إيضاحاً لما يسمى «دعوة سلفية» وهى مثار جدال، فإن «السلف» مرحلة سابقة متفردة فى صدر الإسلام تتمثل فى عصر الرسالة السماوية الخاتمة على مبلغها النبى محمد - عليه الصلاة والسلام - وعهود الصحابة والتابعين وأتباع التابعين- رضى الله عنهم- قال الله- عز وجل (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه...)، أما الانتحال بالانتساب إليهم «تسمية» و«منهاجاً» فافتراء وبهتان وتدليس وخداع، لأنّ ما بعد عصور السلف عصر «الخلف»، وفيه نشأت جذور الحركة والمذهب الوهابى الذى يعتنق حالياً ببلد المنشأ الخليجى ومن يقلدوهم مبادئ ليست فى العمل العلمى السليم منسوبة إلى صدر الأمة مثل: القول بتقسيم التوحيد والحكم تبعاً لهذا التقسيم على مشركى العرب إبان نزول القرآن الكريم بنصف توحيد ونصف شرك!!.. والحكم على مخالفى المتسلفة حالياً من أهل القبلة بشرك مطلق!!.. والخوض فى ألفاظ فى نصوص قرآنية ونبوية تتعلق بالذات الإلهية بما يؤدى - حسب معتقدهم- إلى تشبيه بخلقه كاليد والعين...إلخ!!.. وتكفير والديه - صلى الله عليه وسلم.. والقول بفناء النار.. وإسكانه - سبحانه - فى سماء!!، ونزوله - جل شأنه- من على عرشه إلى السماء الدنيا نزولاً حقيقياً فى كل مناطق الدنيا على مدار اليوم والليلة لاختلاف المواقيت!!...إلخ، ما يزعمون أنه عقيدة السلف!! التساهل فى تكفير مخالفيهم، والحكم على عادات مستحدثة بالابتداع، وحمل الناس على مذهب عقائدى وآخر فقهى بعينه، والتعصب لآراء ورموز وأشياخ مذهبهم، وعدم التعايش مع الآخر بمنع تهنئة وتعزية ومعاملة «أهل الكتاب»، وتخطئة أئمة العلم التراثيين والمعاصرين، والتحول فيما بعد من عنف فكرى إلى عنف مسلح كجماعات القاعدة وطالبان والجهاد...إلخ. هذا بلاغ.. فهل من مدكر؟ أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر
