قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، الثلاثاء، وشدد على ضرورة وحدة الخليج، وأضاف المسؤول أن رسالة ترامب كانت «إننا بحاجة إلى الوحدة في المنطقة لمحاربة الفكر المتطرف وتمويل الإرهاب، من المهم أن يكون الخليج متحدا من أجل السلام والأمن في المنطقة»، وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن ترامب أشاد خلال الاتصال بالدور القيادى الذي تقوم به السعودية في مكافحة الإرهاب وجهودها الحثيثة لتجفيف منابعه. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، إنه على قطر القيام بالمزيد من الجهود لمكافحة تمويل الإرهاب، وتتضارب تلك التصريحات مع تغريدات ترامب، أمس الأول، التي أشار فيها إلى أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر «ربما تكون بداية النهاية للرعب الذي يمثله الإرهاب». وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن ترامب يدعم التحرك السعودى ضد قطر، وأعرب عن ارتياحه لقيام المملكة بعزل جارتها الصغيرة، وأضافت أن قطر اتهمت منذ وقت طويل بتمويل جماعة الإخوان المسلمين التي تنتهج العنف، فضلا عن دعم الجماعات المتطرفة في سوريا وليبيا ودول عربية أخرى، ولكنها تعتبر قاعدة مركزية لقادة أمريكيين رئيسيين، تشن من خلالها واشنطن وحلفاؤها حربها الجوية ضد «داعش» في العراقوسوريا. واعتبرت الصحيفة أن هذه الأدوار المتناقضة للولايات المتحدة تفسر الإشارات المختلطة التي أرسلتها الإدارة بعد تحرك السعودية غير المتوقع ضد قطر، حيث سارع وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس لتهدئة الخلاف، وأصر ماتيس على أن الأزمة لن تؤثر على الحملة ضد «داعش». وقال السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، ساين سبايسر «إن الولاياتالمتحدة مازالت تريد أن ترى تسوية القضية بشكل عاجل، وفقا للمبادئ التي وضعها ترامب لهزيمة تمويل الإرهاب»، ونفى أن يكون ترامب منحازا لطرف على حساب الآخر، وقال إن ترامب أجرى محادثات «مثمرة للغاية» مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، خلال زيارته للرياض، لكن شخصا آخر اطلع على المحادثة قال إن محادثات ترامب مع تميم كانت أكثر برودة بشكل ملحوظ. وأشارت الصحيفة إلى أن تغريدات ترامب تتناقض مع تصريحات السفيرة الأمريكية في قطر دانا شل سميث، التي قالت إن قطر حققت «تقدما حقيقيا» في كبح دعم الإرهابيين، وقال مسؤولون في الإدارة ومحللون إن هناك تهديدا مباشرا لمرافق عسكرية أمريكية في قطر، ولا سيما أن قطر تعتبر الوجود العسكرى الأمريكى بمثابة بوليصة تأمين ضد التحركات العدوانية لجيرانها. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إنهم تفاجأوا بتغريدات ترامب المؤيدة لحصار قطر، خاصة بالنظر إلى العلاقات العميقة للجيش الأمريكى مع الدوحة، وأضافوا أن الجيش حريص على تجنب الخلافات السياسية مع القطريين، وقال المتحدث باسم القوات الجوية بالقيادة المركزية الأمريكية، المقدم داميان بيكارت: «إن الولاياتالمتحدة والائتلاف يشعران بالامتنان للقطريين على دعمهم طويل الأمد لوجودنا والتزامهم الدائم بالأمن الإقليمى». وذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، أن تغريدات ترامب الداعمة للحصار تشكل صدمة للدوحة التي تعتبر نفسها حليفا رئيسيا للولايات المتحدة، وتحتضن 10 آلاف جندى أمريكى. وقال موقع «بازفيد نيوز» الأمريكى: «إن السعودية والإمارات والبحرين يعتقدون أنهم يستطيعون خنق قطر وإجبارها على الاستسلام، لكن هذا يمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية، حيث سيجبرها على البحث عن شراكات أمنية جديدة مع تركيا وإيران».
