عودة الرئيس الذي يقرأ.. حكاية السيسي مع «السناوي والجمل وعيسى»

عانى المصريون طوال تاريخهم من غياب «الرئيس القارئ»، وتجاهل السلطة الحاكمة لما يُكتب في الصحف ويُناقش في وسائل الإعلام.
باستثناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان شغوفًا بقراءة الكُتب والصحف، لم يهتم من تولوا الحكم بعده بهذا الأمر، أنور السادات كان أقل حرصًا على القراءة من «ناصر»، وحسني مبارك لم يهتم أبدًا بالقراءة، فلم نقرأ أو نسمع عن كتاب أعُجب به، ولم نعرف عن كاتب مفضل له، وكذلك الرئيس الإخواني محمد مرسي.
في ديسمبر 2014، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، حوارًا مع رؤساء تحرير صحف «الأهرام، الأخبار، والجمهورية»، قال فيه، إنه يقرأ الصحف، ويُطالع تقارير الإعلام والأجهزة الأمنية كل صباح، وفي حوار آخر مع «المصري اليوم» أثناء توليه وزارة الدفاع، قال إن كاتبه المُفضل محمد حسنين هيكل، وأنه قرأ معظم مؤلفاته، وأنه كان يعشق القراءة، وظل قارئا نهما، يقرأ فى كل الأوقات، إلا أن عمله كمدير للمخابرات الحربية ثم قائد عام للقوات المسلحة قلص الوقت المتاح للقراءة.
أجرى «السيسي» اتصالًا ببعض الكُتاب، وناقشهم في المقالات التي يُكتبونها، وهو ما يُشير إلى احتمالية عودة ظاهرة «الرئيس الذي يقرأ»، كان الاتصال الأول بالخبير الاقتصادي الدكتور محمود عمارة، الكاتب بصحيفة «الوطن» ناقشه خلاله في مقالات الرأى التى يكتبها، وطرح فيها أفكارًا ورؤى عدة لمعالجة وحل بعض الأزمات والمشاكل فى مصر، وتصورات لمشروعات جديدة للتنمية، وطلب منه إعداد ورقة حول الأفكار التى طرحها تتضمن رؤية شاملة لبعض المشاكل التي تواجهها مصر.
وما يُشير إلى متابعة «السيسي» لكل ما يُكتب في الصحف، اتصاله بالكاتب جمال الجمل، الذي انتقد في مقالاته بصحيفة «التحرير»، الطريقة التي تُدار بها البلاد.
وقال «الجمل»، إن «السيسي» أكد له خلال المكالمة التي استمر 20 دقيقة، ضرورة اهتمام الإعلام بمساعدة الدولة للمرور من عنق الزجاجة والأزمة التى تمر بها فى هذه الفترة.
في إحدى حلقات برنامج «25/30» المُذاع على قناة «أون تي في»، في نوفمبر الماضي، انتقد الإعلامي إبراهيم عيسى، حكومة المهندس إبراهيم محلب، وناقش كراسة شروط مشروع الإسكان المتوسط، فتلقى في اليوم التالي مكالمة من الرئيس السيسي، يوجه له الشكر على إثارة الموضوع في برنامجه.
وحول تفاصيل المكالمة قال «عيسى»: «تلقيت مكالمة هاتفية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، امتدت ل18 دقيقة، شكرني فيها على مناقشة كراسة شروط مشروع الإسكان المتوسط».
وأضاف «عيسى»: «الرئيس السيسي أكد لي أنه يرحّب بجميع الآراء، وجميع الاقتراحات والانتقادات، طالما أنها تقدّم بطريقة منطقية وموضوعية، ويراد بها مصلحة الوطن».
وفي لقائه برؤساء الأحزاب، ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة والإعلاميين، بمسرح الجلاء، صباح الأحد، وجه «السيسي» رسالة إلى الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، قائلًا: «إنت فاكر احنا بنام يا أستاذ عبدالله؟! إحنا كتلة وهنفضل كتلة»، وذلك ردًا على مقال «كتلة التململ الحرجة» الذي كتبه «السناوي» في صحيفة «الشروق»، وحذر فيه من غياب الحوار بين مؤسسة الرئاسة والأحزاب، وطريقة تعامل الدولة مع الشباب، محذرًا أيضًا من انهيار المجتمع والنظام معا حال عدم تصحيح الأخطاء، وحسم ما هو ضروري من انحيازات وخيارات تنتصر لتضحيات المصريين في طلب الحرية والعدل.
مراقبون اعتبروا أن ما يفعله «السيسي» محاولة لاحتواء غضب الكُتاب، ومنعهم من انتقاده وتوظيفهم لخدمة السلطة، فيما يرى البعض أن الرئيس حريص على قراءة كل ما يُكتب، والاستفاده منه، واصفين هذه الأمر ب«الإيجابي».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة