«انتوا عارفين إن عيد الغطاس بييجى في شهر طوبه، وطوبة يعنى العلو والسمو والقمة، وهو شهر بتبقى الدنيا فيه سقعة شديدة، وعلشان كده بيقولوا في الأمثال المصرية القديمة (طوبه يخلى الصبية كركوبة)».. بالمزاح عبر هذه الكلمات بدأ البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمته لتهنئتة الأقباط بعيد الغطاس. واستقبل البابا، في المقر البابوي، المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الأسكندرية واللواء نادر جنيدي مدير أمن الأسكندرية وعدد من القيادات التنفيذية والدينية ووفد الأزهر بالمحافظة، للتهنئة بعيد الغطاس. وقال البابا «إن عيد الغطاس يعد فرصة طيبة لتبادل الحب والمودة، والأعياد إحدى النعم التي يعطيها الله للإنسان ولها طبيعة خاصة ومعانى كبيرة لدى كل مصرى منذ الصغر»، مشيرًا إلى أن عيد الغطاس «يأتى في شهر طوبة، الخامس في السنة القبطية، وهو نسبة إلى اسم الإله طوبيا أي القمة، والمقصود بها قمة البرودة، لأنه من أكثر شهور السنة القبطية برودة ويتأتى مع عيد الغطاس المعروف بعيد العماد وعيد الأنوار». واستدعى البابا خلال كلمته مقولة سلفه المتنيح شنودة الثالث وهى «مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه»، قائلاً «الكنيسة تدعو وتصلى دائماً من أجل تقدم مصر ونشر السلام والمحبة». وعن مدينة الاسكندرية، قال البابا إنها تعد إحدى المدن التي تعتبر نموذجًا رائعاً لكل مدن مصر في كل شىء، واستطرد «أفتحر بانتمائى وانتسابى إلى تلك المدينة العريقة، وأنا البابا رقم 118 في تاريخ البطاركة للكنيسة القبطية، واسم أي بابا لابد ان يقترن باسم الاسكندرية لكونها اساس الكرسى الرسولى». ورحب البابا بالمهندس محمد عبدالظاهر، محافظ الأسكندرية، الذي جاء لتهنئته بالعيد، وقال إنه تعرف عليه في نوفمبر الماضى أثناء تدشين إحدى القنوات التلفزيونية للاطفال وهى قناة «كوجى تى فى» في شبرا الخيمة، وإنه يعتبره من وقتها «صديق عزيز على قلبه»، متمنيًا دوام روح المحبة والود بينهما. ورد المحافظ على ترحيب البابا به، بقوله «شرف عظيم يا قداسة البابا ان اكون هنا في هذة الكنيسة، والحقيقة ده شرف وحلم كبير لى ان اكون صديق لقداستك، فانت رمز دينى مصرى وطنى محترم ولا ننسى دورك في العمل على استقرار امن البلاد خلال الفترة الاخيرة». وقال «عبدالظاهر» أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية «خير دليل على التقدير الشخصى للبابا تواضروس الثانى ومواقفة الوطنية للمساهمة في عبور مصر إلى بر الأمان».
