«أنا عاوز أربى جيل وأعلمه، وأفتح ورشة كبيرة تخرج تلاتين أربعين نحات ملح»، تلك هي آمال نبيل محمد فريج الحرباوى، لمهنته التي يعمل بها منذ أكثر من 14 عاما، والتى ينحت فيها الملح ليخرج بمجسمات ثلاثية الأبعاد، تُعتبر مقصدا لكثير من السياح الأجانب والمصريين لشرائها من محافظة مطروح، وبالأخص داخل واحة سيوة. ويحكى «الحرباوى» عن بداية نحته الملح، فيقول: «نزلت سيوة أول مرة لما كنت في عمل يتبع البنك الدولى، ولما رأيت أحجار الملح في سيوة ماكنتش شفته قبل كده كحجر، وجربت النحت عليه، فوجدته أسهل من الحجر الجيرى والرخام وبقية أحجار الصحراء الأخرى، ووقعت في غرامه، وابتديت أشتغل عليه، ودرست التراث والفلكلور السيوى». ويستكمل: «بدأ أصدقائى من سيوة يشجعوننى لما شافوا مجسماتى الأثرية ثلاثية الأبعاد اللى صنعتها من الملح زى قلعة (شالى)، ومعبدالإسكندر ومعبدآمون». ويشرح «الحرباوى» عملية النحت وعمل المجسمات، فيقول: «صناعة الملح مهنة صعبة تتلخص في استخراج أحجار الملح من قاع البحيرة بتكسيره بالعتل، ويُترك من شهر إلى ثلاثة شهور حتى يجف من الماء ويصبح صلبا، قبل ما نشتغل عليه نحت». ويوضح: «أول خطوة في نحت الملح بنشيل طبقة (الكرشيف) مزيج من الطين والرمل، من أعلى وأسفل الحجار، وتتبقى كتلة ارتفاعها تقريباً 15 سنتيمتر حجر ملح نقى، ونبدأ نشتغل عليه، نبنى منه غرف ساونا للفنادق وشيزلونجات من الملح وكراسى للتخسيس، ننحت الحجر الملح ب(الأزميل) أو (الشنيور) وصاروخ الصنفرة، ونصنع منه أباجورات وأباليك أثاث منزلى للبيت، علشان الملح فيه طاقات بديلة كتير لأنه بيطلع أيونات تريح الأعصاب، وكان يكثر استخدامه أيام الفراعنة والرومان في الأمور الروحية». ويضيف «الحرباوى»: «أنا محتاج مكن تقطيع ومكن للصنفرة، لإنى مش ملاحق على الشغل، ويا ريت حد من رجال الأعمال يساعدنى ويتبنى الموضوع، إحنا عندنا حاجة مميزة، وعاوزين نعمل منها تاريخ».
