يعد اعتقاد معظم الرجال أنهم في مأمن من خطر الإصابة بسرطان الثدي من الأخطاء الشائعة. وبحسب صحيفة «الشرق الأوسط»، قال الدكتور عبدالحفيظ خوجة، استشاري طب المجتمع ومدير مركز المساعدية التخصصي في مستشفى الملك فهد، إن تركيز فرق التوعية بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم ينصب على توجيه برامجهم للنساء فقط، مما يوحي لكثيرين أنه مرض خاص بالنساء دون الرجال، مضيفا أن جميع الدراسات السابقة كانت تشير إلى مجموعة متنوعة من عوامل الخطر المرتبطة بالهرمونات على أنها المسببة لسرطان الثدي عند الذكور، فلا توجد أي دراسة منها تناولت تأثير الهرمونات الذاتية الداخلية مثل الاستروجين. وأضاف الدكتور خوجة أن سرطان الثدي يصيب النساء والرجال على السواء، لكن نسبة إصابة الذكور ضئيلة وتعد حالة نادرة جدا، ويعد سرطان الثدي أكثر شيوعا بمائة ضعف لدى النساء مقارنة بالرجال، فهو يصيب رجلا واحدا فقط من بين 10 ملايين رجل، وتحدث الإصابة عادة بين سن 60 و70 عاما. وتابع أن فريقا دوليا من الباحثين اكتشف أخيرا، أن واحدا من أهم العوامل التي تزيد من مخاطر إصابة الذكور بسرطان الثدي هو الارتفاع الكبير في مستوى هرمون الاستروجين، الذي يعرضهم لخطر أعلى بكثير للإصابة بهذا الورم السرطاني الخطير، ونشرت نتائج الدراسة في «مجلة علم الأورام السريري». وتضمن فريق العلماء الباحثين عددا من أطباء معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، وقاموا بتحليل البيانات الدولية من 101 رجل من المصابين بسرطان الثدي وقارنوها ببيانات 217 رجلا من الأصحاء بعد تعديل العمر وتاريخ سحب الدم والعرق ومؤشر كتلة الجسم. وأظهرت نتائج التحليل أن الرجال الذين لديهم مستويات عالية من هرمون الإستروجين ارتفعت لديهم نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي 2.5 ضعف عن الرجال الذين يتمتعون بنسب أدنى من مستويات هرمون الإستروجين. ويبدو أن التباين في مستوى هرمون الاستروجين بين الرجال أمر طبيعي، في كثير من الأحيان، ومع ذلك، فإن الباحثين يفترضون احتمال وجود صلة بزيادة الوزن في كلا الجنسين استنادا إلى الحقيقة العلمية بأن الخلايا الدهنية تلعب دورا في زيادة مستويات هرمون الاستروجين. ولأول مرة يتم تسجيل وعرض مثل هذه النتيجة التي تثبت أن لارتفاع مستوى هرمون الاستروجين دورا كبيرا في الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال على غرار سرطان الثدي لدى الإناث من النوع الذي يتأثر بارتفاع مستويات هذا الهرمون، مما يجعل الكشف عن مستوى الاستروجين عند الرجال ذا أهمية كبيرة ومسألة تحدِّ في مجال الوقاية والعلاج. فئات لابد لها من الكشف عن مستوى الاستروجين - المتقدمون في العمر لما بعد سن الستين. - من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي بين الأقارب من الدرجة الأولى. - المصابون بأمراض الخصيتين كالإصابة بمرض النكاف أو أي إصابة أخرى في الخصيتين أو حتى اختفاء الخصية. - الذين عانوا في الماضي من تضخم الأثداء كاستجابة للعلاج الهرموني. - الذين يعانون من أمراض الكبد، حيث تقل لديهم مستويات الهرمونات الذكرية وترتفع الهرمونات الأنثوية مثل الاستروجين.
