بقلم د. ياسر الدرشابي سمعنا الأخبار التي وردت في الإسبوع الماضي عن إن الإنتربول ألقي القبض علي رجل الأعمال الهارب حسين سالم الصديق المقرب من المخلوع. وقد نفت وزارة الداخلية هذه الأخبار حيث لم يردها خطاباً رسمياً بذلك. و أيضاً تضاربت الأخبار عن القبض علي هذا الهارب في إسرائيل و أخري عن دفعه مبلغ 300 مليون دولار ليخرج من إسرائيل إلي دولة أخري. و في هذه الأجواء من عدم الوضوح و عدم الشفافية فلا سبيل لنا إلا أن ننتظر حتي يجود علينا أحد المسئولين و يدُلنا علي الحقيقة. و حتي يحين ذلك الوقت فيمكن لنا أن نعتبر ما سمعناه من أخبار عن حسين سالم دليل علي أن مصر تسعي بجدية إلي القبض علي الهاربين الذين سرقوا الشعب و أفقروه. كل هذا مهم و لكن أهم ما قيل هو أن حسين سالم يحمل الجنسية الإسرائيلية. نعم لقد نشر ذلك و لم يعلق عليه أحد. فالصديق المقرب لرئيس مصر لمدة ثلاثين عاماً يقال عنه أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية. و كان أشرف له أن يُنعت بأقذر الألفاظ و يُتهم بأحط التهم من أن يُكتشف إنه إسرائيلي. بل إنه إذا صح هذا الخبر فيكون مبارك بذلك عميلاً رسمياً لإسرائيل و يجوز للشعب أن يحاكمه بالخيانة العظمي، إذ كيف يتخذ رئيس دولة صديقاً مقرباً له من دولة معادية لدولته. ليس هذا فحسب بل يُعطي له من التسهيلات و الصلاحيات التي تجعله يقدم لإسرائيل ما لم تكن تحلم به و ما لم تكن لتحصل عليه لو زرعت ألف جاسوس في مصر. و كون حسين سالم هو صاحب سرقة الغاز المصري و تصديره لإسرائيل بأسعار متردية، فذلك يكشف أموراً كثيرة و يُجسد تضارب المصالح الصريح. فقد كان حسين سالم و مبارك و عائلته يعملون لصالح إسرائيل و ليس لصالح مصر مما يُوجب عليهم أن يُحاكموا بتهمة الخيانة العظمي و التخابر لصالح دولة أخري و ليس فقط بتهمة إهدار المال العام فهم لم يصدروا الغاز لحليف بل لعدو يعيد تصديره لأمريكا بأسعار عالية ليتربح من دم الشعب المصري الذي إئتمن عائلة من اللصوص علي ماله. و تبقي صفقة الغاز هي الوحيدة التي نعرف بها علي محور العمل لصالح الصديق حسين سالم و دولته و الله أعلم بماذا أيضا خدم مبارك صديقه الصدوق الذي بدوره قدم الخيرات و المنافع للعدو علي حساب مصر و شعبها. أليس هذا بكافي أن تتبرأ مصر من هؤلاء الخونه؟ لقد قرر الشرفاء من هذا الوطن رفع إسم مبارك و زوجته من علي المباني و الهيئات و الميادين مما يُظهر أن هذه الأسماء هي في الحقيقة وصمة عار علي جبين هذه الأمة. فلماذا إذا لا يتم إسقاط الجنسية المصرية عن مبارك و عائلته الذين كانوا يعملون لصالح أعداء الوطن؟ فهم لا يستحقون أن ينتموا لهذا الوطن و لا يليق بنا نحن أن يوصف هؤلاء بأنهم مصريون. و لا عجب إن حتي كفر مصيلحة القرية التي جاءنا منها مبارك قد تبرأت منه و قدمت الإعتذار لبقية الشعب المصري. و لا عجب أن نُشرت تعليقات في الصحف أثناء حكم مبارك تقول له في وجهه أننا نريد أن نتقيأك. و لا عجب أن يرفع ملايين المصريين في كل شوارع مصر أحذيتهم في وجه مبارك علي مرأي و مسمع من العالم كله. نعم يا مبارك ... نحن نستعر منك و من عائلتك. و بدونكم.. عظيمة يا مصر