أعلن نادي ريال مدريد الإسباني عن إتمامه لصفقة انتقال الجناح الويلزي جاريث بيل إلى نادي تشيلسي الإنجليزي، في صفقة تبادلية، ضمت الجناح البلجيكي لتشيلسي إيدين هازارد، بالإضافة إلى مبلغ 20 مليون يورو يدفعها تشيلسي لنادي العاصمة الإسباني، لتصل القيمة الإجمالية للصفقة 85 مليون يورو، خاصة أن سعر هازارد يتجاوز ال65 مليونا. وتأتي هذه الصفقة لتنهي الكثير من الجدل حول مستقبل «بيل»، 25 عامًا، حيث ثارت الكثير من الشائعات خلال الفترة الأخيرة، حول إمكانية رحيله إلى الدوري الإنجليزي مرة أخرى، خاصة بعد الموسم السلبي الذي قضاه مع الريال، والذي انخفض فيه مستواه بدرجة كبيرة، على الرغم من أنه نجح في تسجيل 17 هدفًا وصنع 12 لزملائه خلال 48 مباراة شارك فيها، ولكنه بدا مشتتًا وفاقدًا لتركيزه في الكثير من المباريات، كما بدا مفتقدًا للحماس في اللعب، وانخفض مستوى قدرته على التمرير الصحيح، ما أدى إلى تضييع العديد من الفرص التهديفية له ولفريقه، وكانت مباراة ريال مدريد مع يوفنتوس، في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة له، حيث ضيع العديد من الفرص التهديفية التي كانت كفيلة بصعود فريقه للنهائي. في المقابل، قضى «هازارد»، 24 عامًا، موسمًا رائعًا مع نادي تشيلسي، توجه بالفوز ببطولتين، الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي، بعد أن شارك 52 مباراة مع الفريق، سجل خلالها 19 هدفًا وصنع 12 أخرى، كما كان واحدًا من أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي فاعلية في صنع الهجمات. وعلى الرغم من انخفاض مستوى «بيل» إلا أن تشيلسي اضطر لبيع نجمه الأساسي «هازارد»، بالإضافة لدفع مبلغ 20 مليون يورو لأن النادي الملكي رفض أن يقبل بأقل من 85 مليون يورو، وهو ما اضطر تشيلسي لوضع «هازارد» في الصفقة، خاصة أن النادي الإنجليزي أصبح يتحرى الدقة في صفقاته، بعد ظهور قانون اللعب المالي النظيف، حتى لا يتم فرض عقوبات عليه، قد تصل إلى حد الاستبعاد من البطولات الأوروبية. ويأتي بيع «هازارد» أيضًا لترك «بيل» يتألق في الجناح الأيسر، وهو المركز الذي صال وجال به أثناء فترة تواجده مع توتنهام، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد في صيف 2013. كما يأتي انتقال «بيل» للريال بمثابة تلبية لرغبة «مورينيو» في ضم جناح ذو مزايا تهديفية مرتفعة، وهو ما يتوافر في «بيل»، الذي تمكن من تسجيل 26 هدفًا في 44 مباراة، وذلك في موسمه الأخير مع توتنهام، منهم 21 هدفًا في 33 مباراة، ليحصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وقتها. ويأمل «مورينيو» أن يستعيد «بيل» ثقته في نفسه، وأن يستعيد مستواه المعهود الذي ميزه في الدوري الإنجليزي، وأن يطور اللاعب من إمكانياته التهديفية الكبيرة والتي جعلت البعض يطلق عليه «كريستيانو رونالدو الجديد»، نظرًا للتشابه بين اللاعبين في الإمكانيات. وبعد انتقاله للملكي، صرح «هازارد»: «انتقالي لريال مدريد بمثابة حلم لي، فالانتقال لهذا النادي العريق بمثابة حلم لكل لاعب، وأتمنى أن أساعد الفريق على الفوز بالبطولات في الموسم المقبل». وتابع: «أنا سعيد للغاية لأني سألعب بجانب مجموعة من أفضل لاعبي العالم، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والألماني توني كروس والإسباني سيرجيو راموس». وبخصوص إمكانية تحوله إلى دور ثانوي في النادي الملكي، خلف البرتغالي «رونالدو»، على عكس موقعه في «البلوز» عندما كان نجم الفريق الأول، قال «هازارد»: «رونالدو هو أفضل لاعب في العالم، وهداف أوروبا في الموسم الماضي، وأكن له احترامًا كبيرًا، ولكني لا أعتقد أن هذا هو السيناريو الذي سيسير به الريال، حيث يجب على كل لاعب أن يؤدي دوره بدقة من أجل الفوز بالمباريات والبطولات، فلن يكون هناك نجم أول أو ثان». وتابع «هازارد»، موجهًا حديثه لجماهير تشيلسي: «أشكر جماهير تشيلسي الوفية على الفترة الرائعة التي قضيتها معهم، أتمنى للجماهير وللفريق التوفيق في المستقبل». بينما قال «بيل» عن انتقاله «للبلوز»: «أنا سعيد للغاية للانتقال لتشيلسي، واللعب تحت قيادة المدرب الكبير جوزيه مورينيو، أشكر تشيلسي على المبلغ الكبير الذي دفعوه مقابل جلبي لإنجلترا، فهذا يعني أن النادي يثق في إمكانياتي». في المقابل، تحدث «مورينيو» عن قدوم «بيل» لتشيلسي قائلًا: «جاريث بيل جناح رائع، فهو يملك إمكانيات تهديفية عالية وسرعة كبيرة، مما يجعله مكسبا لأي فريق، أتمنى أن يستعيد مستواه معنا، وأن يساهم في حفاظ الفريق على الدوري الإنجليزي». ومن المتوقع أن يستعين «مورينيو» ب«بيل» في الجناح الأيسر، كما قد يستفيد من قدرته الكبيرة على اللعب كمهاجم ثان، خلف رأس الحربة الإسباني دييجو كوستا، بينما يستعين في الجناح الأيمن بالبرازيلي ويليان. بينما قد يستفيد «أنشيلوتي» من قدرات «هازارد» الكبيرة على المراوغة والتمرير الدقيق، وهو ما افتقده «بيل» مع الملكي هذا الموسم، كما قد يلجأ ل«هازارد» للعب في الجناح الأيمن بأمان، نظرًا لقدرة اللاعب على اللعب في كافة المراكز الهجومية، وقدرته على اللعب بكلتا قدميه، عكس «بيل» الذي كان يلعب باليسرى. وقد يكون انتقال اللاعب للملكي بمثابة تحقيق حلم بالنسبة له، حيث سبق أن صرح «هازارد»، في وقت سابق من هذا الموسم، بأنه سأم من طريقة اللعب الدفاعية التي يلعب بها تشيلسي، وأنه يأمل أن يكون الفريق أكثر هجومية، وهو ما لم يتحقق وقتها. بينما تأتي طريقة لعب النادي الملكي والدوري الإسباني الهجومية ككل لتناسب طريقة لعب «هازارد»، الذي يستطيع كذلك أن يقود الهجمات المرتدة السريعة، وهي ما ستعتبر طريقة هجومية جديدة تتاح للإيطالي «أنشيلوتي»، مدرب ريال مدريد.
