بعد تردي حالته الصحية إلي درجة خطيرة ، تم نقل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات إلي مستشفي الرملة الإسرائيلي العسكري ، نتيجة إضرابه المفتوح عن الطعام هو ومئات الفلسطينيين المعتقلين ، منذ عشرين يوما ضد سياسة العزل الإنفرادي التي تمارسها إسرائيل بحق عدد منهم ، ومن ضمنهم " سعدات " الذي مضي علي وجوده في العزل الإنفرادي 4 سنوات ، واعتقلت " إسرائيل " سعدات في 14 مارس عام 2006 من سجن تابع للسلطة الفلسطينية في اريحا هو وأعضاء خلية متهمة بقتل وزير السياحة الإسرائيلي " رحبعام زئيفي " . وكانت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية " خالدة جرار " قالت في حديث سابق مع وكالة فرانس برس ، إن محامين ل«سعدات» ومندوبا من الصليب الأحمر قد زاروا سعدات ووجدوا أن " حالته الصحية متردية ولم يستطع إكمال اللقاء معهم ، وأن حالته ساءت للغاية وأن سائلا اصفر بدأ يخرج من فمه . وقد حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إسرائيل مسئولية تدهور الحالة الصحية لأمينها العام أحمد سعدات المعتقل والمضرب عن الطعام هو ومئات المعتقلين الفلسطينيين منذ عشرين يوما ".. وتشهد الأراضي الفلسطينية تظاهرات تضامنية مع المعتقلين الفلسطينيين تقودها الهيئة العليا لمساندة المعتقلين في إضرابهم والمشكلة من مختلف الفصائل والتنظيمات الفلسطينية . وقال عصام بكر مسئول العلاقات الخارجية في الهيئة لوكالة فرانس برس إن عدد الأسري المضربين الآن عن الطعام يصل إلي حوالي 800 أسير ، والرقم مرشح للارتفاع . وقد نصبت خيام تضامنية مع المعتقلين الفلسطينيين في مراكز المدن الفلسطينية ، منها خيمة أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة ، زارها رئيس الوزراء الفلسطيني " سلام فياض " وطالب فياض " الأممالمتحدة بالتدخل لإنهاء معاناة المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة التظاهرات التضامنية مع المعتقلين في إضرابهم ، كما أكدت الهيئة العليا أن هناك اعتصاما أمام سجن " عوفر " الإسرائيلي الواقع جنوب " رام الله " وهناك دعوات لتظاهرات في جميع الاراضي الفلسطينية . وأحمد سعدات هو الأمين العام الحالي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتم اختياره أمينا عاما للجبهة بعد اغتيال امينها العام السابق " أبو علي مصطفي " علي يد القوات الصهيونية بصاروخين استهدفا مكتبة في مدينة رام اللهالمحتلة ، وقامت إسرائيل باختطافة في 14 مارس 2006 ، وتقديمه للمحاكمة في 15 مارس ، ثم الحكم عليه في 25 ديسمبر 2008 من قبل محكمة عسكرية إسرائيلية بالسجن 30 عاما في سجن عوفر الإسرائيلي . والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تأسست عام 1967 كامتداد للفرع الفلسطيني من حركة القوميين العرب ، وكان علي رأس مؤسسيها وأمينها العام السابق د. جورج حبش ، وأبو علي مصطفي ووديع حداد وآخرين . واشتهرت الجبهة في حقبة السبعينيات بعمليات خطف الطائرات ونسف المطارات ، واغتيال القيادات الإسرائيلية ، والجبهة الشعبية كانت أول من ابتكر خطف الطائرات ، وتعتبر " ليلي خالد " أول امرأة تختطف طائرة في العالم ، في 29 فبراير عام 1969 ، حيث قامت بمساعدة " سليم العيساوي " بخطف طائرة ركاب أمريكية وتفجيرها بعد إخراج ال 116 راكبا منها . ولكن الجبهة أقلعت عن خطف الطائرات بعد ذلك. ومن أهم المحطات التي مرت بها الجبهة الشعبية خلال انتفاضة الأقصي عام 2000 حادثة اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفي في 28 يوليو 2001 ، الذي ردت عليه الجبهة باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي " وتعتبر هذه العملية من أهم العمليات التي أوجعت الكيان الصهيوني ، وتصنف العملية الأولي من نوعها علي صعيد الصراع العربي الإسرائيلي ، لما قامت به من استهداف لواحد من قيادات إسرائيل . وتعتبر الجبهة الشعبية من أبرز التنظيمات اليسارية ، والتي تتبني الكفاح المسلح ضد العسكريين لتحرير فلسطين ، واشتهرت برفضها للإتفاقيات التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني منذ نشأتها ، وقد عارضت بشدة اتفاقية كامب ديفيد ، كما عارضت وبشدة ، الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل المتمثلة باتفاقية " أوسلو وما تمخض عنها من تداعيات . وقد حدث انشقاق في الجبهة الشعبية في مارس 1972 بقيادة جناح اليسار التابع لسوريا ، وتأسست جبهة أطلق عليها الجبهة الشعبية الثورية لتحرير فلسطين ولم يتجاوز عدد أفرادها في تلك الفترة 55 عضوا ، وقد تغيرت فيما بعد إلي الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ، وحصل انشقاق آخر بقيادة " أحمد جبريل " وأسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " القيادة العامة "