رفض غلق الإنجليز الجامع الأزهر خلال ثورة 1919، وعارض رغبة الملك فؤاد في تعيين نفسه خليفة للمسلمين بعد إلغاء خلافة أتاتورك.. إنه محمد أبوالفضل الجيزاوي، الشيخ ال30 لمشيخة الأزهر. «الجيزاوي»، ابن قرية وراق الحضر بالجيزة، حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، والتحق بالأزهر الشريف ودرس الفقه والحديث والبلاغة والمنطق والحديث، وتتلمذ على يد كبار العلماء، منهم إبراهيم السقا، ومحمد الإنبابي. اشتغل بالتدريس في الأزهر، وعين عضوًا بمجلس إدارة الأزهر في أغسطس 1895، وعقب 13 عامًا عين وكيلاً للأزهر، ثم شيخًا لعلماء الإسكندرية، وخلال توليه مشيخة الأزهر وهو في سن ال60 عامًا، لعب دورًا كبيرًا في ترقية العلوم والتدريس في الجامع الأزهر، كما صدر في عهده قانون 1923 بشأن التعليم الأزهري. وعقب عامين من توليه المشيخة، رفض «الجيزاوي» مطالب الإنجليز بغلق الجامع الأزهر، لأنه كان مقرًا للاجتماعات والمظاهرات، ولعب الأزهر دورًا كبيرًا خلال ثورة 1919 فبجانب الخطب وقيادة المظاهرات، أنشأوا جهازًا بوليسيًا ليحفظ النظام أثناء المظاهرات. ووفقًا لكتاب «الأزهر أي مستقبل ينتظره»، للكتاب محمد عوض، عارض الإمام الراحل رغبة الملك فؤاد في تعيين نفسه خليفة للمسلمين بعد أن ألغيت خلافة أتاتورك، قائلاً: «إن مصر لا تصلح دار خلافة ما دامت واقعة تحت الاحتلال الإنجليزي». «الجيزاوي» حصل على كسوة التشريف العلمية من الدرجة الأولى عام 1904، والوشاح الأكبر من نيشان النيل 1921، وله 4 مؤلفات هي: الطراز الحديث في فن مصطلح الحديث، شرح العضد وحاشيتا السعد والسيد، تحقيقات شريفة حاشية في أصول الفقه، وتعليق أوائل تفسير البيضاوي.