ترأس، مساء أمس الثلاثاء، البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، قداس ليلة عيد الغطاس بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وسط تدابير أمنية مشددة. وترأس قداس صلاة اللقان وهي صلاة على الماء، إحياءً لذكرى تعميد السيد المسيح في نهر الأردن وتسبق قداس الغطاس، وفق الكتاب المقدس، وعقبها قام البابا برش المياه على الحضور من المصلين وهي مياه مباركة. وقال البابا في عظته، إن "عيد الغطاس يسمى أيضًا عيد الأنوار أو عيد الظهور الإلهي أو عيد العماد لذكرى معمودية السيد المسيح، وهو يأتي في 11 طوبة، نسبة للإله طوبيا في العصور القديمة، وهو إله يرمز للسمو والسماء"، متوجهًا باسم المجمع المقدس والمجلي الملي ومجمع كهنة الإسكندرية، بالتهنئة لجموع المصريين بعيد الغطاس. وتساءل البابا: "هل في هذا العيد أنت مستعد للتقرب إلى الله، عن طريق الصوم؟"، قائلا: "أجدد شكري للرئيس عبد الفتاح السيسي، على تهنئته لنا في بداية العام وهي تهنئة لكل المصريين، ونصلي للجميع ولبلادنا وللرئيس وللمسؤولين، وللسلام كي يسود للمحبة كي تكون في نفوس الناس، ولكل المكروبين والمحرومين واللاجئين في شتى بقاع الأرض، ونصلى لبلادنا لحمايتها من كل سوء وكرب، وأن يعطينا الله في حياتنا بركة ومجد وفرحة". وشارك في الصلاة، الأنبا بولس أسقف عام الكرازة بأفريقيا، والأنبا أرميا الأسقف العام، والأنبا بافلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والمسؤول عن خدمة الشباب بالإسكندرية، والقمص رويس مرقس وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والقس أنجيلوس اسحق والقس أمونيوس عادل سكرتارية البابا والقس ابرام اميل سكرتير مجلس الكهنة بالإسكندرية، وآباء كهنة الكاتدرائية. واستقبل تواضروس صباح اليوم الأربعاء، وفود رسمية وشعبية وحزبية لتهنئته بعيد الغطاس، حيث حضر كل من محافظ الإسكندرية، ومدير أمن الإسكندرية، ونائب رئيس جامعة الإسكندرية، ووكيل أوقاف الإسكندرية، وممثلين عن الأزهر الشريف وبيت العائلة المصري. وقال البابا تواضروس، خلال الاستقبال، إن "عيد الغطاس وكل الأعياد في مصر هي أعياد فرحة ومحبة والفرحة لابد أن نحولها لنكون أصوات حق ونمارس إنسانيتنا، ونخدم المحتاجين والمكروبين، وثقافة التطوع والتبرع لابد أن تنتشر، والعيد فرصة لأن ندعو لبلادنا أن تكون في أحسن حال وتنمو وتزدهر، فهو وطن يعيش فينا لا نعيش فيه، ونقول إن أهم شئ أن نضع مفاهيم خدمة المجتمع نصب أعيننا وبذلك يقوم ازدهار الأوطان". وعيد الغطاس هو احتفال ديني يأتي في 19 يناير طبقًا للتقويم الميلادي و11 طوبة طبقًا للتقويم القبطي المصري، ويتناول فيه الأقباط «القلقاس» و«القصب» كطعام يرمز للعيد. والقلقاس بحسب الاعتقاد المسيحي، هو مثال للمعمودية، يٌدفن في الأرض ويصعد ليصير طعامًا، وبهذا فهو رمز لمعمودية المسيح، وبالماء يتم التطهر من سموم الخطايا كما يتطهر القلقاس بالماء والطهي، أما القصب فهو يرمز لقلب مستقيم ينبع منه الحلاوة، وهو نبات ينمو في الماء، ويرمز لعلو الهامة وسمو الروح. وعقد البابا اجتماعين منذ مجيئه للإسكندرية، الأول مع مجلس كهنة الإسكندرية، حيث ناقش بعض الأمور الرعوية الخاصة بالخدمة في عدد من كنائس الإسكندرية، كما استقبل أرامل الآباء الكهنة المتنيحين بالإسكندرية وقدم لهم التهنئة بعيد الغطاس.