «لونجا 79 و85»، أو ألحانه التى تغنى بها مطربون مثل نجاة الصغيرة ومحمد منير ومحمد ثروت وعمرو دياب ولبلبة وفرقة المصريين يشعر بأن الأورج رفيقه الوفى الذى لا يتخلى عنه أبدا فى ساعات يومه، يخصص له مكانا مستقلا عبارة عن شقة مكتب تضم أكثر من موديل له، من بينها الأورج الكلاسيكى والمودرن الذى ظهر واشتهر به وهو يحمله على كتفه فى حفلاته. يحدثك وهو القبطى المصرى عن سماحة الإسلام. قام بتلحين العديد من الأناشيد والأغنيات الدينية التى قدمها محمد ثروت بصوته، وعندما واجهته مذيعة تليفزيونية ذات مرة بسؤال خبيث عن التضييق عليه فى الفرص باعتباره قبطيا رد عليها: «كيف يحدث ذلك والرسول قال: استوصوا بالأقباط خيرا فإن لهم ذمة ورحما». البساطة هى عنوانه، لا يشعرك بأن عزف مقطوعته فى حفل الجولدن جلوب منذ أسابيع أمر استثنائى، فما أسعده من هذا الحدث أنه كشف له عن جانب إيجابى فى الشعب المصرى الذى اتصل به عدد من طوائفه وطبقاته المختلفة ليهنئوه ويطمئنوا على حقوقه فى إذاعتها وعرضها.. وإلى نص الحوار:
■ ما هى قصة عزف مقطوعة «لونجا 79» فى حفل توزيع جوائز الجولدن جلوب؟
- هذا الحفل عرّفنى قد إيه قيمة الشعب المصرى، ناس كتير من بينهم محامون سألونى: أخدت فلوس ولا لأ؟ وجميعهم كانوا بيطمئنوا علىّ، وأمام كل هذا لم توجد تهنئة واحدة تلقيتها من وزارة الثقافة ولا وزارة الإعلام ولا نقابة الموسيقيين، رغم أنها المرة الأولى التى تُعزف فيها مقطوعة شرقية مثلما أبدعها مؤلفها بالضبط فى مثل هذا المحفل الدولى.
■ وكيف تعاونت مع صناع المسلسل الذى فاز عنه رامى يوسف بجائزة أفضل ممثل؟
- الحكاية تمتد لخمس سنوات سابقة، المسلسلات لما بتتعمل هناك بتاخد وقت، وكانوا بيعملوا مسلسل رامى وهو يتناول قصة ولد مصرى مسلم عايش أو مولود فى أمريكا ويحاول أن يحافظ على هويته ودينه وطقوسه، فكانوا عاملين موسيقى تصويرية وحضروا إلى القاهرة واختاروا «لونجا 79» وقالوا هنعملها تتر المسلسل، بس فى الأول المسلسل كان له اسم مؤقت، وأنا مثلى مثل كل الناس اتفاجئت، فطبعا كون أنهم يحطوها أثناء صعوده لتسلم جائزته ده شرف عظيم، والجميع قالوا لى دى حاجة جامدة، طبعا والكلام ده كله فوق راسى وأكثر، ومن خلالكم أتوجه بالشكر للمفكر الدكتور خالد منتصر لأنه قال: هانى شنوده أخد جايزة بس الشعب المصرى هو اللى استلمها.
■ وهل تم التواصل معك لتعزف مقطوعتك هناك؟
- أنتم مهتمون بالحقوق ولا تهتمون بالجانب الإيجابى، وهو أن المقطوعة أعجبتهم، وعمليا موسيقانا المصرية تقدر تسمعها الأذن العالمية مش الغربية، لذلك حان الوقت إننا نهتم بالفنون والآداب لأننا متفوقون فيها بصورة أكبر من أشياء أخرى، وأقوى شىء لدينا حاليا هى الفنون، طيب ما نقف جنبها.
■ وكيف تقف الدولة بجوار الفنون؟
- هناك قوانين معطلة للإبداع يجب مراجعتها تماما، وفى مقدمتها قوانين الملكية الفكرية، يعنى مثلا لما تقول لى إن شخص ما يشترى لحن ده كلام مش مظبوط إنما يستغله لسنوات محددة، وفى نفس الوقت تمنح حق استغلاله لشخص آخر لسنين معينة، وثالث لسنوات يتم الاتفاق عليها وهكذا، فاللحن ملك ملحنه وزى أولاده، فإذا جاز لى أن أبيع أولادى يبقى وقتها أبيع ألحانى. كيف يشترى منتج لحنا ولا تستطيع أن تمنحه لشخص آخر، فى حين أن الفن للنشر، ربنا نزله فى دماغ شخص علشان يسعد به بقية البشر.
■ على ذكر الموسيقى التصويرية، ألا ترى أن فرقه «المصريين» أخذتك من التأليف الموسيقى؟
- يا ريت لأن الفرقه كانت الأولى التى رسخت الفن الجماعى، الكل يعزف ويغنى فى نفس الوقت، يعنى مفيش بطولة مطلقة، ويعنى مش أحمد فؤاد حسن والفرقة الماسية، مش بس كده لما إيمان يونس بتغنى الناس كلها بتعمل كورال لها، ولما ممدوح قاسم يغنى كانت إيمان يونس تتحول إلى كورال له، كل واحد منهما عارف إنه قائد مقود، وهى دى الديمقراطية الحقيقية، لأن إحنا مثلا فى التدريس فى الجامعة قمة الديمقراطية، فالمدرس يتحول إلى أستاذ ثم رئيس قسم فعميد للكلية، ويعود من جديد إلى كرسى الأستاذية وهكذا، والفرقه كانت الأولى التى ترسخ لهذا المفهوم، وبالعكس أنا فخور بكل حاجة أعطيتها للفرقة وساهمت فى نجاحها، والناس تعلقت بها حتى الآن، ورغم النجاح الكبير الذى حققته قيمتها عالية جدا وأنا باعمل مثل شركات الأدوية، فهى تصنع لك المضاد الحيوى وتضعه فى أكثر من غلاف، وكل غلاف منها يفتح بعد ساعة فى واحدة، وغلاف آخر بعد ساعتين، والثالث بعد 3 أو 4 ساعات، وهكذا يفضل الدواء يجرى فى دمك طول ال24 ساعة، لكن فيه أغانى ناجحة ومستمرة حتى الآن، وفيه شباب بيدخلوا على اليوتيوب ويشاهدونها ومستغربين إننا عندنا حاجة زى «المصريين» منذ عام 1977.
■ وكيف حققت الفرقة هذه الحالة التى تتحدث عنها؟
- بداية الفكرة كانت من فرقة البيتلز والانقلاب الموسيقى الذى صنعوه فى العالم، وأثروا فى ناس كتيرة، والفرقة علمتنا فكرة العمل الجماعى، وظهرت عندنا فرقة «لو بيتى شا» اللى ضمت أسماء عديدة معى، مثل عمر خورشيد وعزت أبوعوف ووجدى فرنسيس وعمر خيرت، وفرقة «البلاك هورس» اللى أسسها إسماعيل توفيق الحكيم، وظهرت «المصريين» لأنى وجدت الناس بتسأل دائما عن سبب عدم وجود فرقة مصرية، وأتذكر أن الأديب الكبير نجيب محفوظ أيامها كان يُجرى معانا حوارا لا أتذكر إن كان للأهرام أو لمجلة المصور، وتحدث معى بأبوة شديدة، وكان يتصور أن ما تقدمه «لو بيتى» لا يعبر عنا، وسألنا: إنتم ليه ما بتلعبوش أغنيات عربية؟ فقلت له إن الأغنيات تتسم بطول مدتها وكانت الحفلة عبارة عن
ثلاث أغنيات يقدمها المطرب أو المطربة، والمقدمة الموسيقية فقط تأخذ ما يقرب من نصف ساعة أو نصف السهرة، وده ما أظنش إنه ينفع، فقال لى: لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام، وكانت سنى صغيرة وظهر أنى لم أستوعب ما قاله لى ما تعمل الأغنية اللى إنت شايفها صح بدل ما تقعد تتكلم، هذه كانت بذرة اترمت فى دماغى فى نفس الوقت.
■ وهل كلام نجيب محفوظ فقط هو الذى دفعك إلى تكوين الفرقة؟
- كان واحد من الأسباب، والأهم أن الفنان الكبير عبدالحليم حافظ كان يأتى ويجلس بجانبى ويشوفنى وأنا أعزف على الأورج فى حفلات «لو بيتى شا»، ويعزمنى على الغداء والعشاء، وذات مرة خلصنا موسم الصيف بالإسكندرية وعدنا إلى القاهرة ووجدت حليم بيكلمنى فى التليفون وقال لى: هانى أنا اشتريت جهاز من بره. قلت له استهجاه فبدأ يقول لى حروفه وأرقامه، فقلت له أنا جايلك حالا وطلعت على الزمالك، وفتحت الباب امراة سمراء قصيرة بس أنا لا قلت لها إزيك ولا سلامو عليكم، شفت الجهاز اندهشت ووصلت له الكهرباء وجلست أعزف عليه الحاجات بتاعتنا فى «لو بيتى شا»، وطلع عبدالحليم وهو يرتدى جلابية حرير بيضاء شيك قوى مجسمة وطاقية أشيك، وقال لى: هانى ما تعرفش تلعب حاجة من الحاجات بتاعتى، قلت له: ممكن ألعب أهواك، قال لى: سمعها لى، فضلت أعزف أهواك بتنويعات، فقال لى: استنى بقى، أنا عايزك تعمل لى فرقة، قلت له: طيب بس أنا لى شرط، هنا وجهه اتغير وكشر، طبعا أنا مش مدرك ليه، قال لى بتكشيرة: خير، قلت له: الجهاز ده أعزف عليه، قال لى: ما أنا جايبه لك، وابتدينا نشتغل أنا وعمر خورشيد، وانضم لنا عازف سورى اسمه رياض، وكنا بنعمل بروفات يوميا فى بيت عبدالحليم كل يوم الساعة واحدة الظهر، يفطر قدامنا لغاية ما نتغدى معاه الساعة 4 أو 5 مساء ونمشى، قال لى: يا هانى أنا عايز أقول لك على حاجة بس مش عايزك تضايق، أحمد فؤاد حسن متضايق وبيقول إن الناس هتفتكر إنك هاتسيب الفرقة الماسية وتشتغل مع فرقة صغيرة، عندك مانع لو أضفنا ثلاثة عازفين من الفرقة الماسية معنا؟ قلت: طبعا، وانضم الأستاذ هانى مهنا، وعازف الأكورديون الراحل مختار السيد، وعازف الإيقاع الأستاذ حسن أنور، وعملنا حفلة نادى الجزيرة، وكان حليم ينوى عمل جولة فى دول العالم بمصاحبة الفرقة الجديدة لكنه رحل قبل أن يحقق الحلم.
■ وماذا حدث بعد رحيل عبدالحليم حافظ؟
- قلت لنفسى إذا كان حليم بيفكر فى فرقة صغيرة مثل فرق الكومبو فأنا بقى هاعمل فرقة كومبو تقدم الأغانى العربى اللى أنا درستها فى كليه التربية الموسيقية، وفى هذه الفترة دعمت الموضوع شركة الإنتاج اللى كانت بتنتج ألبومات محمد منير جابوا لى مطربة وقالوا عايزين نعملها أغنية قلت لهم الأغنية دى مش هتنجح ويا جماعة التأثير على الناس والحضور حاجة والصوت حاجة تانية ونزل ألبومها ولا حد حس بيه، وكنت أعمل فى هذا الوقت مع الشاعر الكبير شوقى حجاب أغانى أطفال وقال لى أنا عايزك تقابل شاعر اسمه عبدالرحيم منصور وأنا واثق إن انتوا هتحبوا بعض وعبدالرحيم بقى أول ما تشوفه شخص ما تقدرش ماتحبوش قعد يقول لى إيه اللى انت بتعمله ده وشوقى سمعنى حاجات وبتاع أنا هاجيب لك واحد اسمه محمد منير ده بقى مطرب من الجنوب أنا عارف إن ده اللى انت هتعمله السكة الصح علشان هو جرب كذا حاجة وأول ما التقيت بمنير الكيميا اشتغلت بينا وحبينا بعض أو على الأقل أنا اللى حبيته، يعنى قلت له بص يا منير أنا معايا ناس بتوعى وانت هات لنا واحد عازف دفوف جنوبى ونشوف الميكس لو عجبنى هنشتغل قال لى خلاص، جابلى الأستاذ سليم شعراوى وأنا جبت الفرقة بتاعتى وقلت له سيبنى يوم أو اتنين لأنى لازم أنسى وأسمع كده بأذن بريئة تنفع ولا متنفعش، لأن دى أول مرة فى العالم دفوف نوبى مع فرقة موسيقية كومبو.
وسمعت وقلت الله النتيجة مبهرة جدا ودى هتعمل حاجة وكلمت الشركة وقالوا لى أخيرا قلت لهم أنا مستعد قالوا لى ادخل الاستوديو على طول ودخلنا وسجلنا أول ألبوم.
■ لكن هذا الألبوم لم يحقق الانتشار المطلوب!
- لإنه ما كنش فيه كاسيتات محمولة كتير والناس ما كنتش بتسمع كاسيتات حتى أغنية السح الدح امبو لعدوية نجحت كأسطوانة 45 لفة وبعدين عملوها كاسيت نجحت تانى ككاسيت وبعد ما نزل الشريط عملت فرقة المصريين وقلت فى نفسى احنا لازم نعمل فرقة بسرعة، وقال لى المنتج عاطف منتصر هانديك أوضة فى الشركة وتقعد تتمرن وفى الشركة ما كانوش فاهمين احنا بنعمل إيه لكن الموضوع كان مختلف عن اللى كان موجود لأن الأغنية المصرية أو العربية عموما كانت لحن وإيقاع وعملنا أول ألبوم، وكان بعنوان بحبك لا.. شريط نزل وضرب ضربة جامدة جدا وكل الناس اشتروه والأغنية دى كتب عليها صلاح جاهين مقال وفى شركة الإنتاج قالوا لى حان الوقت لأن انت اسمك كبر فى السوق وعايزين نعمل الشريط التانى لمنير فعملنا بنتولد، والمنتج عاطف منتصر اللى كان بينتج شغل المصريين قال لى انت كملحن لحّن اللى انت عايزه لكن ما تخليش الفرقة تلعب معاك علشان تفضل لها خصوصيتها واستعنا بيحيى خليل يلعب مع منير.
■ وهل هذه كانت المرة الأولى التى يلتقى فيها منير ويحيى خليل؟
- فعلا كانت أول مقابلة لهما واحنا بنسجل اخدت منير على جنب وقلت له اسمع يا منير احنا عملنا شغل كتير وانت هينزل لك الشريط ان شاء الله هينجح، ولو جالنا كفرقة المصريين حفلة فى القاهرة وحفلة لك فى الإسكندريه هنعملها ازاى كده لازم يحيى خليل هيعملك فرقة ويشاء ربنا إن الأغنية تنجح والشركة تعيد إطلاق الشريط الأول ويغيروا اسمه ل«علمونى عينيكى» علشان كده الناس فاكره إن علمونى ده الشريط التانى لا ده الشريط الأول لمنير اللى اتخصص فى تقديم الأغانى السياسية وانا عملت له أغانى سياسية كتيرة وخصصت فرقة المصريين للأغانى الاجتماعية وهى تجربة لم يتطرق إليها أحد من قبل؛ فقدمنا أغنيات تتناول موضوعات اجتماعية تناقش الفرق بين الأبناء والآباء واتكلمنا عن الخلع قبل صدور قانونه بسنوات عديدة، وعملنا بحبك لا والحرية وابدأ من جديد وماشية السنيورة وحظ العدالة.
■ وكيف حدث التعاون بينك وبين عمرو دياب؟
- كنا بنعمل حفلة فى بورسعيد وخلصنا، وذهبنا إلى الفندق، ووجدت واحد بيخبط على باب غرفتى؛ ففتحت وعرفنى بنفسه وإن اسمه عمرو، وقال لى: عايزك دقيقة يا هانى بك. اتفضل. قال لى: أنا عايز أبقى مطرب. قلت له: سمعنى. قعد غنى. قلت له: اسمع يا ابنى هاكلمك بصراحة.. ودنك كويسة ودى حاجة حلوة وعربك جميلة وشكلك حلو. احنا ندخل بقى فى الموضوع التصوير والتليفزيون بس انت عندك عيبين واحد إن انت بتنطق بورسعيدى اتنين إن انت هنا مش فى القاهره فسكت شوية كده بعدين قال لى شكرا ومشى. قفلت أنا الباب ونسيت كل حاجة عن الموضوع وكملت نومى وتانى يوم الصبح نازل الأتوبيس اللى هياخدنا للقاهرة ووجدت أعضاء الفرقة بالكامل ومعاهم عمرو موجود فى وسطهم قلتله إيه يا ابنى؟! انت جاى هنا بتعمل إيه؟ قال لى انا جاى معاكم القاهرة وانت مش قلت إن أنا آجى مصر وده عيب وراح وبعدين نشوف إللى بعده.
قلت له طب انت عندك مكان تقعد فيه؟ قال لى مالكش دعوة أنا متفق على كل حاجة ومعايا منتج كمان وقلت له انت من امبارح للنهارده عملت كل ده قلت له تعالى معانا للقاهرة ونتقابل بكرة عند معهد الموسيقى العربية علشان تدرس هناك وانت مع الطلبة تتكلم قاهرى والحمد لله قدرنا ندخله وبعد مرور 15 يوم وجدت واحد من أولاد الحلال بيكلمنى فى التليفون بيقول لى عارف فلان اللى انت متبنيه ساب المعهد وقاعد بيلعب أخدت عربيتى وجرى على هناك لقيت ناس بتلعب كورة وناديته يا عمرو يا عمرو قلت له إنت سايب المعهد وقاعد تلعب كورة؟! قال لى يا هانى أنا باعمل عمرو دياب وأخدته فى حضنى، وأنا فهمت هو بيعمل إيه وأول ما شفته مرة وهو متصور بالفانلة الحمالات الناس اتضايقت وأنا ركنت العربية أمام بانر عليه صورته وسقفت له لأن ده مطرب قدوة للشباب بيعلمهم البادى بيلدنج أحسن ما يتجهوا للمخدرات أى حد بيشتهر لازم تكون أخلاقه كما انزلت فى الكتاب لأن فيه ناس كتير بتقلده، انا لو منه كنت طالبت بحقوقى من كل جيم اتفتح بعد الصورة لأن العديد من الجيمات اتفتحت على حس عمرو دياب.
■ أحمد عدوية يشكل محطة مهمة فى مشوارك الموسيقى رغم الاختلاف بين لونك ولونه!
- زحمة يا دنيا زحمة أغنية عالمية اتعملت فى فرنسا وفى إنجلترا وفى أمريكا، واحنا عندنا أغنية عالمية أخرى هى مصطفى يا مصطفى، والمحلية هى سلم العالمية. مثلًا أنا عاشق للريتم الفلاحى؛ عشان عندنا فى طنطا بنتربى عليه من واحنا صغيرين
وأغنية زحمة يا دنيا زحمة تانى أغنية عالمية بعد مصطفى يا مصطفى، ومنذ عدة سنوات وجدت ناس من جمهورى فى العالم العربى بيكلمونى بيقولوا لى فى جريدة فى البلد اللى ماتتسماش اللى جنبنا بتقول إنهم هيذيعوا الأغنية بتاعة عدوية، ولو حد من صناعها عاوز حقوقه يتفضل ييجى عندنا وياخذها، وسألونى: ردك إيه؟ قلت لهم: أنا ردى هيكون من خلال بلدى، لو بلدى عاوزة تجيب حقى ماعنديش مانع حتى لا يتحول الجنيه اللى هاخده إلى رصاصة تطلق فى صدر واحد فلسطينى مظلوم وقفلت عليهم السكة دى خالص. بعدها غنتها فرقة فى فرنسا ورفعت قضية هناك وكسبتها، ولما كسبنا القضية عرفنا إنه فيه ناس فى قبرص غنوها وفى اليونان، وانتشرت الأغنية بأكثر من لغة، وبدايتها كانت من المنتج عاطف منتصر قال لى: يا هانى، عدوية بقاله شريطين مابيبعش كويس وعايزين نعمل شريط تخليص حق وقررت أجيب شبان يمكن الموضوع يفرق دخلت جبت «زحمة» ماعجبوش، قال لى: لا. قلتله: النص عاجبنى جدا وأنا عندى فرقة لو معجبتش عدوية الفرقة تغنيها. قال لى: احنا هنيجى نسمعها بعد بكرة واتصل بى وقال مش هنيجى بقى؟! قلت له: طيب على راحتك. قال لى: أصل احنا روحنا لملحن شاب وعدوية قال إيه ده هو فاكرنى عبدالحليم حافظ؟! وكان الإذاعى الكبير عمر بطيشة فى زيارة لعاطف منتصر فقال له: انتم مش كنتم رايحين لهانى إيه اللى حصل؟ فرد عليه: روحنا لملحن آخر واللحن ماعجبش عدوية وكلمونى وقالوا لى احنا جايين لك نشرب قهوة، كانوا عمر بطيشة وعدوية وسكرتيره. قلت له: بص هاسمعك لحن وانت تروح البيت تطبق الكلام مع اللحن. قال لى: مابعرفش أقرا. قلت له: طب وماله فيه ناس مطربين كبار ومبيعرفوش يقروا. سكرتيرك يساعدك. قال لى: هو كمان ما بيعرفش يقرا. قلت له: طب مش تجيب حد يساعدك؟ قال لى: ويسرقنى! أدركت إن عنده ذكاء فطرى وأخد الكلام وأخد اللحن ويوم واتنين وبعدها كلمنى عاطف منتصر قال لى فى واحد حبيبك عايز يسلم عليك إيه يا أبو شنو مين.. إيه يا أبو شنو.. قلت له لو قلت يا أبو شنو تانى هاقفل السكة فى وشك. قال لى انا حبيبك عدوية. يا عم اللحن بتاعك مش راضى يطلع من دماغى أنا صاحى سامعه أقوم سامعه عايز أطلعه من دماغنا. قلت له: إدينى 10 أيام ونسجله.
■ وكيف أقنعت الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة بتغيير جلدها الموسيقى؟
- دائما ألتقى المطرب فى منتصف الطريق يعنى الناس تسمع اللحن تقول ده لحن هانى، وفى الحقيقة كل حاجة كانت تأتى بتدبير ربانى والقصة بدأت أثناء أول تسجيل لمنير فى ألبومه، فوجئت بالشاعر عبدالرحيم منصور بيقول لى مدام نجاة عايزة تيجى الاستوديو قلت له مدام نجاة مين قال لى المطربة الكبيرة قلت له طبعا تشرف، وحضرت وقالت لى عايزاك تعمل لى ألحان، وبدأنا العمل.
 


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.