عرضت نيابة الوراق شمال الجيزة، الأحد، على المستشار على عمران، النائب العام المساعد، القائم بأعمال النائب العام، نتائج تحقيقات حادث المركب «المنكوب» بمنطقة الوراق، والذى اصطدم بصندل تابع للشركة الوطنية للنقل النهرى. وعرض نتائج التحقيقات، المستشار باهر حسن، رئيس النيابة، يرافقه فريق التحقيق في القضية المكون من حسن أبوسلمى، وهشام عبدالحميد، وكيلا النيابة، وتبين أن النيابة صرحت بدفن 36 شخصًا، بينهم أطفال، بعد انتشال جثامينهم من مياه نهر النيل. وأطلع القائم بأعمال النائب العام، على سير التحقيقات التي تضمنت تجديد قاضى المعارضات بمحكمة شمال الجيزة، الأحد، بحبس كل من «حمدة عبدالمعتمد»، سائق الصندل، وشقيقه «محمد»، و«محمد حمدي»، و«أحمد عباس» «تباعين» لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق، بتهمة القتل الخطأ، ومخالفة الشروط وقواعد السلامة المهنية الخاصة بالنقل النهرى، حيث كان يسير «الصندل» في وقت متأخر وقت الحادث. وأمر المستشار على عمران، بحسب مصادر قضائية، بسرعة انتهاء التحقيقات، واستعجال كافة التقارير الفنية، المطلوبة من الهيئة العامة للنقل البحرى، والتى وردت تقاريرها الأولية أمس الأول إلى النيابة بسلامة تراخيص المركب المنكوب، وانتهائها في أغسطس المقبل. كما أصدر النائب العام المساعد قرارًا بضبط وإحضار سائق المركب بعد الكشف عن هويته، وطلبت النيابة من الأجهزة الأمنية تعقبه، وفحص الأماكن التي يمكن تردده عليها، وذلك بعد العثور على جثة ابن شقيق صاحب المركب غارقًا، ورجحت مصادر قضائية هروب سائق المركب لإجادته السباحة، ونفت النيابة استدعائها لصاحب المركب، وإخلاء سبيله، كما نشرت وسائل إعلامية. وقالت مصادر قضائية، إن إحالة المتهمين المقبوض عليهم إلى المحاكمة الجنائية لا يزال قيد البحث حتى الآن، مؤكدة على أن التقارير الفنية النهائية سترجح ما إذا كانت الإحالة ستكون خلال أيام من عدمه. وبدأت النيابة استدعاء أسر الضحايا وناجين من الموت، بعد تحسن حالتهم النفسية وانتشال جثث ذويهم، بمعرفة فرق الإنقاذ النهرى، ودفنها، واتهم عدد من الأسر خلال التحقيقات المسؤولين عن حى الوراق والمحافظة بالتسبب في موت أولادهم نتيجة الإهمال، وحضور الغطاسين بعد صرف المياه لجثث ذويهم بأماكن بعيدة عن المرسى النيلى محل الحادث. واتهم أهالي الضحايا، أمام النيابة، سائق المركب والتبّاع، بالإهمال أيضًا، وشرحوا أن السائق تعمد الالتفاف من أمام الصندل النهرى، الذي اصطدم به، وكانا منشغلين بالأصوات الصاخبة «الدى.جى» الصادرة من المركب عن حركة الطريق، بالإضافة إلى أن الصندل كان يسير في وقت متأخر من الليل قرابة الثامنة ونصف مساءً، والمفترض ألا يسير في تلك الأوقات. وأشار الأهالي في التحقيقات إلى أن سائق المركب تعمد تحميل المركب بأعداد زائدة، قرابت ال 70 شخصًا، بينما الحمولة لا تزيد على 30 شخصًا على أقصى تقدير، لافتين إلى غياب الرقابة، والمنطقة التي جرى بها انقلاب المركب كانت مظلمة، ولم تعلق به رئاسة حى الوراق عمود إنارة واحد، منذ تطوير كورنيش حديقة الوراق. في سياق متصل، كانت النيابة انتقلت، السبت، إلى مرسى «قصر النبى»، بمنطقة مصر القديمة لإجراء معاينة تصويرية للمرة الثانية، برفقة سائق الصندل ومعاونيه الثلاثة حيث جرى التحفظ على المركب المنكوب والصندل لنقل البضائع، بعيدًا عن تجمهر الأهالى أمام كورنيش النيل، خشية تعرضهما للتخريب. وتبين من خلال المعاينة أن المركب به تلفيات من الجانب الأيمن من الناحية الأمامية، وشرح سائق الصندل لفريق النيابة أنه أعطى عدة إشارات ضوئية و«كلاكسات» متكررة لسائق المركب، دون الالتفات إليه، بل وقطع الطريق أمامه، فاصطدم الصندل بالمركب من الناحية الأمامية، ما أدى إلى ميل المركب على جانبه وامتلأ بالمياه وغرق في الحال بقاع النهر.