الترجمة الحرفية لكلمة Autonomous هي «الحكم الذاتي» وتشير إلى السيارات التي تقود نفسها أو أي تقنية تأخذ كل أو بعض من أدوات التحكم في السيارة من يد السائق وتضعها تحت مسؤولية السيارة ذاتها، تلك الكلمة على لسان الجميع في وسط تقنيات السيارات الآن، وكما كان الحال مع السيارات الهجينة والكهربائية وأى تقنية جديدة تدخل السوق فإن بداية الأبحاث حول «سيارة بدون سائق» واجهت نقدا كبيرا وسخرية منذ اليوم الأول؛ فاعتبر المتمسكون بالشكل التقليدى للسيارة تلك الأبحاث دربا من دروب الخيال أو قارنوها بسيارات الأفلام المتحركة التي تفكر وتتكلم وتبعث على البهجة والضحك.. ولكن فكرة السيارة التي تقود نفسها ليست حديثة بالشكل الذي يتخيله الكثيرون، فبعيداً عن ظهورها في مجموعة لا بأس بها من أفلام الخيال العلمى الأمريكية إلا أن التجارب التي أقيمت في ذلك المجال بدأت منذ أعوام 1920 وبالتحديد في 1925 عندما قامت السيارة linrrican Wonder المبنية طبقا لطراز Chandler بالسير في شوارع مدينة نيويوركالأمريكية وسط الزحام، وكانت التقنية التي اعتمدت عليها آنذاك أبسط أشكال التحكم اللاسلكى، فقد تم تثبيت هوائى أعلى السيارة وتبعتها سيارة أخرى تبعث لها إشارات لاسلكية تتحكم في مجموعة محركات صغيرة وهى بدورها تتحكم في جميع تحركات السيارة. تلت ذلك مجموعة أخرى من الأبحاث والمحاولات خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولم تكن تلك المحاولات ذات جدوى إلى أن قامت معامل RCA بالتعاون مع چنرال موتورز في أعوام الخمسينيات لاختبار نظام يعتمد على دفن بعض الدوائر الكهربائية والمغناطيسية تحت الأسفلت ما يسمح لها بإرسال النبضات لأى سطح معدنى أو سيارة تسير فوقه وتتحكم في سرعته واتجاهه، وكانت تعد تلك هي أول تجربة تعطى بصيصا من الأمل نحو الوصول إلى القيادة من دون سائق. انضمت كل من المملكة البريطانية المتحدة وألمانيا تباعا لتلك الأبحاث فقامت المملكة المتحدة في أعوام 1960 بتطوير سيتروين DS لتعمل بنفس التقنية التي تعتمد على دفن عناصر تتكامل مع البنية التحتية في الطريق وحققت نجاحا كبيرا ووصلت إلى سرعة 130 كم/س ونجحت في اجتياز جميع الاختبارات في ظروف جوية مختلفة وبدأت الحكومة البريطانية دراسة إمكانية بناء مثل تلك الطرق وإصلاحها كل عشر سنوات، إلا أن المشروع توقف في أعوام 1970 بسبب قطع التمويل عنه. يتابع..