يوم 26 يوليو من كل عام يوافق العيد القومي لعروس البحر المتوسط، مدينة الإسكندرية، وهو اليوم الذي يوافق خروج الملك فاروق من قصر رأس التين من الإسكندرية متوجهًا لإيطاليا سنة 1952، بحسب مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار. ويضيف شاكر، ل«المصري اليوم»، أن الإسكندرية كانت عاصمة لمصر لأكثر من 900 عام منذ أن أسسها الإسكندر الأكبر 332 قبل الميلاد، حتى فتح عمرو بن العاص لمصر عام 641 ميلاديا، وأسس العاصمة الفسطاط ونقلها لها. ويتابع «شاكر» أنه «بعد انتهاء زيارة الإسكندر لمنف حيث عاصمة مصر الدينية، اتجه للفرع الكانوبي لنهر النيل، لفت نظره موقع قرية صغيرة للصيادين المصريين تسمى راقودة لموقعها الاستراتيجي لوقوعها بين البحر المتوسط شمالا وبحيرة مريوط جنوبا، ويغذيها فرع النيل الكانوبي، وأمامها جزيرة فاروس، فقرر تأسيس مدينة تحمل اسمه، وتكون نواة لمزج الحضارة الشرقية (الفرعونية) واليونانية لينتج حضارة جديدة أسمها الهلينستية، وهو ليس ببعيد المعرفة عن حضارتنا المبهرة فهو تلميذ للفيلسوف أرسطو، تلميذ أفلاطون، الذي تربى على يد كهنة جامعة أون المصرية. وعن آثارها، يقول شاكر إن هناك آثارًا اندثرت ولكنها مازالت حلمًا للكثير وذكرها الرحالة والمؤرخون ووصفوها، وهي: فنار الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع هي الأعجوبة الثالثة في العالم القديم والتى تحدث عنها وعن عجائبها الرحالة والكُتاب وشيدت في عهد بطليموس الأول وكان يتكون من أربعة طوابق بارتفاع ستين مترًا وبداخلها 300 غرفة للإقامة ووضع معداتها. والفنار مبنى من الحجر الجيرى والجرانيت والرخام وكان دورها إرشاد السفن نهارا بالمرايا العاكسة وليلا بإشعال شعلة بالوقود وسقطت نتيجة زلزال في القرن ال15م وبنيت مكانها قلعة قايتباى 1480م. ويتابع شاكر: ومكتبة الإسكندرية التي قيل إنها كانت أكبر مكتبات العالم آنذاك وشيدها بطليموس الأول وأكملها الثانى. وكانت قبلة للعلماء وطلاب العلم حيث حوت 500 ألف بردية في كل العلوم وأحرقت أثناء حرب الإسكندرية عام 48 ق م، ولكن المصريين أعادوا بناءها ودورها لا يقل جمالًا ولا أهمية عن المكتبة القديمة، وضريح الإسكندر (السوما). وكان بداخل الجبانة الملكية وهى المقبرة الحلم بجانب مقابر ملوك البطالمة ورغم البحث عنها ولكنها لم تحدد حتى الآن ولكن المؤكد أنها بمصر، إما الإسكندرية أو سيوة . وعن آثارها التي مازالت قائمة، يقول شاكر إن هناك الكثير أبرزها: جبانة الشاطبى وجبانة مصطفى كامل وجبانة الأنفوشى ومقابر الورديان والجبانات الرومانية وغيرها.