هل هى مؤامرة أم أزمة يعيشها وطن؟ الواقع يؤكد أن الوطن يعيش أزمة كبيرة، يستغلها متربصون، يريدون أن يشعلوها حريقا، نيرانه ستلتهمنا جميعا، والحل يلزمه أن يؤدى كل طرف ما عليه بإخلاص، الدولة تقدم حلولاً حقيقية، والشعب يستوعب الموقف داخليا وخارجيا، لأن تبادل الاتهامات يزيد الطين بللاً، ويحول الحياة كلها إلى وحل وبِركة. مقالات متعلقة * سفراء إبليس! * 6 إبليس.. 6 إبريل (سابقاً) والذى يمتلك بصرا يرى ما حوله لن يخطئ أن المواطن يعانى خدمات شبه منعدمة، ودخلاً لا يفى بالاحتياجات الضرورية، يدهسه قطار الغلاء فى تسارع جنونى، ومستقبلاً لا يصبر عليه كثيرون. ولن تغفل بصيرتك أن فى الدولة جهازا تنفيذيا، لا يمتلك حلولاً حقيقية لمعظم المشكلات، يدير مهامه بطرق قديمة عقيمة، مكانها كتب التاريخ، يبدأ كل مواجهاته بالبحث عن مبررات، أو يطلق الاتهامات بالخيانة والعِمالة وتدبير مؤامرة. وتزداد المشكلة تعقيدا بدخول «المطبلاتية» على الخط، هؤلاء الذين يملكون أبواقا إعلامية، يُسخرونها للترويج لما تراه الحكومة فقط، ويتنافسون فى تجويد «قرع الطبول» بالرقص وشخللة الصاجات، لا يعنيهم سوى الحفاظ على رضا الباب العالى، فتصب النتيجة فى مصلحة المتربصين والصائدين فى المياه العكرة. وكثيرون منا لا يدركون التفاصيل، ولا يملكون صبرا عليها، يشتد خناق حاجاتهم عليهم، فينزلقون إلى «سكة إبليس»، لا يُبصرون الألغام المزروعة لهم على امتدادها، حتى يحدث- لا قدر الله- انفجارها فى وجوههم، فتُحطم ما كان فى الماضى، وتقطع الطريق على المستقبل. الوضع جد خطير، لأن الذين يتاجرون فى الدولار وأصابوا سوقه بالجنون، ودخلوا فى نوبة شراء للذهب، فقفزوا بسعره إلى مسافة يعجز المواطن عن الوصول إليها، والذين جمعوا السكر من الأسواق وخزَّنوه، فتَضاعف سعره مرات ومرات، والذين يعبثون فى أسواق الأرز، وفى كثير من المواضع التى تصيب الحياة اليومية بصورة مباشرة- لا يشغلهم إلا تضييق الخناق حتى نصل إلى مرحلة الانفجار. وعجز الأجهزة عن حماية الأسواق من العبث، وفشل الكثير من وسائل الإعلام فى نقل الحقيقة، وتعمدها تشويه الصورة، ذلك لا يخدم شعبا ولا نظاما، ويضر بكل الوطن. والشعوب لا تغضب من أنظمتها، لأنها قطعت على نفسها نذرا بذلك، ولا لأن الغضب عادة سنوية كالمصايف والسفر، ولا هو عيد تحتفى به الشعوب كلما حل موعده، الشعوب غايتها أن تعيش حياتها فى أمان، تنعم بحاضر- ولو فى أبسط أشكاله- وتطمئن لمستقبل، حينها ستدافع عن أجهزتها وأنظمتها بحياتها. خلاصة القول: نعم هناك مَن يريدنا أن نعود ألف خطوة للوراء، وهناك مَن يخطط لإحراقنا جميعا، لكن يتوازى ذلك مع أجهزة مصابة بحالة عجز كبير، وأبواق أجهل من دابة، لا تقرأ إلا البيانات الرسمية، ولا ترى إلا تحت أقدامها، ولا تُجيد إلا دق الطبول، إصلاح هذه الأعطاب كاملة هو بداية الحل الصحيح، ومرضى النفوس والبطون والعقول لابد أن يدركوا الحقيقة كاملة ويبعدوا كل البعد عن «سكة إبليس». وأبدا لن نقبل أو نرضى أو ندعم أو نسمح بأن تمتد يد العبث إلى بلدنا، كلنا نفتدى مصر بأرواحنا. [email protected] اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
