وزير الأوقاف: دراسة علم الآثار من فروض الكفاية (صور)    رئيس الوزراء يتفقد وحدات «سكن لكل المصريين» بالعاشر من رمضان    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    حصاد 4 آلاف فدان من محصول الكمون في الوادى الجديد    "حل مجلس الأمة".. ماذا نعرف عن المواد الدستورية التي أعلن أمير الكويت تعطيلها؟    الرئيس الكولومبي يطالب «الجنائية الدولية» بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو    ميتروفيتش يقود هجوم الهلال أمام الحزم    بحوزته 18 بندقية.. سقوط تاجر سلاح في قبضة الأمن بقنا    لمدة أسبوعين.. قصور الثقافة تقدم 14 مسرحية بالمجان بالإسماعيلية وبورسعيد وشرم الشيخ    إيمي سمير غانم ل يسرا اللوزي بعد رحيل والدتها: "هنقعد معاهم في الجنة"    وزير الأوقاف: دراسة علم الآثار من فروض الكفايات لحاجة الدولة العصرية الملحة له    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    وزير الصحة الأسبق: تاريخ مصر لم ينس تضحيات الأطباء    الشناوي تدرب بالجيم.. يلا كورة يكشف تفاصيل مران مستبعدي الأهلي من مواجهة البلدية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    مشاهد توثق حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من وسط رفح (فيديو)    استعدوا لنوم عميق.. موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    «هشمت رأسه وألقته من أعلى السطح».. اعترافات المتهمة بقتل زوجها في قنا    الخميس المقبل.. «اقتصادية النواب» تناقش خطة التنمية الاقتصادية ومنع الممارسات الاحتكارية    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء التشغيل التجريبي لقسم الأطفال بمستشفى الأورام الجديد    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    وزير التموين: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    «جنايات القاهرة» تؤجل محاكمة المتهم بقتل 3 مصريين بدولة قطر لجلسة 9 يونيو    مواصفات وأسعار سيات إبيزا 2024 بعد انخفاضها 100 ألف جنيه    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    رئيس الوزراء: نستهدف الشركات العالمية للاستثمار في مصر    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    عقوبة استخدام الموبايل.. تفاصيل استعدادات جامعة عين شمس لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    تسلل شخص لمتحف الشمع في لندن ووضع مجسم طفل على جاستن بيبر (صور)    باسم سمرة يكشف سر إيفيهات «يلا بينا» و«باي من غير سلام» في «العتاولة»    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    ضبط المتهمة بالنصب والاحتيال على المواطنين في سوهاج    الإمارات تهاجم نتنياهو: لا يتمتع بأي صفة شرعية ولن نشارك بمخطط للمحتل في غزة    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    وزيرة التضامن: 171 مشرفًا لحج الجمعيات.. «استخدام التكنولوجيا والرقمنة»    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    تشكيل مانشستر سيتي – تغيير وحيد في مواجهة فولام    محافظ الشرقية يهنئ فريق هوكي الرجال بالفوز بالدوري الممتاز للمرة ال33    اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصري تجتمع لمناقشة تفاصيل الدورة ال 17 (صور)    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المستشفيات والوحدات الصحية بالأقصر    شروط وأحكام حج الغير وفقًا لدار الإفتاء المصرية    أحمد حسن دروجبا: "لا يمكن أن تكون أسطورة من مباراة أو اثنين.. وهذا رأيي في شيكابالا"    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتن حمامة فى حوار خاص ل«المصري اليوم» بعد سنوات من الغياب: مصر "محتاجة" أمل جديد

وكأن الزمن لا يمر.. أنت الآن تجلس أمامها.. تنظر إليك ببراءة لم تبرحها، فتسكنك راحة غادرتك فى زحمة الحياة.. تطلق «ضحكة جنان»، فتسافر بذاكرتك إلى شاطئ لم يطأه غيرها.. تتكلم فيأخذك صوتها إلى حيث تريد هى.. لكل كلمة نبرة صوت.. ولكل إيماءة معنى ومغزى.. ولكل لحظة صمت فكرة تلمع فى عينيها!‏
كان هذا الحوار فكرة.. هى ذاتها ترى أن الحياة فكرة جميلة.. ثلاث ساعات كاملة قضيناها فى حضرة سيدة الشاشة العربية.. لم يطرف لنا جفن.. ولم تومئ لنا بإشارة ملل.. وفى نهاية الحوار أيقنا أن كل شىء فى مصر تغيَّر إلا فاتن حمامة..!‏
فى بيتها الأنيق.. تلمح «أنيسة» الشقية وهى تمرح فى كل ركن.. وعبر النافذة يمكنك رؤية «آمال» الحالمة ممسكة بزهرة القرنفل وكأنها تبث لها لوعتها.. وفى الحديقة البسيطة ستجد حتماً «عزيزة» ترقد تحت شجرة تسقط أوراقها دموعاً وألماً.. وفى الخلفية تمرق «آمنة» فى خطوات مرتبكة.. كلهن هنا.. تماهت معهن.. وعشن بداخلها.. حياتنا هنا.. تاريخنا هنا.. وبين قسمات هذا الوجه القابض على جماله وبهائه تسكن نساء مصر كلها.. نعم.. فمن منهن لم تجسدها فاتن حمامة على الشاشة؟!‏
‏.. ولهذا الحوار قصة تُحكى.. «عيد ميلادها فى 27 مايو».. هكذا قال زميلنا فى مجلس التحرير أسامة خالد.. لمعت أعيننا جميعاً دون أن ينطق أحدنا.. «لماذا لا نكسر صمتها.. فهى لم تتكلم منذ سنوات طويلة»؟! مجرد سؤال.. «مين فيكم معاه رقم تليفونها»؟!.. لا أحد!!.. بحركة عفوية اتصلنا بالدكتور أشرف زكى، نقيب الممثلين.. لم نقل له شيئاً سوى «عندنا فكرة وحلم..» قبل أن نكمل، بادرنا بذكاء نادر: «فاتن حمامة».. بعدها بساعات جاء رده مقتضباً «حين قلت لها (المصرى اليوم).. أجابت (فى انتظاركم غداً)..»..
وهناك كان مثيراً للفخر والمسؤولية أن نستمع لكلمات صادقة: «أنا أحب (المصرى اليوم).. إنتم عملتم حاجة جميلة فى الصحافة المصرية.. زوجى وأنا نبدأ بها يومنا.. أحيانا نختلف على من يقرأها أولاً».. ثم تطلق ‏«ضحكة جنان» وتستطرد: «واضح إننا لازم نجيب نسختين كل يوم».. ثم تصمت للحظة وتضيف «والله يا جماعة مصر دى جميلة قوى.. ممكن تبقى أجمل وأجمل لو أخلصنا لها»..!‏
بدا واضحاً، خلال الدقائق الأولى للحوار، أن فاتن حمامة تتابع بدقة ما يحدث فى مصر الآن.. لذا كان طبيعياً أن نبدأ بالجانب السياسى، ورؤيتها المستندة إلى تجارب كثيرة، واقتراب شديد من الواقع على مدى سنوات طويلة.. بدأت هى بالحديث عن «الأمل».. وقالت: «لا يمكن أن يعيش المرء دون أمل.. وفى مصر هناك تجارب كثيرة فتحت نوافذ الضوء، ولكننا بحاجة إلى جعل هذه التجارب الفردية أو المتناثرة سمة عامة فى حياتنا»!‏
‏■ سألناها: لماذا الأمل وقد ساد بين الناس إحساس بالإحباط واللاجدوى؟
‏- قالت: تصور أنا أتلقى عروضاً كثيرة لأعمال سينمائية وتليفزيونية، ودائماً أقول إننى لو عدت للفن سأختار رواية لها رسالة محددة.. الأمل.. أنا عشت عمرى كله خيالية.. حالمة.. أنام لأصحو على أمل جديد.. والآن هناك إحباط غير طبيعى فى البلد، وأنا أعرف أن مصر مليئة بالمشاكل، ولكننى أؤمن بأن هذه المشاكل يمكن حلها.‏
‏■ ولكن الأمل بحاجة إلى أرض يقف عليها؟‏
‏- نعم.. ونحن عندنا الأرض.. يا ريت نساعد بعض على بث الأمل وحب الحياة فى النفوس.. ستقولون لى إن هناك الكثير من السواد.. نعم.. لكن لاتزال هناك أشياء حلوة لا نتحدث عنها كثيراً.. حين أسافر مثلاً أشاهد أعمالاً دائبة لتطوير الطرق، وهناك مدن وقرى باتت أجمل، وفى رأيى أن حياتنا ينقصها الجمال.. فالجمال قيمة شديدة الأهمية للحياة، ونحن أهملنا الجمال لزمن طويل، نحن لا نعرف أن الجمال سيصلح كل شىء..
لذا فحين ننشئ مدناً ومجتمعات عمرانية جديدة لا نراعى، فى أغلبها، قيمة الجمال، لذا خرجت بعض المدن الجديدة فيها قبح، هذا القبح يظهر فى طرق البناء، وواجهات البيوت، أما الشوارع فتبدو قبيحة، ومع ذلك أشعر بسعادة غامرة حين أرى الأولاد والبنات وهم فى طريقهم للمدارس، شكلهم بقى أجمل رغم الفقر، وأسأل نفسى دائماً: لماذا لا يظهر سوى السواد دائماً؟!‏
‏■ من المسؤول عن ذلك؟‏
‏- أنا لا أتهم أحداً.. كلنا مسؤولون عن غياب الأمل والجمال، وانتشار القبح، ومع كل احترامى.. شىء صعب جداً أن ينام الإنسان كل ليلة زعلان بسبب ما يشاهده على شاشات التليفزيون، أنا أعرف أنهم - للأسف - يقولون الحقيقة، لكننى أرى أنه من الممكن أن تقدم هذه البرامج فى وقت مبكر قليلاً وليس قبل النوم مباشرة.‏
‏■ كلامك يعنى أنك ترين أن مصر أمامها فرص ما؟‏
‏- اسمعوا.. منذ سنوات طويلة نقول إنه لا يوجد أمل، مع أن الحياة طول عمرها فيها صعود وهبوط، حتى بالنسبة لصناعة السينما، فهى تشهد رواجاً ثم انحساراً، لذلك يجب ألا نفقد الأمل، مع أن جيلى زعلان لأنه شاف حياة أفضل، كان عددنا قليلاً جداً، وفى اعتقادى أن ثلاثة أرباع الكارثة الحالية تكمن فى أننا أصبحنا كثيرين جداً، لم يعد الشارع يتحملنا، عندما تسير على قدميك أو فى سيارة تختنق من الزحام، باستثناء يومى الجمعة والسبت اللذين تكون فيهما القاهرة جميلة جداً، وهذا يؤكد أن بلدنا جميلة، وأننا لا نستطيع صياغة الحياة فيها بالشكل الأمثل.‏
‏■ رأيك هذا يقفز بفيلم «أفواه وأرانب» إلى الذهن؟
‏- الوضع تجاوز فيلم «أفواه وأرانب».. أكثر منه بكثير.‏
‏■ لو قدمت سيدة الشاشة العربية «أفواه وأرانب» من جديد.. ماذا ستسميه؟!‏
‏- «أفواه وأسود».. لأن الشارع كله فى خناقات ومشاحنات مع بعضه البعض.‏
فاتن حمامة لا تريدها «عيشة وخلاص».. ثمة فارق كبير بين العيشة والحياة.. نحن نعيش.. نأكل.. نشرب.. نتحرك.. ولكن الحياة شىء آخر.. والحياة ثقافة مجتمع.. ذوق.. حضارة.. أخلاق.. واستمتاع بسنوات العمر القصير..‏
‏■ نسألها: مصر الآن فيها «عيشة».. فهل كانت لها «حياة» فيما مضى.. وهل الأزمة الحالية أزمة ذوق أم فقر؟!‏
‏- زمان كان كل شىء جميلاً ونظيفاً.. لم يكن مجتمع رفاهية.. ولكن الفقر نفسه كان نظيفاً.. حتى المقهى البلدى فى حى فقير كان نظيفاً.. كانت الشوارع تغسل يومياً، أما اليوم فأحياناً نرش المياه فى الشارع بلا معنى.. وفى رأيى أنها أزمة ذوق وفقر معاً.‏
‏■ .. وما الذى حدث للشخصية المصرية؟
‏- فى الطبقات الفقيرة.. لم يعد أحد يفكر فى إنه لازم يتعلم.. يفكرون فقط فى إنجاب الأطفال، ويقولون ربنا يرزق دون عمل، لم يعد لدينا تعليم خاصة بالنسبة للفقراء، لا يعلمون أطفالهم، كل همهم إنجاب الأطفال ليعملوا باليومية.. حتى الزراعة بطلوها، وأصبح لسان حالهم يقول «لماذا نزرع والمحصول بيترمى».‏
‏■ يقولون إن السينما مرتبطة بالسياسة.. فهل انتعاشها أو انحسارها تعبير صادق عن طبيعة المرحلة؟
‏- قطعاً.. زمان مثلاً كانت الأفلام تعكس طبيعة الحياة التى نعيشها، كانت السينما تعبيراً عن الوقت والزمان والمكان.. كانت البيوت جميلة حتى لو كانت فقيرة.. ولكن الذوق اختلف كلياً الآن.‏
‏■ ولكن يرى البعض أن السينما زمان كانت حالمة ومتجملة أكثر؟‏
‏- لا.. السينما كانت تمثل الواقع الذى يعيش فيه البلد.. وهذا لا يعنى أنها كانت تتمتع بحرية واسعة.‏
‏■ كيف؟‏
‏- كان ارتباط السينما بالسياسة يحد من حريتنا.. فأيام الملكية كنا نخشى الكلام عنها، وبعد ذلك كنا لا ننتقد الموجودين فى السلطة إلى أن يتركوا أماكنهم، ولكن ما يهمنى هنا هو ثقافة المجتمع فى التعامل مع القيم والأخلاق والذوق.. فأنا مثلاً كان الاستوديو بالنسبة لى حياة ومدرسة.. نشأت فى البلاتوه، الناس كانت ألطف، حتى العامل الذى يحمل الكاميرا.. كنا نقول يا افندم.. كان فيه أدب واحترام، ومازلت أذكر شخصاً اسمه «عواد»، كان رئيس عمال الإضاءة، وكان فاهم شغله كويس، كان الكل ‏«مرعوب منه وبيعمل له ألف حساب».‏
عاشت سيدة الشاشة العربية فى قلب السينما والأدب والفن.. ولكنها كانت فى «أحشاء» السياسة أيضاً.. ولنا أن نعرف أنها اضطرت للسفر خارج مصر عدة سنوات تجنباً للاضطهاد والملاحقة.. كان ذلك فى أواخر الستينيات، وحين عادت فى أوائل السبعينيات جسّدت مرحلة جديدة من النضوج والتألق.‏
هى لا تريد أن تتحدث عن سنوات الغربة.. غير أنها عانت كثيراً فى فترات السقوط والهزيمة.‏
‏■ كتب البعض أنك لم يكن لك موقف إيجابى فى قرارات التأميم؟‏
‏- ليس بالضبط.. ولكن كان الكثير من الناس حولى تضرروا من هذه القرارات، تعرضوا للظلم، عاشت مصر فى هذه الفترة فى ظل الخوف، لا حريات.. وكانت الناس مرعوبة من زوّار الفجر.‏
‏■ هل توقعت فاتن حمامة نهاية الحلم المصرى عام 1967؟
‏- أيامها لم أتوقع أن نتعرض لهزيمة منكرة بهذا الشكل.. حبست نفسى فى البيت شهراً كاملاً.. كنت فى باريس وقتها.. لم أستطع مواجهة البواب.‏
‏■ «انكسرتى»؟
‏- كلنا انكسرنا.. كنا نخشى القول أنا عربى أو أنا مصرى.. ولكن بعد أيام أصبح الفرنسيون يدافعون عن العرب لأن الفرنسى «حقانى»، وبدأت الصحافة هناك تنشر صوراً فظيعة عن الحرب، من بينها صورة شهيرة نشرت على غلاف مجلة «بارى ماتش» غيرت وجهة نظر الناس عن الحرب، وأسهمت فى إدانة إسرائيل، والصورة كانت لسيدة عربية تمسك ابنها بيد وبالأخرى تحمل ملابسها وهى تعبر جسراً مكسوراً ومهدماً بفعل الحرب.‏
‏■ كيف كانت علاقتك بالرئيس جمال عبدالناصر؟‏
‏- رأيته مرة واحدة فى إحدى الحفلات تسلمت منه جائزة فى الحفلة.. يومها تم توزيع جوائز ب«الجملة»..!.. كنت متحمسة له جداً.. ولكن عندمنا شاهدت «البهدلة» التى تعرض لها الناس بعد التأميم ذهب الحماس.‏
‏■ .. والسادات؟
‏- كان إنساناً لطيفاً وبشوشاً، يقابل الناس بروح جيدة، فى عهده خرج الناس للحياة مرة أخرى، أخرجوا ذهبهم وملابسهم، وذهب الخوف.. بصراحة أنا أحببت هذا الرجل كإنسان ورئيس، وهو الذى أعاد لنا سيناء، وهذا «على راسى من فوق»، وأذكر أنه قابلنى فى فرح بعد عودتى من الخارج وقال لى ممازحاً ‏«هناخد باسبورك حتى لا تسافرى مرة أخرى».‏
‏■ لكنه اعتقل صديقك «هيكل» فى سبتمبر 1981؟
‏- «خلينى ساكتة».. أنا أعرف هيكل والسيدة زوجته وأبناءه، هناك «عشرة» بيننا.. وحين هاجمتنى الصحف وهو رئيس تحرير الأهرام، ذهبت إليه وقلت له إن الصحافة تظلمنى، وكان لطيفاً جداً معى وصدقنى.‏
‏■ بمناسبة الصحافة.. من الصحفى الذى تفتقده فاتن حمامة؟
‏- على ومصطفى أمين وأحمد بهاء الدين وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس.. وعلى المستوى الشخصى فقدت على ومصطفى أمين، فقدت «على أمين» الصديق.. كان جارى.. وكان الاثنان يحميانى من أى صحفى يحاول اختلاق أخبار كاذبة عنى.‏
لم تنفصل فاتن يوماً عما يحدث فى البلد.. «السينما سياسة.. والسياسة فيلم درامى ساخن».. سألناها «هل تتابعين السياسة الآن»؟!.. أجابت «نعم».. فبدأ محور ساخن فى حوارنا..!‏
‏■ ما رأيك فيما يحدث الآن.. ومطالبات الإصلاح والديمقراطية؟
‏- بصراحة.. أنا حائرة.. قطعاً لابد أن يكون هناك عدل وطرق اختيار أفضل، لكن الحرية الزائدة أيضاً «ممكن تخرب الدنيا»، والرئيس مبارك إنسان، وعاقل، وجنبنا مشاكل كتير قوى بعقله..!‏
‏■ إذن.. فأنت ترين أن الحرية الكاملة غير مطلوبة؟
‏- لا أريد أن أقول ذلك.‏
‏■ والديمقراطية؟
‏- الديمقراطية جيدة طبعاً.. ومطلوبة.. وأعتقد أن هناك حواراً والناس تقول ما تريد.. وهذا الكلام يصل.. وهناك محاولات للإصلاح..!‏
‏■ كفنانة صاحبة رسالة.. ما رأيك فى اعتصامات العمال المتكررة؟
‏- الموظف أكثر فئة متعبة فى مصر.. وفى رأيى أن من يستطع الخروج من ثوب الوظيفة لابد أن يفعل ذلك، ولنضرب مثلاً.. لماذا كل العاملات فى المنازل الآن فلبينيات وأجنبيات.. والسبب أن المصريات لا يوافقن على العمل فى المنازل.. كذلك الشباب يرفض العمل بيده.‏
‏■ بماذا تشعرين عند مشاهدة الناس ينامون فى الشارع أياماً وأسابيع دون تحرك من الحكومة؟
‏- حاجة توجع القلب.. الشعب المصرى يحتاج لمن يتكلم معه.. وفى نفس الوقت هو أيضاً كسول يريد أن يأتى له كل شىء «لغاية عنده».‏
‏■ وما رأيك فى أداء الحكومة الحالية؟‏
‏- هناك أشياء جيدة تتم، لكنهم بدأوا من فوق، ويعتقدون أنهم سوف يصلون للباقى.. وأنا لا أعرف ما هو الصح.‏
‏■ هل تابعتِ ظهور د. محمد البرادعى على الساحة السياسية؟
‏- أيوه.. أنا كمان حضرت فرحه.. وهناك «معرفة» من ناحية السيدة زوجته.‏
‏■ ما رأيك فيه؟‏
‏- البرادعى أثبت نفسه فى المحافل العالمية، وهو إنسان ممتاز، وهو يعرف «مصر زمان».. لكنه لا يدرك حجم التغيير الذى طرأ على الإنسان المصرى الآن.‏
‏■ ما رأيك فى المطالب بتغيير الدستور الحالى؟‏
‏- التغيير سنة الحياة.. أتمنى مصلحة البلد أولاً.‏
‏■ بعض القوى السياسية تطالب بتحديد مدة الرئاسة.. فما رأيك؟
‏- المفروض أن يتم ذلك..!‏
‏■ وما رأيك فى جمال مبارك؟‏
‏- فى الجانب الاقتصادى حقق انتعاشاً.. ولكننى لا أعرفه سياسياً!‏
‏■ هل تتابعين جلسات مجلس الشعب؟‏
‏- نعم.. وأغضب جداً مما يحدث من خناقات تحت قبة البرلمان.‏
‏■ ماذا ستفعلين لو عرض عليك دخول حزب؟‏
‏- سأرفض.. ليست لى علاقة بأى حزب.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.