إعداد: أحمد مطاوع يبدو أن تحركات المملكة العربية السعودية، لتدعيم موقفها وعدد من الدول بينها مصر، بقطع العلاقات مع قطر، من خلال التصعيد والحشد الدولي ضد الدوحة، يسير على قدم وساق، سواء من خلال المحادثات الهاتفية بقادة العالم، أو الجولات المكوكية التي يقودها عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، الذي أجرى زيارة سريعة إلى فرنسا أمس، وغادر منها إلى ألمانيا ليلتقي مسؤولين كبار بالحكومة. تسويق سعودي ضد قطروإيران وفي تصريحات له خلال زيارته العاصمة الفرنسية باريس، اعتبر الجبير أن على قطر "تغيير سياستها" والكف عن دعم "المجموعات المتطرفة" و"وسائل الإعلام المعادية"، وذلك في غمرة مقاطعة بلاده ودول عربية أخرى للدوحة بتهمة "دعم الإرهاب". وقال وزير الخارجية السعودي، إن على قطر القيام بعدة خطوات تتضمن إنهاء دعمها لحركة حماس وجماعة الإخوان، من أجل إعادة العلاقات مع الدول التي قاطعتها. وأضاف الجبير: "نريد أن نرى قطر تنفذ الوعود التي قطعتها على عاتقها في السنوات الماضية، فيما يتعلق بدعمها للجماعات المتطرفة، وفيما يتعلق بوسائل الإعلام المعادية، والتدخل في شؤون الآخرين. اتخذنا هذه الخطوة بألم كبير بحيث على قطر أن تفهم أن هذه السياسيات غير مقبولة ويجب أن تتغير"، بحسب سكاي نيوز. وأوضح وزير الخارجية السعودي للصحفيين في باريس: "قررنا اتخاذ خطوات لتوضيح أن الكيل فاض.. ولا أحد يريد الإضرار بقطر، لكن على قطر أن تختار إن كانت ستمضي قدما في مسار أم مسار آخر". وعبّر الجبير، عن اعتقاده أن تكلفة الإجراءات الاقتصادية التي اتخذت ضد قطر كفيلة بإقناعها باتخاذ الخطوات الصحيحة. وصف وزير الخارجية السعودي، سياسة إيران بأنها "تدميرية للمنطقة"، وأن دعم طهران للجماعات الإرهابية لن يستمر، مطالبا ب"معاقبة إيران على تدخلاتها في شؤون المنطقة ودعمها للإرهاب". رفض الوساطة الأوروبية وسُئل الجبير، الذي التقى نظيره الفرنسي جان ايف لودريان عن وساطة فرنسية محتملة فاعتبر أن الأزمة مع قطر هي "قضية داخلية لدول مجلس التعاون الخليجي". وفي وقت سابق، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دول الخليج إلى "الوحدة" مبديا استعداده لدعم "كل المبادرات لتسهيل التهدئة" في هذه المنطقة التي تشهد أزمة غير مسبوقة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقطعت السعودية ودول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وبدأت الثلاثاء، بفرض حصار على الإمارة الغنية ما تسبب بأزمة غير مسبوقة في الخليج. الجيش الأمريكي يعارض موقف ترامب وأثنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، الثلاثاء، مجددا على قطر لاستضافتها قوات أمريكية و"التزامها الدائم بالأمن الإقليمي"، وذلك رغم إشادة الرئيس دونالد ترامب بقرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة. وأعلن البنتاجون، الثلاثاء، أن أزمة الخليج التي تجلت في مقاطعة دول عربية لدولة قطر "لم يكن لها تأثير" ولا يتوقع أن يكون لها أي تأثير على العمليات العسكرية الأمريكية في هذا البلد الذي يأوي قاعدة عسكرية أمريكية مهمة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيس، في مؤتمر صحفي: "لم تتأثر عملياتنا سواء في قطر أو في ما يتعلق بالمجال الجوي المتاح حولها، ولا نتوقع أن يكون هناك أي تأثير"، رافضا إعطاء أي إجابة عن دعم قطر للإرهاب: "لست الشخص المناسب الذي يُسأل عن ذلك". وخلال إفادة وزيرة القوات الجوية الأمريكية هيذر ويلسون، ورئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد جولدفين يدليان، أمام لجنة المسلحة بمجلس الشيوخ بشأن وضع القوات الجوية ميزانيتها للعام المالي 2018، أبلعت الوزيرة اللجنة أنها ليست قلقة بشأن القاعدة الجوية الأمريكية في قطر رغم قرارات قطع علاقات دول عربية معها، وقالت إنه لا يوجد تهديد بنقل القاعدة وإن العمليات الأمريكية مستمرة دون انقطاع. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء، قد دخل سريعا على خط الأزمة المتصاعدة بين دول الخليج وقطر، ملمحا إلى أن هذه الدولة تمول التطرف وقدم دعما ضمنيا للحصار الدبلوماسي الذي فرضته عدة دول على الدوحة. وقال ترامب في تغريدة صباح أمس: "إنه لأمر جيد أن نرى أن زيارة السعودية والملك سلمان بحضور خمسين دولة تعطي نتائج"، وأضاف "لقد قالوا إنهم يريدون اعتماد نهج حازم حيال تمويل التطرف، وكل الدلائل تشير إلى قطر. قد يكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب". اتصال هاتفي بين الملك سلمان وترامب بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز العمل على منع تمويل الجماعات الإرهابية ومنع دعم التطرف من قبل أي دولة في المنطقة. وخلال محادثة هاتفية، بينهما، اليوم الأربعاء، شدد الرئيس ترامب على أهمية وحدة مجلس التعاون الخليجي لهزيمة الإرهاب ودعم الاستقرار في المنطقة.