قالت وزارة الموارد المائية والري، إن ارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق أمام إنشاءات سد النهضة الإثيوبي جاء نتيجة تزايد معدلات تصرفات النيل الأزرق، وهو شيء متوقع خلال هذه الفترة من فيضان النيل، والتي تفوق حجم المياه التي يتم تصريفها من أنفاق السد، والجزء الأوسط من جسم السد الرئيسي بوضعهما الحالي، ما يؤدي إلى ازدياد العرض المائي لمجرى النيل الأزرق أمام السد. وأوضحت الوزارة في بيان، اليوم، أن صور الأقمار الصناعية المتوافرة لدى الوزارة تؤكد أنه لا صحة لتخزين إثيوبيا المياه أمام سد النهضة، مشيرة إلى أن ارتفاع المنسوب مرتبط بفترة الفيضان، ويتلاشى تدريجياً مع انحسار الفيضان، وخروج هذه المياه عبر الفتحات السفلية الموجودة بجسم السد. وكشفت مصادر رسمية بوزارة الري أن مؤشرات فيضان النيل على الهضبة الإثيوبية تشير إلى أنه فوق المتوسط، وأنها أفضل من فيضان العام الماضي الذي بلغ 21 مليار متر مكعب فقط، بينما أكدت تقارير وزارة المياه والكهرباء السودانية، صحة التقارير المصرية حول الفيضان، موضحة أن فيضان النيل يمر بدورة زمنية يبلغ مداها 21 عامًا تتباين فيها معدلات سقوط الأمطار ما بين المتوسط والعالي والضعيف، وأنه من المتوقع أن تواصل التغيرات المناخية تأثيرها على إيراد النيل في الهضبتين الإثيوبية والاستوائية. وأضافت المصادر أن فيضان العام الماضي كان الأسوأ خلال ال100 عام الماضية، وسجل 20 مليار متر مكعب فقط، وتسبب في خسائر كبيرة للثروة الحيوانية والزراعات والمراعي في الهضبة الإثيوبية والسودان، وتسبب في خسارة السدود بالسودان لمخزونها المائي في أشهر قليلة. وبدأت الاستعدادات المصرية والسودانية لفيضان النيل الجديد، والتي تشمل إعداد تقرير يومي عن حالة الفيضان خلال رحلته من إثيوبيا، وحتى السودان، ثم بحيرة ناصر والسد العالي، بمعرفة مركز التنبؤ بالتغيرات المناخية التابع للوزارة ومراجعة تقارير الأرصاد الجوية، وصور الأقمار الصناعية التي يتم تحليلها على مدار ال24 ساعة من خلال مركز التنبؤ بالفيضان الموجود بالوزارة، وكذلك المركز التابع لقطاع مياه النيل المسؤول عن تلقي التقارير اليومية والأسبوعية من بعثات الري المصري بالسودان للتأكد من بياناتها، خاصة أنها تلجأ لوسائل بدائية في قياس النيل وتحتاج إلى تحديث خلال المرحلة المقبلة طبقا لمصادر معنية بمياه النيل. وأشارت المصادر إلى أن مهام اللجنة تتمثل في استقبال تقارير بعثات الري المصري بالسودان وأوغندا، والتي تقيّم الموقف المائي للبلاد ومعدلات سقوط الأمطار، وتوقعات الإيراد المائي الواصل لبحيرة ناصر من هذه الأمطار، وتناقش التوقعات والسيناريوهات المعدة سلفًا للفيضان والبدائل المقترحة لتشغيل السد العالي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة. وأوضحت المصادر أن اللجنة تقيس تأثير معدلات الأمطار المتزايدة على الهضبة الإثيوبية، للحفاظ على منظومة الاتزان المائي بين حجم المنصرف والمطلوب لاحتياجات البلاد المائية، وبين حجم المطلوب تخزينه لتعويض الفاقد من منسوب المياه بالبحيرة، بالإضافة إلى تقرير بعثة الري بأوغندا. وأضافت أن مصر تراقب تطورات الفيضان من الهضبة الإثيوبية عند مقياس الديم الذي يمثل أقدم محطة لقياس منسوب النيل الأزرق على الحدود «السودانية – الإثيوبية».
