علمت «المصري اليوم» أن الحكومة أصدرت تعليمات مشددة لجميع الوزارات، بتقديم تسهيلات كبيرة للشركات العاملة في أثيوبيا لزيادة الاستثمارات المصرية بها وخاصة مجال استيراد اللحوم، فيما اعتبر «أمين أباظة»وزير الزراعة، الحديث عن فشل اجتماعات شرم الشيخ لدول حوض النيل"مبالغة". وكشف «حسن حافظ» مدير الشركة المسئولة عن استيراد اللحوم من أثيوبيا،عن أنه سيتم زيادة معدلات استيراد اللحوم من هذا البلد خلال الفترة المقبلة باعتبارها أحد محاور التعاون المشترك بين البلدين، وذلك رداً على نتائج اجتماعات شرم الشيخ الأخيرة لوزراء مياه دول حوض النيل. وقال حافظ، في تصريحات صحفية اليوم، " من المقرر أن يصل إلى ميناء سفاجا في الخامس من الشهر المقبل 2500 رأس من العجول الأثيوبية، تم فحصها بمعرفة أجهزة الحجر البيطري في جيبوتي، باعتبارها المنفذ البحري لتصدير الحيوانات الحية من أثيوبيا الي مصر. وأضاف أنه تم وضع خطة لزيادة معدلات استيراد الحيوانات الحية من هناك، لتصل إلى 5 آلاف رأس شهرياً لتلبية احتياجات السوق المحلية من اللحوم، والحد من الارتفاع الجنوني في أسعارها، مشيراً إلى أنه سيتم طرح لحوم هذه الحيوانات في شوادر المحافظات بأسعار تتراوح ما بين 30 إلى 33 جنيها للكيلو الواحد. وتابع، "من المقرر استئناف استيراد اللحوم المبردة من أثيوبيا باستخدام النقل الجوي لزيادة الكميات المستوردة ، وطرح كميات إضافية لتلبية احتياجات السوق المحلية. في سياق متصل بدأت محافظة الشرقية في انشاء 100 شادر لبيع اللحوم الطازجة بأسعار 35 جنيها للكيلو، بينما طالب المجلس المحلي بمدينة المحلة الكبري بمقاطعة اللحوم واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة علي أسعارها وحماية الثروة الحيوانية المصرية. من جانبه قلل «أمين أباظة» وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن تؤثر الأزمة الحالية بين دول حوض النيل على موراد مصر المائية، واصفاً الحديث عن فشل المفاوضات مع دول أعالي النيل بأن فيه الكثير من المبالغة. وقال «أباظة»أمام مؤتمر مرض الاخضرار في الموالح الذي عقدته جمعية "هيا" اليوم ، " لا توجد زراعة بدون مياه، ومواردنا المائية محدودة ومتناقصة، وهذا ليس بسبب فشل المفاوضات في دول حوض النيل، لأنه لم يتم تنفيذ أية مشروعات في دول منابع النيل تقلل من المياه الواردة إلى مصر"،مستطردا، لكن الخطورة تتمثل في تداعيات التغيرات المناخية واحتمالات تراجع نسب تساقط المياه على دول منابع النيل. وحول الاستثمار الزراعي المصري في السودان قال إنه من الضروري لمصلحة مصر حتى "نعرف ما يحدث هناك"، باعتبار أن هناك دولاً كثيرة دخلت باستثمارات ضخمة فيها، نافياً حصول السودان على كميات من مياه النيل أكثر من حصتها من مياه النهر طبقاً لاتفاقية مياه النيل عام 1959 . إلى ذلك أكد الدكتور «حمو العمراني» منسق المبادرة الإقليمية للطلب على المياه بمركز البحوث للتنمية الدولية – كندا، إن إسرائيل استخدمت كافة أساليب الابتزاز الممكنة وغير الممكنة لاستخدام ورقة المياه للضغط على مصر، "على الرغم من أنه لا يمكن الجزم بوجود أدلة قاطعة بأن تل أبيب تدفع باتجاه التصعيد في هذا الاتجاه". وأوضح العمراني، فى تصريحات صحفية أمس الاثنين، أن توغل التواجد الاسرائيلي في دول حوض النيل لا يقتصر على موضوعات المياه، ولكنه يشمل كافة قطاعات الاستثمار، مشيراً إلى أن الدولة العبرية نجحت في التواجد بشدة في هذه الدول من خلال قيامها بجر القطاع الخاص الاسرائيلي للتغلغل في كافة مجالات الاستثمار فيها، مطالباً مصر بأن تتبنى خطوة استباقية لدفع القطاع الخاص المصري لزيادة تواجده بدول الحوض للحد من تأثير التواجد الاسرائيلي على سير مفاوضات دولتي المصب ودول أعالي النيل. وأشار إلى أن الردود السلبية لدول أعالي النيل عقب انتهاء اجتماعات شرم الشيخ الأسبوع الماضي، هي مجرد مناورة يجب التعامل معها بحذر حتي لا تصدر عن مصر ردود افعال انفعالية للحفاظ على الأمن المائي لمصر، معتبراً أن بيان دول منابع النيل ما هو إلا أسلوب استفزازي ويجب " عقلنة الموقف المصري".
