يدخل لويس فان جال المدير الفني الهولندي لمانشستر يونايتد الإنجليزي موسمه الثاني بعد أن دفع 230 مليون جنيه إسترليني لجلب 11 لاعبا، وتخلص من 17 لاعبا في أقل من عام واحد، الآن يحتاج الهولندي لتحقيق إنجاز مع الفريق وسيحتاج من أجل ذلك لخطة وتشكيل مثاليين ليتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز. الخطة اختار فان جال في موسمه الأول أن يلعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي في المباريات الودية ونجح ولكن مع دخول الرسميات أثبتت الخطة فشلها وتراجع عنها المدرب وانتقل للعب بأربعة مدافعين، هذا الموسم يبدو أن الهولندي سيختار طريقة 4-3-3 ومع الصفقات التي أبرمها أصبح لدى الفريق إمكانيات للعب أكثر من خطة، لكن المشكلة الأساسية لمدرب الشياطين الحمر أن الفريق لا يمتلك بشكل حقيقي عمقا في التشكيل يمكنه من الحفاظ على الخطة، لكن كبداية دعنا نتعرف على هذه الخطة. يلعب اليونايتد برباعي في خط الدفاع الأدوار الرئيسية لظهيري الجنب هي التقدم ومساعده الجناحين من أجل التقدم قدر المستطاع ربما حتى لخط مرمي الخصم. أما ثلاثي خط الوسط فأدواره الرئيسية عند امتلاك الكرة أن يمرر ويستحوذ ويحرك الكرة في الخطوط الأمامية، من خلال لاعبي وسط قادرين على صناعة اللعب من مناطق متقدمة ولاعب وسط مدافع يمتلك القدرة أيضًا على صناعة اللعب لكن ربما من مركز متأخر قريب لمرماه عن مرمى الخصم. في حالة الدفاع يتحتم على الثلاثى الضغط المبكر من أجل استخلاص الكرة سريعًا ومنع الخصم من التقدم بالكرة والضغط العالى بحسب سير المباراة. أما الثلاثي الأمامي فأفضل مثال لشرح أدوارهم هو MSN ثلاثي برشلونة، ميسي، سواريز ونيمار ثلاثة لاعبين في الخط الأمامي، متحررون بشكل كبير من أجل خلخلة دفاعات الخصم يتحركون من مناطق متقدمة في الملعب يخترقون من الأطراف أو العمق، وتختلف طلبات المدرب من كل لاعب بحسب إمكانياته. لكن يونايتد رغم امتلاكه لاعبين جيدين لا يمتلك ثلاثي برشلونة ولا يوجد فريق في العالم يمتلك هذا الثلاثي، فماذا يمتلك شياطين الأولد ترافورد. التشكيل تبدأ مشاكل يونايتد من أول مركز في التشكيل، حراسة المرمي، يمتلك يونايتد أحد أفضل الحراس في العالم لكنه غالبًا في طريقه لريال مدريد بالتالي يبدو الارتكان للحارس الأرجنتيني الجديد سرخيو روميرو أمر أكثر واقعية، لكن بخروج دي خيا المتوقع وابتعاد فيكتور فالديس بسبب مشاكله مع المدرب لا يمتلك اليونايتد حارسا بديلا جيدا يساعد الأساسي ويدفعه للأفضل، وهذه مشكلة كبيرة يتفهمها جيدًا مدرب مثل مورنيو، الذي يطلب دائمًا وجود حارسين في مستوى متميز في أي فريق يدربه من أجل خلق منافسه بينهما تفيد الفريق. خط الدفاع لم يبرم يونايتد صفقات كثيرة هذا الموسم في الخط الخلفي وهو أضعف خطوط الفريق ثنائي قلبي الدفاع هما كريس سمولينج وفيل جونز، وهما خيار ليس الأفضل دائمًا، فيما يملك فان جال فرصة ثانية باستغلال الظهير الأيسر روخو، ولاعب الوسط داني بليند في هذا المركز، على الجانب الأيمن تعاقد يونايتد مع ظهير منتخب إيطاليا ماتيو دارميان، وعلى اليسار يبدو المراهق الإنجليزي لوك شو أفضل خيار. يمتلك يونايتد في خانة البدلاء المدافعين بلاكيت وماكنير، بالإضافة لإمكانية استغلال فالنسيا وآشلي يونج كظهيرين. خط الوسط يحتاج خط الوسط للاعبين بإمكانيات مختلفة، نبدأ بلاعب وسط مدافع، وهو مركز محير لدي يونايتد إذا احتاج للتراجع للخلف، فمايكل كاريك هو الوحيط الذي يمتلك صفات دفاعية بين لاعب الوسط بجوار داني بليد الشاب الهولندي، في نفس المركز يوجد أيضًا آندير هيريرا الأسباني الذي قدم موسما جيدا العام الماضي. أمام ارتكاز الفريق يدخل ثنائي وسط اليونايتد والأقرب لشغل هذين المركزين هما باستيان شفاينشتيجر ومورجان شنايدرلين، بالإضافة لقدرات لاعبي الوسط السابقين في اللعب في نفس المركز أو المتألق العام الماضي مروان فيلايني. خط الهجوم جلب يونايتد ممفيس ديباي وهي صفقة ممتازة، لكنه تخلى عن آنخيل دي ماريا الذي لم يقدم ما يساوى القيمة القياسية التي آتى بها لليونايتد، بالتأكيد سيلعب ديباي كأساسي مع الفريق على الطرف الأيسر، خاصة بعدما حصل على الرقم 7، فيما يبقي اللاعب الآخر على الجبهة اليمنى غير معروف، يمكن أن يدخل عدنان يانوزاي لكن ما حققه البلجيكي مع الراحل مويس فقده مع الحالي فان جال، كما يمتلك الهولندي ورقة رابحة تتمثل في خوان ماتا. أو ربما ينجح يونايتد في جلب بيدرو من برشلونة، ليلعب أساسيًا ويهرب من جحيم ثلاثي برشلونة، في المقابل يمتلك يونايتد أيضًا أكثر من لاعب كاحتياطي مثل ثنائي الحرس القديم فالنسيا ويونج. آخر أزمات فان جال في التشكيل هي رأس الحربة، فالفريق لا يمتلك إلا واين روني والعائد من الإعارة خافيير هيرنانديز، الإنجليزي يمكنه أن يكون رأس الحربة الوحيد للفريق لكن في حالة غيابه سيفقد اليونايتد نصف قوته في الهجوم، ومع عدم تخصيص الرقم 9 في قائمة اليونايتد حتى الآن ربما يجهز فان جال لصفقة جديدة لرأس حربة يساعد الفريق. حظوظ اليونايتد هذا الموسم يعود اليونايتد لدوري أبطال أوروبا بعد عام من الاختفاء لأول مرة منذ عشرين عاما، لذلك فالفريق سيلعب مباريات أكثر هذا العام، في الدوري يبدو من المنطقي أن يحافظ الفريق على مركز متقدم، المرتبة الثانية خلف تشيلسي هي أفضل ما يمكن أن يقدم اليونايتد فيما الفوز باللقب سيكون مفاجأة أما البقاء فقط ضمن الأربعة الكبار فهو أقل ما يتوقعه الجمهور فيما البقاء خارج المراكز المؤهلة لدوري الأبطال سيكون كارثة على الفريق. في دوري الأبطال سيعاني الفريق كثيرًا، فهو بالتأكيد ليس من قائمة الفئة الأولى عند إجراء القرعة ويحتاج أولًا لتخطي المباريات التمهيدية، ولو تخطى دوري المجموعات فالفريق سيكون سعيدا جدًا وربما محظوظ أن يكون ضمن الثمانية الكبار. ربما الفريق أفضل حظًا في بطولتي الكأس لكن يبدو أن فان جال سيصب كل تركيزه على بطولة الدوري ويخرج من البطولتين. نجم الفريق المتوقع يبدو أن الهولندي الشاب ممفيس ديباي، صاحب الرقم سبعة، سيكون نجم الفريق الموسم المقبل، وانتظروا مشاهدته يسجل الكثير من الأهداف من ضربات حرة لصالح اليونايتد الذي افتقد منذ رحيل كرستيانو رونالدو وبكهام للاعب يحمل الرقم الأهم في الفريق. أضعف حلقة قد يبدو من السابق لأوانه توقع لاعب سيفشل من فريق الشياطين الحمر وسيكون من المفاجئ أيضًا أن نختار الألماني شفاينيشتيجر، فرغم قدراته الهائلة إلا أنه تخطى الثلاثين من عمره ويلعب في دوري جديد عليه وعلى الأقل سيحتاج لعام قبل أن يقدم مستوى متميزا وسيكون قطار القدرات البدنية قد فاته.
