تشتهر مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية بصناعة السمك المملح «الفسيخ» علي مستوي الجمهورية حتى إن البعض يلقبها ب«عاصمة الفسيخ»، ووصل عدد مصانع الفسيخ بها إلى أكثر من 40 مصنعا, ولا يكاد يخلو شارع بنبروه دون أن تجد فيه متجرا لبيع الفسيخ، والذى حصل على شهرة واسعة على مستوى محافظات مصر, بل إن البعض يقوم بتصديره لدول عربية أخرى. وبدأت هذه الصناعة في المدينة منذ عهد بعيد ربما يصل إلى قرن من الزمان حسب ما ذكر أهلها, وذلك لقربها من بحيرة البرلس بكفر الشيخ وبلطيم التى تقع على البحر المتوسط، حيث يصل السمك منها إلى التصنيع مباشرة، ويعد بداية موسم الربيع ويوم شم النسيم من أكثر المواسم التي تشهد رواجا في بيع الفسيخ في نبروه. ويقول شيخ وعميد الفسخانية في نبروه مندوه شعير، 88 سنة، أن الأمانة والنظافة واستخدام أجود الأنواع من السمك البوري والملح الخشن، والمنافسة الشريفة، هى سبب السمعة الطيبة لنبروه في صناعة الفسيخ، لافتا إلى اهتمام أهالي المدينة بتناول الفسيخ الذي يعد وجبة أساسية على الغداء عند أهالى نبروه، على الأقل لمرة خلال الأسبوع. وعن طريقة التمليح, أوضح مندوه محمد مندوه، 33 سنة أن الصناعة قد طرأ عليها عدة تطويرات، لافتا إلى استخدام أسماك «البوري والسهيلي والطوبار» في صناعة الفسيخ، موضحا أنها تبدأ بتجهيز البراميل الخشبية، التي تحافظ علي السمك سواء في الجو الحار أو الرطوبة، موضحا اختلاف فترة نضوج الفسيخ باختلاف الفصول حيث تكون 15 يوما فى الصيف و25 يوما فى الشتاء، ويتم غسل السمك جيدا بالماء, ثم رصه في صورة طبقات متبادلة مع الملح الخشن ويتم تغطيته بالبلاستيك ووضع طبقة ملح وغلقه جيدا حتى موعد نضوجه. وأشار جهاد محمد من أهالي بورسعيد أنه يأتي كل عام مع بداية الربيع الي مدينة نبروه لشراء الفسيخ لأسرته وأصدقائه للثقة في البائعين والأمانة في الصناعة وجودة السمك، ويضيف سليم الباز، من مدينة ديرب نجم بالشرقيه أنه اعتاد أن يأتي إلى نبروه لشراء الفسيخ مع بداية شم النسيم، منذ أكثر من 10 سنوات لجودة الفسيخ وثقته في صانعوه وتجاره بنبروه.
