واجه مجلس النواب، الأربعاء، لأول مرة منذ بدء مناقشة بيان الحكومة، الوزراء الذين جاءوا للبرلمان لحضور التصويت على إعطاء الثقة لهم. ووجه أعضاء المجلس العديد من الانتقادات للوزراء، منهم النائبة فائقة فهيم التي انتقدت مطالبة الحكومة الشعب بالتقشف وفي نفس الوقت يقيم أحد الوزراء في فندق 5 نجوم منذ تعيينه قبل عامين. وقال النائب مرتضى منصور إن البيان تم إعداده في 3 شهور وتطلبون رد النائب عليه في 3 دقائق، واصفًا بيان الحكومة ب«كتالوج مقدم من شركة قطاع خاص تبيع مساكن». وأضاف: «مشاكل مصر معروفة، هناك مدارس متهالكة وبطالة وصرف صحي وعشوائيات وقبضة القانون لا تطبق على الكل». وتابع: «كل زيارة يقوم بها رئيس أو ملك تتم الإساءة لمصر». وهاجم النائب الحكومة، قائلا: «أين الحكومة التي ستنفذ هذا الكتالوج، والوزراء (نايمين في العسل) ويعملون في جزر منعزلة، والحكومة غير متجانسة.. أي دولة في الدنيا العدل فيها أساس الملك، لكن عندما تخاف الحكومة من أناس يقبضون من الخارج فعلى الدولة السلام». وقال صبحى الدالى، عضو مجلس النواب، إن الحكومة الحالية تعمل في ظروف استثنائية صعبة، ولكن هذا لا يمنعها من تحمّل المسؤولية الكاملة على وضع خريطة وحلول للمشاكل التي يعانى منها المواطن المصري. وأضاف أن البرنامج أغفل العديد من الأشياء منها عدم وضع جدول زمني، وإغفال ملف الصحة حيث لم يضمن معالجة كافية للنهوض بمستوى أفضل، كما تجاهل مشكلة التأمين الصحى، موضحا أن مشكلة الدعم تخص قطاعًا عريضًا جدًا من الشعب المصري، ولهذا كان يجب أن تفرد لها الحكومة مساحة كبيرة في بيانها حتى يصل لمستحقيه. وتابع: «البرلمان المصرى لن يفرط في حبة رمل وفيما يخص اتفاقية إعادة تعيين الحدود ستتم دراستها بشكل دقيق، وستكون هناك شفافية كاملة في التعامل بهذه الاتفاقية». واقترح النائب رضا البلتاجي قيام الحكومة بإعطاء كل جندي في القوات المسلحة والشرطة، يخدم في المناطق الحدودية، 5 أفدنة في المناطق الزراعية الجديدة، و10 أفدنة لكل أسرة شهيد من الجيش والشرطة، وقال: «هؤلاء ضحوا بأرواحهم وأسرهم هتزرعها قمح وأرز مش مخدرات». وشدد «البلتاجي» على ضرورة وضع الحكومة لآليات تجديد الخطاب الديني لمواجهة التيارات الإرهابية والمتطرفة. فيما انتقد النائب إيهاب السلاب عدم وجود خطط واضحة في برنامج حكومة المهندس شريف إسماعيل، خاصة بالعمالة المؤقتة والنقابات المهنية والتأمين الصحى الشامل، وقال: «نعلم أن الحكومة محملة بأعباء، وعلى الحكومة أن تشعر بمعاناة المواطنين، وأن تقدم برنامجًا يتماثل مع طبيعة الشعب ومتطلبات المرحلة». وأنهى كلامه قائلًا: «كنت أتمنى أن يكون أمامنا مشروع بيان الحكومة، وليس كتيبًا لتوصيات يمكن فعلها في المستقبل». وطالب النائب محمد عبدالعزيز الغول بأن يقدم من ينتقد برنامج الحكومة بديلا جيدا له، مضيفا: «مهما انتقدتم بيان الحكومة أرجو أن تقدموا بديلا لهذا النقد». وتابع النائب: «إذا قدمت الحكومة برنامجًا يعبر عن الواقع وحقيقة ما يعانيه المواطن البسيط، أفضل كثيرًا من الحديث عن برامج غير قابلة للتطبيق وبعيدا عن المنطق، وأرجو من الحكومة أن تقدم في الأيام القادمة ما هو أفضل من الآن وتخفيف أعباء المواطن البسيط، وعلينا مراعاة مصلحة الوطن لننجو بهذا البلد في المرحلة القادمة، فنحن في بؤرة اهتمام دول كبيرة وعظيمة تتمنى لهذا البلد الانهيار، وأتمنى عندما نطلب من الحكومة شيئا نطلب منها الوقوف على مشاكل المواطنين وهمومهم». وقال النائب منتصر رياض، إن الجميع يعلم حجم المخاطر التي تواجه مصر، مطالبا بتوجيه الدعم المادى والمعنوى لرجال الشرطة والقوات المسلحة. ومواجهة أي تصرفات فردية من شأنها الإضرار وتشويه صورة شهداء الشرطة والجيش. وأضاف النائب معلقا على برنامج الحكومة: «لابد من تشجيع الاستثمار وجذب المستثمرين ورجال الأعمال المصريين للمشاركة في المشروعات القومية الكبرى». وأشار النائب ياسر الهوارى إلى إن بيان الحكومة بمثابة العقد المبرم بينها وبين البرلمان، ولهذا فإن الموافقة عليه تعنى أنه أصبح شريكًا لها في المسؤولية أمام الشعب، لافتا إلى أن البرنامج أغفل الكثير من الأشياء أهمها عدم وجود جدول زمني محدد وكذلك غياب الموارد والآليات التي ستنفذ بها المشروعات التي جاءت في البيان. وقال النائب حسام محمد إن برنامج الحكومة لم يتضمن مواعيد زمنية واضحة ولم يذكر آليات التنفيذ، على سبيل المثال في قطاع الصحة ركز على إنشاء المستشفيات والمبانى ولم يتحدث عن سوء الإدارة والمركزية، مطالبا الحكومة بأن تعلن ما هي الإجراءات المتبعة في السنوات القادمة للحفاظ على المياه، والتحول من طرق الرى التقليدى إلى الرى الحديث.
