كنت قد أقسمت بهذا القسم أيضا..مرتين في شهر واحد..ولم يدر في خلدي وأنا أمر بتلك اللحظة..اني ساضطر يوما..إلى أن أدافع عنه ..وعن نفسي، لا أمام من أعرف أنه باعنا وباع البلاد ولم يهتم سوى لمصالحه الشخصية..ولكن أمام الشعب..أمام أهل وطني. فقد أتفهم أن يقف قادة وسياسيون بل وأطباء في وجه مطالبنا اللتي نصرخ بيها منذ سنين دون جدوى.. فهم في النهاية المستفيدون الوحيدون منها , نعم..هم من سيدخل المال الفائض الذي يسرق من أعمارنا جيوبهم, هم من سيرتوون بدماء الشعب في سعادة..هم من سيسافرون للعلاج في الخارج إذا مرضو مثل كل الناس, هم أول من سيرحل تاركا خلفه كل شيء وأي شيء إذا تهددهم الخطر. ولكن مالم أفهمه ..هو كيف يقف شعبنا موجها لنا تهمة الخيانة العظمي , ومسلطا علينا سيف القسم الذي أقسمناه..متهما إيانا بالحنث بعهد..أقسمنا بالله أن نحفظه ونرعاه حتى آخر يوم في حياتنا..وكان الله على ما قلنا وفعلنا شهيد.. فلماذا ؟ هل نسيت يا شعب وتحتاج لأن أذكرك بما يحاولون أن يجعلوك تنساه ؟ هؤلاء يا أخي المواطن ، الكادح , لم يكونو معنا حينما كنا نحن وأنت فقط في استقبال المستشفيات الحكومية بل والجامعية , نصارع من اجل بقائك حيا .. فلا غرف عمليات شاغرة , ولا طاقم من الجراحين يكفي , ولا حتى نجد لك مكانا يحترم آدميتك تنتظر فيه وأنت مثخن بجراحك..فكنت تنتظر على التروللي المتحرك..في قارعة الطريق بالاستقبال أو الطوارئ..بل ربما كانت تنفذ ايضا الغيارات المعقمة فكانت تظل جراحك بشاشها وقطنها بالساعات.. فهل نسيت ؟ ولم يكونو معنا حين , حين كان أباك يفقد قدرته على التنفس أمامي وأمامك وتأتي الأوراق لتفجعك وتفجعني بحقيقة , أن لا مكان في العناية المركزة له..والبديل عناية مكلفة في مستفشى خاص لا تستطيع تحمل كلفتها ليلة واحدة..فتنتظر أنت باكيا , وانتظر أنا بحسرة ..اللحظة اللتي سيلفظ فيها أخر الأنفاس ..في العنبر حيث كل الكائنات الحية موجودة من الحشرات والزواحف إلى القطط والفئران.. فهل نسيت ؟ وهل نسيت كم شخص منك يا شعب أراد العلاج على نفقة الدولة فلم يجده وظل يبحث ويتجرع كئوس الذل , جالسا على سلالم المستشفى يتسول العلاج ، فلا يجد يدا تمتد إليه؟ كم عملية قلب , وعملية تحويل من أجل غسيل الكلى انتظرت يا شعب دورك في طابور طويل وشهور في لائحة الانتظار ؟فمنك من مات في الانتظار ومنك من تسول ثمن العملية في مستشفى خاص ؟ ومن كان يجأر لنا بالشكوى أن نفعل شيئا ومن كان يرفع يده عالاطباء معتديا بالضرب أو السب في ثورة غضبه ونفاذ صبره لأنه لا يجد علاجا أو لأن النزف يستمر ولا حل أو لأن الوقت ينفذ ولا بديل لدينا ؟ ألم يكن أنت يا شعب .؟ وكنا رغم ذلك..نعود في اليوم التالي..ونعلم من أجلك..ونظل نؤدي درونا دون تململ.. ثم نأت الآن , ونحن نخوض أكبر معاركنا الضارية لنستعيد لك حقك في الانسانية وكرامتك وكرماتنا المهدرة , فلا تقف معنا , وتترك أذنك وعقلك لمن يريد مسح ذاكرتك ليجعلك تغرق في سجن الذل والهوان ويرتع هو في أموالنا جميعا وفي دمائك ؟ ويبيع عمرك بأرخص ثمن ؟ وهل حين نلتقي مرة أخرى في نفس المستفيات اللتي تشبه الوكر أو المقبرة..ستكون راضيا أنت..فنرضى نحن؟ من أجل من نحارب إذا إن تخليت عنا وبعتنا لهم مثلما باعوك من قبل للمرتزقة؟ فلقد حاربنا باسم نفس القسم الذي اتخذه الجميع سيفا يتاجرون به وبسمعتنا كأطباء وبعهدنا معكم.. الم يكن هو نفسه القسم الذي اقسمنا أمام الله فيه أن نصون حياة الانسان في كافة أدوارها وأن نبذل وسعنا في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم..؟ أليس ما نفعله الأن وما نطالب به وما نحارب من اجله حتى اخر رمق..هو عين تلك الجملة اللتي جعلوها حقا يراد به باطل..؟ لذا..أتمنى أن تعيد النظر يا شعب مصر العزيز..وأنت تعيد التفكير في من عمل من أجلك ومن استغل كل شيء فيك حتى مرضك , وأن تقف معنا يدا واحدة...وأن تقول معنا مثلما قلنا..لا للفساد في وزارة الصحة ولا للمتاجرة بأعمار الفقراء..ولا للذل مرة أخرى.. ....... د.شيماء عبادى