تشتهر مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، على مستوى الجمهورية بصناعة «الفسيخ» حتى لقبها البعض ب«عاصمة الفسيخ»، حيث يوجد بها نحو 50 محلًا لتصنيع وبيع الفسيخ، ولا يكاد يخلو شارع من وجود محل لبيع الفسيخ، ويقوم بعض تجارها بتصديره لعدد من الدول العربية. ومن أشهر العائلات المشهورة بتجارة الفسيخ ب«نبروه»، هي «الحداد، وشعير، والغلبان، والملاح». وقال مندوه شعير، 89 سنة، شيخ الفسخانية في نبروه، إن «صناعة الفسيخ بدأت في نبروه منذ أكثر من 150 سنة، وذلك لقربها من بحيرة البرلس بكفر الشيخ ومصيف بلطيم، الذي يقع على البحر المتوسط، حيث يصل السمك منها إلى التصنيع مباشرة». وأكد «شعير» أن النظافة واستخدام أجود الأنواع من السمك البوري والملح الخشن والمنافسة الشريفة بين التجار، هي سبب السمعة الطيبة لنبروه في صناعة الفسيخ، مضيفا أن أهالي نبروه يعتبرون الفسيخ وجبة أساسية ويتناولونه على الغداء على الأقل مرة واحدة في الأسبوع. وقال محمد الملاح، 65 سنة، تاجر، إن «دي شغلتنا وشغلة أجدادنا، واسم عائلة الملاح مستمد من اسم المهنة عشان تمليح السمك، وسر الشهرة هو استخدام أنواع جيدة من السمك، نشتريها طازجة من بورسعيد ودمياط». وعن طريقة التمليح، يقول مندوه محمد مندوه، 35 سنة، إن صناعة الفسيخ «طرأ عليها عدة تطويرات على مر العصور، فنحن نستخدم أسماك البوري والسهيلي والطوبار في صناعة الفسيخ ونبدأ بتجهيز براميل من الخشب لأنها تحتفظ بالحرارة الداخلية سواء في الجو الحار أو البارد أو الرطب، ما يحافظ على السمك». وأضاف: «تختلف فترة نضوج الفسيخ باختلاف فصول السنة ودرجة الحرارة، حيث تكون 15 يوما في الصيف و25 يوما في الشتاء، ويتم غسل السمك جيدا بالماء، ثم نقوم برصه في صورة طبقات متبادلة مع الملح الخشن، ويجب أن يكون ملح جيدًا، وتتم تغطيته بالبلاستيك ووضع طبقة ملح حوله وغلق البرميل جيدا حتى موعد نضوجه، ولا يتم فتح الصندوق نهائيا أثناء فترة النضج»، محذرًا من استخدام «البراميل» البلاستيك في تمليح السمك «لأنها تولد حرارة تفسد السمك». ويتوافد آلاف الوافدين من محافظات مصر سنويًا على مدينة «نبروه» لشراء الفسيخ، وتعتبر الأعياد خاصة عيد الفطر موسمًا لبيع الفسيخ، لعادة الكثير من الناس تناول الفسيخ بعد شهر الصيام، أما «شم النسيم»؛ فهو الموسم الرئيسى للصناعة، حيث تباع الأطنان من الفسيخ وسط زحام كبير من أبناء الدقهلية وجميع محافظات مصر. ويعتبر «إيهاب اليماني» و«مجدى شعير» من أشهر تجار الفسيخ بنبروه، ويلقبان بفسخانى المشاهير حيث يتوافد رجال الأعمال والفنانون ولاعبو الكرة عليهم لشراء الفسيخ خاصة قبل شم النسيم. ويقول اليمانى: «الفنانون أحمد بدير ووجدي العربي وجمال عبدالناصر والإعلامي طارق علام زبائن عندى، ويحرصون دائما على شراء الفسيخ، خاصة قبل شم النسيم». ويقول مجدي شعير، صاحب المحل، «الكثير من النجوم يتوافدون على المحل لشراء الفسيخ كل سنة مع اقتراب عيد شم النسيم وأبرزهم نجوم النادي الأهلي».
