تمر مصر الآن بمرحلة فارقة فى تاريخها، لم تشهدها من قبل، وقراءة الحال الذى نعيشه تصيب القلب برعشة، لا أدرى إن كانت استعجالاً للمستقبل أو خوفاً منه. فالذين يطمعون فى «عرش مصر» استخدموا الأسلوب القديم نفسه، أوهموا الشعب بأنهم يحملون فى جيوبهم «مصباح علاء الدين» ونفذوا ما فعله «رشدى بيه.. نصير المبلولين والجربانين». أى مصر التى يتحدث عنها المرشحون، هل هى مصر الدينية؟ أم المدنية؟ أم أنه من الأفضل أن ننسى ونفكر فى «الأرانب والملوخية» لماذا لم تلتق القوى السياسية بكل أطيافها لتناقش وتصوغ دستوراً جديداً ينظم حياتنا، ألم يكن ذلك أجدى وأجدر بالاهتمام من حلم الرئاسة؟! أما القضية الأخطر، فهى تلك التى تطل علينا من أبواق متشددة تلوح لنا بالتخويف والترهيب، أبواق تريد لنا مصر لا نعرفها ولا نريدها، نريد مصر السمحة الطيبة، التى يضم حضنها الجميع ويغمر حبها كل الأطياف، مصر التى عاش فيها «حسن ومرقص وكوهين». نعم نحن نعيش أفراح الثورة وتأخذنا نشوة محاكمة الفساد ورموزه، لكن فى أسيوط خرج الأهالى يقطعون الطريق السريع بحثاً عن رغيف خبز، وفى الدقهلية تقاتل أهل القرية وفقدوا واحداً منهم من أجل الفوز بأسطوانة غاز، أما العاملون فى القطاع السياحى فقاربوا من الجلوس على «باب السيدة» وترديد مقطوعة: «عشانا عليك يارب» وقطاعات عديدة تخسر كل يوما وتعانى، تحتاج من كل المخلصين أن يتكاتفوا من أجل وقف نزيف الخسارة. نعم فعل المصريون ما أذهل العالم كله وأسقطوا واحدا من أشرس الأنظمة الفاسدة، وبقى أن ينظروا إلى المستقبل ويخططوا له بإخلاص، لا يعيد إليهم فرعوناً يحكمهم ولا زبانية يعذبونهم وينهبون أموالهم وثرواتهم. لابد أن نضع مصر بين أعيننا وندفع بعجلة البناء إلى الأمام حتى لا نستيقظ يوما ونجد أن المركب غرق بنا جميعا ونجد أنفسنا فى آخر الطابور بين شعوب العالم. ■ رسالة وصلتنى رسالة من ضابط شرطة، قال إنه كاد يفقد حياته ذات يوم من أجل رسالته وأصيب بعاهة مستديمة، وتم فصله فى مخالفة لم يرتكبها، وأنه حصل على أحكام نهائية بإعادته إلى العمل، وتوصى بتعويضه عن الفترة التى تم استبعاده فيها عن العمل – لدىَّ صورة منها - ورغم ذلك ضربت وزارة الداخلية – فى عهد العادلى - عرض الحائط بهذه الأحكام، هل ينصفه الوزير عيسوى، ويعيد إليه حقه؟! [email protected]