مع الثورة تجددت الأحلام، وأمنيات المصريين فى وطن أفضل، خاصة بعد ما عانوه فى ظل النظام السابق من انسداد الأفق وضياع الحلم وافتقاد الرؤية لمستقبل آمن، للدرجة التى تقلص فيها أقصى أحلام المواطنين فى توافر فرصة عمل أو وظيفة أو زواج غير مكلف. ويقول د. يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس: من حق كل إنسان أن يحلم، لأن الحلم هو مفتاح تقدم الشعوب، وشعوب بلا أحلام شعوب بلا أمل أو تطور، ولا تتمتع بأى من حرية التفكير أو العدالة الاجتماعية والديمقراطية، فتنوع الأحلام دليل على تنوع الإبداع العقلى، ومن ثم تنوع المهارات الشخصية، ثم المجتمع بأكمله، وحتى يعود إلى عقول شبابنا الحلم، فإنه لابد من علاج الإحباطات العامة وحالة اليأس والانهزامية المسيطرة، وتوضيح الرؤية الشعبية، وتقديم فرص حياة كريمة، تضمن للأفراد إمكانية تطوير النفس وتحقيق الذات إذا ما بذلوا الجهد. الحلم ينقسم إلى نوعين، حلم اليقظة وحلم النوم، وتتسم أحلام اليقظة بأنها أحلام قد تبدو بعيدة المنال، لكنها بمزيد من الجهد يمكن تحقيقها، كحلم الشخص بركوب مركبة فضاء، فهذا الحلم قد يبدو صعبا، لكنه مع العلم والتقدم يمكن الوصول لتحقيقه، فهى أحلام تعتمد على التخيل وتمنى الشىء. أما أحلام النوم فهى إما أن تكون أضغاث أحلام، لا واقع لها ولا أمل فى تحقيقها، وتكون عبارة عن مشاهد غير مترابطة ولا يشكل مجموعها أى مضمون، أما النوع الثانى من أحلام النوم، فهى أحلام تعبر عما يشغل العقل الباطن، وما يوجد بداخله من صراعات داخلية أو مشاكل يعيشها الفرد فى يقظته، وإحباطاته ومخاوفه، ويتم التعبير عن هذه المشاعر إما بصور حقيقية أثناء النوم للأشخاص والمواقف، أو بصورة رمزية للأحداث، بأن يحلم الشخص الذى يواجه مشاكل مع رئيسه بثعبان أثناء نومه، وتختلف هذه الرموز من شخص لآخر، وبالتبعية يختلف شكل الحلم، ويلفت د. عبدالمحسن إلى أن تحقيق أحلام بعض الأشخاص عند يقظتهم، هو أمر غير معروفة أسبابه علميا، وغير معروفة دوافعه فى علم النفس، فى حين يصف المجتمع من يتعرض لهذه التجربة بأنه «إنسان شفاف وصاحب بصيرة».