ولد الشيخ حسونة بن عبدالله النواوي الحنفي بقرية نواي مركز ملوي بمحاظة اسيوط سنة 1839, حفظ القرآن الكريم, ثم التحق بالازهر, وتتلمذ علي يدي كبار مشايخ الازهر امثال الشيخ عبدالرحمن البحراوي, والشيخ علي خليل الأسيوطي. وكان يتميز بقدرته العالية علي فهم وحفظ دروسه وإتقانها وكان دائما محط إعجاب اساتذته. ولما أتم دراسته في الازهر وحصل علي شهادة العالمية جلس لتدريس امهات الكتب العلمية فأقبل عليه الطلاب لتميزه وسلاسة اسلوبه في الشرح, فاختاره القائمون علي الازهر لتدريس الفقه في جامع محمد علي باشا بالقلعة بجانب تدريسه له بالازهر, ونظرا لكفاءته عين بجانب ذلك استاذا للفقه بكلية دار العلوم, وكلية الحقوق التي كانت تسمي حينئذ( بمدرسة الحقوق) ثم انتدب وكيلا للازهر في عام 1894 وذلك لمرض الشيخ الأنبابي, كما عين فضيلته عضوا دائما بمجلس شوري القوانين. وبعد استقالة الشيخ الانبابي من الازهر صدر قرار بتعيين الامام حسونه النواوي شيخا للازهر في عام 1895, كما صدر قرار بتعيينه في المجلس العالي بالمحكمة الشرعية في العام نفسه مع بقائه شيخا للازهر. ثم في عام 1899 اصدر الخديوي قرارا بتنحيته بعد أن عارض ندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الاهلية ليقوما بمشاركة قضاة المحكمة الشرعية في الحكم, ثم عاد مرة اخري لمشيخة الازهر سنة 1907, الا انه فضل التخلي عن المنصب واستقال بعد ثلاث سنوات. وقد قام فضيلته بجهود عظيمة في إعادة تنظيم الازهر من الناحيتين المالية والادارية فرفع رواتب العلماء والشيوخ, وأدخل العلوم الحديثة في الازهر بعد ان كادت تندثر, وأحضر مدرسين لتدريس علوم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ بالازهر, كما أنشئ في عهده الرواق العباسي بالجامع الأزهر, كما أتم في عهده جمع مكتبات الأزهر في مكتبة واحدة. ومن مؤلفاته( سلم المسترشدين في أحكام الفقه والدين) وهو كتاب من جزءين جمع فيه الاصول الشرعية والفقهية. وتوفي الشيخ حسونة النواوي في 17 مايو 1925 بعد حياة زاخرة بالعلم ومليئة بالإنجازات في خدمة الدين الاسلامي.