مصر ليست رئيساً .. و الجيش ليس مجلساً .. ولا الثورة هي فقط الشباب ؛ بل هي شعب بأكمله ! إنها : لُغَة إختزال ماكرة ذئْبَيَّة الهوَى ؛ قاصدة خُبْث هدفها ؛ بخِفَة الفَهْد و رَشَاقَة الأرنوب ! تتسَلّل في مُغَالطات واضحة ؛ للدفاع عن شرعية إختلستها ؛ و تدافع عنها بتلفيق في وَضَح النهار و علي قارعة كل الميادين العامة ! إنها شرعية .. " أنا " .. ! تَتَلَبَّس صَاحبَ العِوَج فيغدو قدّيساً ؛ و تَزُوْر المُحَالَ فيصبح مُمْكنَاً ! و لقد قامت الثورة المصرية العالمية المُلْهِمَة ؛ بنَفي كل قواميس الأنا و الفردية المريضة بذاتها ؛ خلف شروق شمس 25 يناير 2011 .. فما عاد يصلح لمصر من البشر الآلهة حاكماً ؛ بل يحكمها أصْلَحُ خادمٍ لها .. ! و لم يقم بالثورة سوى شعب بأكمله ؛ تَقَدَّم الشباب صفوفه و ألهَمَه .. بل هل رأي أحدنا ثورة بالعالم قادها الشيوخ ؛ و الشباب يجلسون علي المقاهي ؟! و لكن إختزال الثورة في الشباب ؛ و تحويلها لمسمي - مُتعمّد – الثورة الشبابية ؛ و حتي تغدو كموضات الأغنية الشبابية و الأفلام الشبابية و الأزياء الشبابية ؛ لهو اختزال يُخلّ و ينسف ثورة بكاملها ..و يَخْتَزَل مطالب الثورة و الشعب ؛ في مجرد لقاءات لبعض من الشباب بمسئولي المجلس الأعلي أو رئيس مجلس الوزراء أو بعض الوزراء ! لا .. ليس الأمر علي هذا النحو .. ! و الجيش .. للجيش كل التقدير .. كسابق عهدنا و عهده بنا .. ولكن – أيضاً - بلا إختزال يُخلُّ .. ! فالجيش لا يحكم مصر ؛ و ليس هو الشاغل لغياب رئيس الجمهورية ؛ بل المجلس الأعلي للقوات المُسَلّحَة هو مَن يلعب ذلك الدور السياسي ! فالجيش الذي نحترمه غير ممارس و لا محترف سياسة .. بل يحترف العسكرية ؛ و الجندية الشريفة هي عقيدته .. أما المجلس الأعلي فهو لاعب سياسي بالساحة الآن ؛ لكن أعضاءه الذين يُخَالطون الناس ويتحاورون مع النخْبَة ؛ يخلطون عمداً بين الجيش و المجلس و اللعبة السياسية و الدور العسكري ؛ مُطَالبين صراحةً بالحصانة من الإنتقاد ؛ من خلال حتمية تقديس الشعب للجيش .. في صلاة خاشعة : مضمونها : " ليَتَقَدَّس كل ما ينطق به المجلس الأعلي في أدائه لدور رئيس الجمهورية " .. ! نعم نقدس دور جيشنا ذي العقيدة الجُندية الشريفة ؛ لكننا لا و لن نُقَدّس ممارسات سياسية خاطئة من غير محترفي السياسة لمجرد إنتسابهم لجيشنا الشريف ! فلم تُثْبت خبرةُ شعبنا لحُكم العسكرين علي مدار 60 عاماً ؛ أي نجاحات سياسية ديمقراطية محترمة حتي الآن ! بل مَنْ ذا الذي يُقْحِم غير المتخصص في ملاعب لا يفهمها ؛ ويريدنا أن ننسب له بطولات زائفة حتي ترضَي ديكتاتوريته العسكرية ؛ و تطبيقاً لقاعدة التراجُع الأولي بالمجتمعات .. " أنه ليس في الإمكان أروع مما كان " ؟! لا .. مَجلسنا الأعلي الموقَّر .. لستم الجيش بل " الشاغل لغياب رئيس الجمهورية " في دور سياسي بحت ؛ لا علاقة للجيش و عقيدته به من قريب أو بعيد .. فتقبَّلوا غُنْم و غُرْمَ لعبة السياسة ؛ و إلا فلتقبلوا بصيغة المجلس الرئاسي المدنيّ و بعضويتكم ؛ لتسيير أمور البلاد علي نحو مُحترف ؛ لا يُخْرِج الشعبَ في كل صغيرة وكبيرة بمليونيات ضغط ؛ حتي تتم مرادات و أهداف الثورة ! بل وتتحملون مسئوليات عديدة .. من فُرَص تهدرونها علي الثورة ؛ بإهدار وقت و بطء تحرك ينتظر الضغوط ليأخذ قرار علي مضض .. أهكذا سياسيو ما بعد 25 يناير .. ؟! لا .. إن الوضع به الكثير و الكثير مما يمكن تحليله و وصفه و تسبيبه و حتمية مراجعته .. لا بأس سنساندكم بمجلس رئاسي ننتخب نحن أعضاءه ؛ وهو المطلوب الأوحد .. و لأنه من بعد وجوده فلا مليونيات ولا مطالبات ؛ بل هو كالقطار علي طريقه و قضبانه يعلم مستقره ومنتهاه ؛ فلماذا ترفضون ؛ إن لم يكن بعض ما نفكر به و يعتمل بالصدور هو حقيقة ؟! فاقبلوا و اقطعوا الشك باليقين .. و لا تجعلوا الشعب بمليونياته ؛ تتغير طبيعة تحركاته و مُطَالباته نحو إتجاه آخر .. مع إستمرارية تقديره لجيشه من التقدير مُنْتَهَاه .. !!!! فكل ما صنعتموه من قرارات و ترتيبات مُعْلَنَة حتي الآن ؛ به العديد و العديد من المُراجعات الواجبة .. بل و التغيير في كثير منه ؛ بل و حتمية الإسراع فيما أنتم فيه تبطئون ؛ و العكس فيما به تُعَجّلون .. وخلاصة القول .. أنه لاصالح لنا بغير المُعْلَن و الذي كثيراً ما إليه تُلَمّحون .. ! و لكن ثقوا أن عصور الإختزال قد دُفِنَتْ بمقابر 24 يناير 2011 .. و بلا رجعة ..! فتعاملوا مع الأمر بحكمة شيوخ 25 يناير لا غير ..! ف : ( إن اللهَ بالغُ أمره ؛ قد جعلَ اللهُ لكلِّ شيءٍ قدرا ) . http://www.facebook.com/note.php?saved&¬e_id=195595377142322