كل عام يقام بمحافظة المنيا أهم احتفال سنوى بدير السيدة العذراء بمدينة سمالوط المسمى عند البعض (مولد العذراء) لمدة أسبوع، وبنهاية الأسبوع يكون (عيد الصعود الإلهى)، ويبدأ هذا العام من يوم 8/5 حتى 13/5/2010م.. وللاحتفال معان ودلالة وأهمية لدى المصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين فتجمعهم أعمق الأحاسيس والمشاعر الطيبة والحاجة للتبرك والدعاء والصلوات من أجل مصر ومصالحهم الشخصية.. ولمعرفة المكان وأهميته وزمن الاحتفال ورعايته بهذا التوقيت، هذه لمحة عنه.. يقع الدير شرق النيل بمدينة سمالوط حيث أقامت العائلة المقدسة فترة من الزمن خلال رحلتها لأرض مصر هرباً من هيرودس الملك عندما أراد قتل المسيح وهو طفل، وفى سنة 328م قامت الملكة هيلانة ببناء كنيسة باسم «السيدة العذراء» على ذلك الموقع، وتقع مواجهة لقرية البيهو بسمالوط. وسمى هذا الدير بدير جبل الطير، حيث كان يعيش هناك ألوف من طائر البوقيرس، وأيضا سمى بجبل الكف حيث يذكر «التقليد القبطى» أن العائلة المقدسة وهى بجوار الجبل، كادت أن تسقط صخرة كبيرة عليهم فمد الطفل يسوع المسيح يده ومنع الصخرة من السقوط فانطبعت كف يده على الصخرة. وكذلك يسمى بدير البكرة، وهذا يعود لوجود رهبان بذلك المكان فكانوا يستخدمون البكرة فى رفع ما يحتاجونه من مياه أو بعض المؤن من أسفل الجبل.. وقد سرد «البابا تيموثاوس» بالقرن الرابع الميلادى فى مخطوط باسم (الصخرة) أن بهذا المكان كان يعيش رهبان القرن الرابع وقضى أسبوعاً كاملاً بهذا الدير، وقد استدعى «أسقف طحا الأعمدة» ليكون راعا للمكان، والرهبان وقال الأب «صفرونيوس» رئيس دير المبتدئين بالقرن العاشر الميلادى بأنه كانت هناك حياة رهبنة بالقرن العاشر وصل عددهم 1000 (ألف) راهب تقريباً. وهذا فى كتاباته ومطبوعاته «صفرونيوس» التى نشرتها دار «فليوباترون» للنشر تأكيداً للرهبنة بذلك المكان والزمان، ولتزامن موسم الحصاد مع عيد الصعود الإلهى كان الناس يذهبون للدير، محتملين مشقة الوصول، لتقديم النذور، وباكورة المحاصيل، ومالديهم من تقدمة للدير، ويتبركون بالمكان، حيث عاشت العائلة المقدسة ووجود كنيسة العذراء الأثرية بها.. ومنذ ذلك الوقت تحول المكان، لمزار سنوى، ولأهمية الاحتفال وقدسيته تهتم المحافظة بتوفير كل الإمكانيات والترتيبات والتجهيزات لإعداد وتهيئة المكان لإنجاحه من خلال التنسيق بين الأجهزة كلها. تحية للدكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا لرعايته للاحتفال والمكان والعمل على زيادة المياه الصالحة للشرب وكذلك الكهرباء وغيرها.. يزور المكان ما يقرب من 2 مليون مواطن كل عام.. حقاً مصر أم الدنيا.
