ما يزيد على 25 سنة كاملة لم تنس فاطمة السيدة الثلاثينية، تلك الليلة الصعبة التي تعالت فيها صرخاتها وشعرت بآلام صعبة، في الوقت الذي انطلقت فيه الزغاريد من أمها، التي استقبلت التهانى من أقاربها، بعد إجراء جراحة «الختان» لفاطمة، التي لم يكن قد تجاوز عمرها السادسة. أعمدة من الطوب اللبن، يعلوها ميكروفون كبير، تتوسطها لافتة مسرح الفنان صدقى أحمد سليم، وبنات في أعمار صغيرة يُنشدون بصوت عالي «لا للختان، لا للزواج المبكر»، هنا داخل جمعية تنمية المجتمع بقرية غرب سهيل بأسوان، قرر أهالي القرية الصغيرة محاربة ختان الإناث، من خلال عقد ندوات لتوعية الأهالي، التي ينظمها المجلس القومي للسكان في حملته «كفاية ختان بنات». كان المجلس القومى للسكان قد أطلق مبادرة لخفض معدلات ممارسة ختان الإناث، تحت شعار «كفاية ختان بنات»، وهي الحملة التي بدأت في 20 قرية من قرى محافظات الصعيد، بالتعاون بين المجلس، واليونيسف، وصندوق الأممالمتحدة للسكان ،وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي. وخلال زيارة قام بها، الثلاثاء، وفد دولي لعدد من قرى محافظة أسوان، أشادت شارلوتا سبار، سفيرة السويد بالقاهرة، وأنيتا نيرودي، الممثل المقيم لمنظمات الأممالمتحدة بمصر، بجهود وإنجازات البرنامج القومي لتمكين الأسرة المصرية، ومناهضة ختان الإناث. وعبرت «سبار» عن سعادتها من التغيير الذي طرأ على القرى المصرية، والانخفاض الملحوظ لممارسة الختان بين الفتيات مقارنة بالخمسة عشر عاما الماضية، واستمعت إلى قصص لعدد من السيدات بقرية نجع الحجر التابع لمركز دراو بأسوان، وتمسكهن برفض ختان بناتهن بعد تعرضهن لعادة الختان، التي أثرت عليهن نفسياً وجسديا، على حد قولهن. وأكدت سفيرة السويد بالقاهرة، على أحقية المرأة الريفية في ممارسة كافة الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، باعتبارها شريكا أساسيا في المجتمع وتنميته، مشيرة إلى أن السويد تعمل بقوة لتدعيم مصر فيما يخص المرأة وحقوقها المجتمعية في مختلف المجالات والطرق.
