امتدادًا للفرع الفلسطينى من حركة القوميين العرب، جاءت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهى ثانى أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وقد أسستها مجموعة من قياديى القوميين العرب، وبعض المنظمات الفلسطينية. وكان على رأس المؤسسين جورج حبش وأبوعلى مصطفى ووديع حداد وأحمد اليمانى وحسين حمود (أبوأسعد) ومحمدالقاضى. جورج حبش كان قد أعلن تأسيسها «زي النهاردة » في 11 ديسمبر 1976، وانضمت الجبهة لمنظمة التحرير الفلسطينية في 1968، وكان أمينها العام منذ التأسيس وحتى 2000 هو جورج حبش، وتنحى لاحقًا ليخلفه أبوعلي مصطفى إلى أن اغتيل في 27 أغسطس 2001 فجاء أحمد سعادات خلفا له وقد اعتقل في سجن أريحا على خلفية اتهام إسرائيل له ولزملائه بالضلوع في اغتيال وزير السياحة الإسرائيلى رحبعام زئيفى، ردًا على قيام القوات الإسرائيلية باغتيال الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبوعلى مصطفي. وتعتبر الجبهة من أبرز التنظيمات اليسارية، التي تتبنى الكفاح المسلح لتحرير فلسطين واشتهرت برفضها الاتفاقيات التي تراها انتقاصا لحقوق الفلسطينيين، وعارضت اتفاقيتى كامب ديفيد وأوسلو. كما تعد الجبهة أول فصائل المقاومة من حيث الأعمال النوعية، فهى أول من استخدم سلاح خطف الطائرات ومبادلة الأسرى، بقيادة وديع حداد وليلى خالد، وأول من استخدم قذائف الهاون ضد مستوطنات إسرائيل وأول من أطلق الصواريخ وأول من قتل مسؤولا إسرائيليا من الصف الأول إذ اغتالت الوزير المتشدد رحبعام زئيفى، صاحب نظرية التهجير. واستطاعت استقطاب مقاتلين ثوريين من مختلف أنحاء العالم على اعتبار أن القضية الفلسطينية قضية قومية، فنفذت مع الجيش الأحمر اليابانى عملية مطار اللد. وكان الفنزويلى كارلوس والجواتيمالى أجويريو من الثوار الذين التحقوا بصفوف المقاومة من مختلف أنحاء الأرض،كماحظيت الجبهة بدعم الجيش الجمهورى الأيرلندى وغيرها من المنظمات التحررية في العالم، وقد تلقى بعض أعضاء الجبهة التدريب قبل حرب 1967، في معسكر أنشاص، في مصر وبعضهم الآخر في الأردن ثم في سورياوالأردن ولبنان.
