فى الجلسة التى عقدتها اللجنة التشريعية بمجلس النواب برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة يوم الإثنين الماضى (28/11) لمناقشة مشروعى القانونين المقدمين من د. أحمد سعيد وأكثر من ستين نائبا آخرين، وكذلك الاقتراح بقانون المقدم من النائبة نادية هنرى بشأن إلغاء عقوبة الحبس الاحتياطى فى قضايا النشرالخاصة ب«خدش الحياء».. نقلت عن النائب د. عبدالعاطى مصطفى أقوال حول محاكمة نجيب محفوظ، ولأننى أسعى دائما للتعرف المباشر على ما أعلق عليه، فقد لجأت للاستماع إلى نص ما قاله والموجود على شكل «كليب» فيديو على الإنترنت.. فماذا وجدت؟ مقالات متعلقة * أوبر وكريم! * الجيش المصرى! * قتل المجتمع المدنى قال النائب بالنص: «نجيب محفوظ يستحق العقاب.. ولكن لم تحرك ضده الدعوى الجنائية... إقرار المشروعين دول يعنى إهدارا لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة.. لأنه لما يبقى مواطن عادى يرتكب هذا الفعل يعاقب، لكن لما يبقى صحفى أو منتج أو إذاعى يرتكب هذا الفعل لا يعاقب بالحبس..؟ إزاى يبقى الدستور بيرسخ هنا إهدار لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، لا يليق». وعندما سئل عن رأيه النهائى قال «أرفض طبعا المشروعين». وعندما سألت إحدى القنوات الفضائية النائب عما قاله أجاب بأنه لم يقل ذلك، وإنما طالب بمحاكمة مخرجى أفلام روايات محفوظ، خاصة بين القصرين وقصر الشوق والسكرية، لما تحتويه من مشاهد مخلة ولقطات خادشة للحياء العام لا يجوز أن تدخل المنازل وتطلع عليها الأسر والعائلات. ما الذى نفهمه مما قيل؟ أولا أن السيد النائب غالبا لم يقرأ روايات نجيب محفوظ وإنما شاهدها فى السينما. ثانيا: السيد النائب غالبا أيضا لم يسمع عن بعض عيون الأدب العربى مثل: الأغانى للأصفهانى أو ألف ليلة وليلة أو كتابات الإمام السيوطى وقصائد أبونواس.. إلى آخره من أعمال زاخرة بالكلام «الأبيح»! ثالثا: وتلك هى الطامة الكبرى، أن السيد النائب يقول «بما أن كتاب الأدب يقولون كلاما فاضحا، فلماذا نعاقب المواطن الذى يتلفظ بألفاظ بذيئة فى الشارع..؟ لذلك فهو يطالب بعدم معاقبة هذا المواطن استنادا إلى مبدأى المساواة وتكافؤ الفرص اللذين كفلهما الدستور! أى أن سيادة النائب يساوى بين كلام الشتائم والبذاءات فى الشارع، وبين ما يكتب فى أعمال أدبية....أليس كله كلام «أبيح»؟! هذا هو رأى نائب فى البرلمان المصرى، حاصل على الدكتوراه فى القانون الجنائى، ومنتخب عن كفر سعد فى دمياط وعضو فى ائتلاف دعم مصر!. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة