مصر كلها على يقين بأن امتحانات الثانوية جميعها تسربت، مادة مادة، إلا الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، ذهب حاسماً إلى إلغاء امتحان مادة الدين. «العربى» يتسرب، الهلالى يشهر سيفه ويلغى «الدين» ونؤمن من خلفه آمين، «الإنجليزى» يتسرب، الشربينى يتوعد «شاومنج» مرشد الغشاشين!! مقالات متعلقة * جلنار... (شخصية تبحث عن مؤلف -2) * السيسي وحوار «صدى الصوت» معلوم الدين مادة خارج الحسابات، خارج المجموع، الوزير جاء فى مادة الدين وتصدر للغشاشين، شاومنج يتحدى الوزير فى المواد الرئيسية، ويسرب امتحان الإنجليزى فى اليوم التالى لهبة الوزير، وفى الوقت الذى يقرره بالضبط 8.20 صباح الثلاثاء، ورجال الوزير يصرخون فضائيا امسك إخوان، شاومنج أصله «برص» كامن فى شقوق الوزارة الخربة!! التعمية الوزارية بإلغاء امتحان الدين تضليل من الوزير، الأصل إلغاء امتحانات الثانوية العامة بالكامل، أقله إلغاء امتحان اللغة العربية، تحديدا، هذا امتحان تم تسريبه بالإجابات النموذجية، ورجال الوزارة يعلمون بتسريبه علم اليقين ويتهمون الإخوان والتابعين. هناك حالة من الإحباط الوطنى من تسريب الامتحانات، والوزارة التى تستخف بنا تكتفى بإلغاء امتحان الدين، ومعه تقر بالتسريب. اللى سرب «الدين» سرب «العربى» قبله و«الإنجليزى» بعده!! الوزارة خشت شعبياً إلغاء امتحان اللغة العربية، مادة مجموع وفى أول يوم، لو ألغت اللغة العربية بقلب حديد، ما اقترب شاومنج من اللغة الإنجليزية، ما اقترب غشاش فاشل من اللاب توب يبحث عن نموذج إجابة فى موقع مجرم. أخف الشرين، إذا كان إلغاء امتحان الثانوية مستحيلا، أقله إعادة امتحان العربى مع الدين صار واجبا، امتحان العربى جاء طبق الأصل من الإجابات النموذجية التى كانت فى حوزة حيتان سناتر الدروس الخصوصية قبيل الفجر، وتسربت من بين أيديهم إلى الطلاب فى المنازل عبر مواقع التواصل الاجتماعى. الحسرة التى تأكل قلوب كثير من أولياء الأمور، لا يخفف منها أبداً إلغاء امتحان الدين، يريحها نسبياً إعادة امتحان العربى بجدية وشفافية، ولن يعترض الطلاب أو أولياء الأمور إذا ألغيت امتحانات الثانوية بالكلية، فرصة حقيقية وعادلة لإعادة الأمور إلى نصابها، لأن استمرار اعتماد امتحان اللغة العربية على الأقل فيه ظلم كبير. سمعة امتحانات الثانوية تأثرت كثيرا، وسمعة الوزارة فى الحضيض، ومستقبل الوزير على كف عفريت، كل هذا لا يسوغ للوزارة تمرير امتحانات مشكوك فى أمرها، هذه خطيئة وزارية، والقبض على 12 من المتهمين بالتسريب يؤكد بما لا يدع الشك حدوث التسريب، والإجراءات الاحترازية التى تم تطبيقها على الامتحانات المتبقية، كلها.. كلها تؤكد بتسريب امتحان اللغة العربية تحديدا، وتبرهن على أن هذا امتحان فاسد. وإذا كانت الوزارة تخشى انهيار منظومة امتحانات الثانوية هذا العام إذا أقرت بالتسريب، فمن باب أولى أن تبرهن على جديتها فى ضبط المنظومة وإعطاء كل ذى حق حقه وتعيد امتحان اللغة العربية، التسريب ليس عيباً تتدارى منه، بل تتبرأ منه، وتجرّم أفعاله، وتحرم المستفيدين من سلب جهد المتفوقين. الفائدة الوحيدة من حدوث التسريب دفع الوزارة إلى تغيير أساليبها القديمة البالية فى طبع وتداول ونقل الأسئلة والإجابات النموذجية، أساليب عتيقة مضى عليها نصف قرن ويجب تحديثها، ومراحل النقل يجب تقصيرها، والبحث فى سيرة المتعاملين مع المطبعة السرية ضرورة قصوى. وبالسوابق من سرّب بطاقات الاقتراع من المطبعة الأميرية فى الانتخابات الرئاسية يسرب أسئلة امتحانات الثانوية بإجاباتها النموذجية، بتوزيع الدرجات وبتوقيع الموجهين، نظرية القط ومفتاح القرار، شاومنج قط أسود يلعب فى كرار الوزارة البلهاء!! اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
