الأكراد شعب من أصول هندو- أوروبية، احتفظوا على مر الأيام بلهجاتهم وتقاليدهم ونمط اجتماعي عشائري إلى حد كبير، ويبلغ عدد أفراده بين 25 و35 مليونا يتوزعون خصوصا في 4 دول هي تركياوإيرانوالعراقوسوريا، ويشكل الأكراد الذين يشملون أكثرية سنية وأقليات غير مسلمة (مسيحيون، إيزيديون، وغيرها) وتشكيلات سياسية علمانية غالبا، ونظرا إلى مطالبتهم بإنشاء كردستان موحدة، تعتبرهم السلطات في بلدان إقامتهم تهديدا مستمرا لوحدة أراضيها، ففي تركيا ينتشرون على نحو نصف مليون كيلومتر مربع، ويبلغ عددهم 12 إلى 15 مليونا، حوالى 20% من السكان، واستؤنف النزاع بين «حزب العمال الكردستاني»، المصنف «تنظيما إرهابيا» لدى تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والسلطة المركزية في الصيف الماضي، ما نسف مفاوضات السلام التي انطلقت في أواخر 2012، وخلف النزاع أكثر من 45 ألف قتيل منذ اندلاعه في1984. وفي إيران، يبلغ عددهم حوالى 5 ملايين، أقل من 10%، يشهد شمال غرب البلاد صدامات مسلحة دورية قرب الحدود التركية مع حزب «الحياة الحرة» في كردستان، المقرب من «حزب العمال الكردستاني» التركي، وهو أهم فصيل كردي مسلح يقاتل النظام الإيراني ويتخذ قواعد في شمال شرق العراق، وغداة الثورة الإسلامية في 1979، قمعت السلطات بشدة انتفاضة كردية وحظرت الأحزاب التي تمثل هذه الأقلية القومية، وفي 1946، قضى الجيش على جمهورية كردية أنشئت قبل عام. وفي العراق، يشكلون قرابة 4،6 مليون، بين 15 و20%، وسوريا، قرابة 3 ملايين، 15%، وتعرض الأكراد للاضطهاد في ظل نظام صدام حسين قبل انتفاضتهم في 1991 بعد هزيمة العراق في الكويت، ونالوا بحكم الأمر الواقع نوعا من الحكم الذاتي، تم تكريسه في الدستور العراقي الصادر في 2005 والذي أسس لدولة فيدرالية تضم منطقة كردستان العراق، وفي يونيو 2014، أضاف الأكراد إلى أراضيهم التي تمتد على 40642 كلم مربع وتحوي ثروة نفطية (محافظات السليمانية ودهوك وأربيل)، مدينة كركوك نتيجة تقهقر القوات العراقية أمام هجوم تنظيم «داعش»، ويدعو رئيسهم مسعود برزاني الذي بقي في السلطة رغم انتهاء ولايته، إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير. وفي سوريا، التزم الأكراد الذين تعرضوا لقمع النظام طوال عقود، الحذر الشديد في الاحتجاجات التي انطلقت في مارس 2011، واستفادوا من انسحاب القوات الحكومية من مناطقهم في منتصف 2012 وانشأوا إدارة محلية، وفي 12 نوفمبر 2013، انشأ حزب «الاتحاد الديمقراطي» الذي يملك جناحا مسلحا هو وحدات «حماية الشعب»، إدارة انتقالية للحكم الذاتي. ويسيطر الأكراد السوريون حاليا على أكثر من 10% من أراضي شمال غرب وشمال شرق البلاد و75% من الحدود السورية التركية. ولعب الأكراد دورا هاما في مواجهة «داعش»، حيث شكلوا هدفا أساسيا للتنظيم، لأن «دولة الخلافة» التي يسعى إليها «داعش» تشمل مناطق الأكراد في العراقوسوريا، ففي سوريا، أحرز الأكراد انتصارات بارزة بدعم من التحالف الدولي لمكافحة «داعش» بقيادة أمريكية، منها طرد «الجهاديين» من مدينة عين العرب «كوباني» في شمال سوريا المتاخمة لتركيا بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من 4 أشهر، كما استغلوا مؤخرا تراجع الفصائل المعارضة السورية أمام القوات الحكومية في منطقة حلب للسيطرة على بلدات محاذية للحدود التركية. وفي العراق، وضع انهيار الجيش في يونيو 2014 قوات البيشمركة الكردية في خط المواجهة الاول مع التنظيم، وحصلوا هناك أيضا على دعم التحالف الدولي.