هناك العديد من المباريات التاريخية التي لن تنسى ما بين أرسنال وليفربول، ولكن مباراتان تحديدا في السنوات الأخيرة خطفت أنظار المتابعين ولن تمحى من ذاكرة الجماهير لما شهدتهم من إثارة ومتعة. الأولى كانت في 21 أبريل من عام 2009 على ملعب الأنفيلد رود في الدوري الإنجليزي، وشهد الشوط الأول تقدم لأرسنال بهدف نظيف سجله أرشافين بعد اختراق من سمير نصري فتمريرة إلى فابريجاس الذي انفرد بالمرمى ولكنه قرر إرسال كرة عرضية أرضية لأرشافين الذي لم ينتظر ليضع الكرة داخل الشباك الفارغة. وفي الشوط الثاني، كانت الإثارة والمتعة ففي الدقيقة 48 يرسل كاوت عرضية بالمقاس على رأس النينو فيرناندو توريس الذي عدل النتيجة، ولم تمضٍ سوى ثمانية دقائق ليرسل كاول عرضية أخرى تتلقاها رأسية يوسي بن عيون ويحاول فابيانسكي إخراج الكرة لكنها كانت قد تجاوزت الخط ليحول ليفربول تأخره إلى تقدم. ولكن القيصر الروسي أرشافين كان له رأي أخر ففي الدقيقة 66 يضغط على دفعات ليفربول ليستخلص منهم الكرة ويطلق تسديدة صاروخية بيمناه أعلنت عن الهدف الثاني للجانرز والتعديل قبل أن يأتي مرة أخرى نفس اللاعب في الدقيقة 70 ويستغل خطأ آخر من مدافعي ليفربول في تشتيت الكرة لتصل له داخل منطقة الجزاء ويطلق تسديدة أخرى ليعيد أرسنال إلى المقدمة ومعلنا عن هدفه الثالث في المباراة والهاتريك. ولم يهنأ أرسنال كثيرا بالتقدم ففي الدقيقة 72 يستلم توريس الكرة وظهره إلى المرمى ليعدل من وضع جسده ليواجه المرمى ويطلق تسديدة أعلنت عن هدف التعادل السريع لليفربول. وأندفع ليفربول لإحراز هدف الفوز وإسعاد جماهيره ولكن أرشافين عاد في الدقيقة 90 لمعاقبتهم من هجمة مرتدة سريعة أنهاها بالهدف الرابع والسوبر هاتريك ليحتفل للمرة الرابعة في مباراة واحدة أمام «الكوبس»، وهم جماهير ليفربول المتعصبة لفريقها. ولكن الأمور لم تنتهي عند هذا الحد في تلك المباراة فضغط ليفربول مرة أخرى وفي الدقيقة 93 يرتبك دفاع أرسنال مرة أخرى ليتدخل بن عيون ويضع الكرة داخل الشباك معلنا عن هدف التعديل الرابع لفريقه والثامن في المباراة المثيرة لترفع جماهير الكوبس شعار فريقها «لن تسير وحدك أبدا يا ليفربول». أما اللقاء الثاني، الذي لن ينسى بسهولة فقد كان في الأسبوع ال25 من البريميرليج الموسم الماضي على ملعب الأنفيلد رود أيضا فكانت انطلاقة ليفربول هذه المرة مبكرة فلم يحتاج سكرتيل سوى إلى 52 ثانية لهز شباك الجانرز من ركلة حرة مباشرة أرتقى لها وحولها بقدمه داخل الشباك معلنا عن تقدم فريقه مبكرا. ولم تمضٍ سوى 10 دقائق فقط من المباراة حتى عاد المدافع السلوفاكي مرة أخرى ووقع على الهدف الثاني لفريقه وهذه المرة برأسيه من ركلة ركنية ليترك جماهير فريقه تحتفل وسط دهشة المتابعين وصدمة لجماهير أرسنال المتفرجة. وتوالت الصدمات لأرسنال ففي الدقيقة 16 يخطف هندرسون الكرة من لاعبي أرسنال في خط الوسط لينطلق في هجمة مباغته لليفربول لتصل إلى سواريز الذي أرسلها عرضية أرضية لسترلينج إلى وضع الكرة بسهولة داخل الشباك معلنا عن ثالث الأهداف الليفربولية في ظرف 16 دقيقة. ومن خطأ آخر من وسط أرسنال يمرر كوتينهو تمريره بينيه إلى ستوريدج الذي أنسل من بين مدافعي أرسنال ليصبح وجها لوجه منفردا بالمرمى ويمضى على الهدف الرابع في الدقيقة 20 وسط دهشة المتابعين من جماهير الفريقين فأشد المتفائلين لم يكن يتوقع انهيار أرسنال بهذا الشكل. ومع بداية الشوط الثاني أنهى سترلينج خماسية فريقه في الدقيقة 52 من المباراة التي خرج منها أرسنال بهدف شرفي سجله أرتيتا من ركلة جزاء في المباراة التي شهدت تألق للثلاثي «س» في ليفربول سكرتيل، ستوريدج وسترلينج.