قال الدكتور جلال الجميعى، أستاذ الكيمياء العضوية بكلية العلوم فى جامعة حلوان، الحاصل على جائزة النيل فى العلوم الأساسية عام 2013 «إن من يمتلك العلم يمتلك القوة». وأضاف «الجميعى»، الحاصل على الجائزة الكبرى للقارة الأفريقية فى العلوم والاختراع من الاتحاد الأفريقى عام 2011، كأفضل عالم فى القارة، فى حواره ل«المصرى اليوم»: «لدينا رمال فى سيناء يُصنع منها أفضل أنواع الكريستال والسليكون فى العالم، ويتم تصديرها كمواد خام بأرخص الأسعار، فنحن الدولة الوحيدة التى لا تستفيد من علمائها»، وإلى نص الحوار. ■ هل أنت متفائل بمستقبل البحث العلمى فى مصر فى ظل القيادة السياسية الحالية؟ - متفائل جدا أكثر من أى وقت مضى، ووجهة نظرى أن البحث العلمى الآن يعتبر فى بداية ميلاد عصر جديد للدولة، ومن الضرورى أن يأخذ العلم والبحث العلمى بعدا جديدا وأن يقود قاطرة البلاد للتقدم، ولذلك يجب على مصر أن تتحول إلى دولة علمية تأخذ بأسباب العلم. ■ وكيف ترى ضرورة مشاركة العلماء فى صنع اتخاذ القرار فى المرحلة المقبلة؟ - طبعا، يجب أن يكون للعلماء دور محورى فى صنع القرار، بحيث يكون مدروسا بشكل جيد من كل النواحى العلمية، لمعرفة أوجه الصواب والخطأ ومدى الاستفادة بهذا القرار، والشواهد التى تدل على أن القيادة السياسية، الممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأخذ خطوات سريعة وإيجابية وبصورة تنفيذية وليس كما كان يحدث فى الماضى، أنه أصدر توجيهات بزيادة ميزانية البحث العلمى، كما وجه الدعوة إلى رجال الأعمال والمستثمرين بالمشاركة فى البحث العلمى، وهذا توجه تنفيذى يدل على حس وطنى لدى الرئيس. ■ ما الذى تأمل حدوثه للبحث العلمى فى الفترة المقبلة؟ - أرى أنه فى الفترة البسيطة الماضية هناك توجه من قبل الدولة فى وضع البحث العلمى بالمكانة والصورة التى تليق به، وهذا أيضا يجعلنى متفائلا بمستقبله، ولكن المأمول فى المرحلة المقبلة، أن يتحول إلى قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، وأن يكون العلم هو اللاعب الأساسى فى تقدم الدولة. ■ ما نوعية الأبحاث التى قمت باكتشافها، وهل لها دور فى حل بعض المشاكل التى تواجه مصر؟ - أبحاثى أغلبها كان فى اكتشاف مُرّكب كميائى لاستخدامه فى الأدوية والعلاجات، وذلك عن طريق استخدام مواد رخيصة الثمن تؤدى إلى نتائج وتفاعلات عالية، حيث نصل إلى مُرّكب كيميائى علاجى من أقصر طريق، وتعد هذه المركبات من أهم عناصر صناعة وإنتاج دواء رخيص الثمن لعلاج الكثير من الأمراض المزمنة مثل السرطان والإيدز والشيخوخة وغيرها من الأمراض، كما أن هذه الأبحاث خرجت منها براءات الاختراعات بالعالم، وتم تطبيقها فى مجال الكيمياء الدوائية فى دول أجنبية وعربية. ■ بماذا تنصح القيادة السياسية بالنسبة للقارة الأفريقية؟ - ضرورة الاهتمام بتعليم الطلاب الأفارقة فى مصر، لأنهم فيما بعد سيكونون رُسلا فى بلادهم لمصر، ومن خلالهم نستطيع أن نبنى مستقبلا مشرفا مع هذه الدول عبر رؤية ثابتة وحقيقية لبناء اقتصاد حقيقى للدول الأفريقية يعود على مصر بمستقبل جيد. ■ ما مشكلات البحث العلمى فى مصر؟ - مشاكل البحث العلمى فى مصر تأتى بسبب أن الآليات لدينا ليست مثل مثيلاتها عالميا، ولتصحيح هذا الوضع يتم عن طريق وضع استراتيجية من خلال تكليف العلماء من قبل القيادة التنفيذية بإيجاد حل للمشكلات التى تعانى منها مصر، فمثلا لدينا رمال فى سيناء يُصنع منها أفضل أنواع الكريستال والسليكون فى العالم، ولكن لم تتم الاستفادة بها، وتُصدّر كمواد خام بأرخص الأسعار، لذلك يجب أن يبدأ البحث العلمى مرحلة التصنيع، وإذا اتخذنا هذه الطريقة سوف يأتى آلاف المستثمرين لمصر، وما يحدث الآن هو عرض الأبحاث على المستثمر دون وجود البحث على أرض الواقع، وبالتالى معظم المستثمرين يهربون، ولذلك يجب أن تأتى التطبيقات العلمية من أعلى إلى أسفل وليس العكس، كما كان يحدث فى المرحلة الماضية، حيث شهدت مصر فى الماضى تسريح العقول بسبب غياب الاستراتيجية الواضحة تجاه البحث العلمى، كما لا يجب أن تكون مصر مفرخة للعلماء دون الاستفادة منهم، ونحن الدولة الوحيدة التى لا تستفيد من علمائها، ولهذا يجب وضع استراتيجية قصيرة وطويلة المدى، للاستفادة من الخبرات والعلماء المصريين. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
