يا ترى لو كانت التيارات و الأحزاب السياسيه التي ترفع شعار لا في وجه التعديلات الدستورية تتمتع بقدر معقول من التواجد في الشارع كان سيكون لها نفس الموقف؟! السؤال يتعدى قصة وصمهم بالخوف من دخول معركه سياسيه هم غير مستعدين لها لأن هذا حكم على النوايا لا يجب الخوض فيه ، السؤال الحقيقي هو مدى التحامهم بالشعب و احساسهم بمتطلباته في هذه اللحظة الفارقة ... لقد ظلت جميع القوى السياسية تعاني القهر و تتجرع الذل على يد النظام السابق إلى أن جاءت لحظة فارقه التحم فيها الشعب مع القوى السياسيه فكان النصر الذي بدا حينها وكأنه السهل الذي امتنع طويلاً... أعتقد أن "لا" التي يرفعها هؤلاء الآن هي نابعة من حسبة توازنات سياسيه أكثر من كونها معتمدة على دوافع وطنيه مجرده – و حط خطين تحت مجرده – ، و السبب بسيط و هو أن كلا الحلين يؤدي إلى نفس النتيجه و هي دستور جديد ، الاختلاف في الآلية و المواءمات التي يجب أخذها في الاعتبار ... المهم أن من يتبنون فكرة التصويت بلا يعرضون حلولاً كالمجلس الرئاسي و الجمعية التأسيسيه بآليات لا تلاقي استحسان قطاع ٍ كبير في الشارع و بالتالي فهذا القطاع من حقه كذلك أن يرفض هذا الطرح – إذا وصلنا إلى هذه المرحله برفض التعديلات ¬– و بالتالي نبدأ حينها دخول النفق المظلم لا من أجل الوطن و مصلحته و إنما عشان خاطر عيون السياسه و اللي شاغلينها!!! و بعدين يدخل دم الشهيد في الموضوع و كإن اللي هيقول نعم خائن للثورة و الشهداء – علماً أن الكل يعلن تقبله الرأي الآخرمتفهمش إزاي – ، و واحد تاني يقولك تحالف الوطني مع الإخوان و تالت يقول مادام السلفيين و عبود الزمر هيقولوا نعم يبقى أنا هقول لأ!!! القصه دي فكرتني بالآيه الكريمه "و لا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان" و كذلك الآيه الكريمه "و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" فعلاً هو ده المطلوب من الناس في هذا الظرف الحرج أن يتعاونوا على ما فيه خير البلاد و العباد و أن يتحروا الصدق مع النفس و أمام الناس من غير لف و دوران عشان نساعد رجل الشارع البسيط يأخذ قراره بنفسه من غير إرهاب فكري و فزلكه مالهاش لازمه كثيرا ما كانت سبباً في إحجامه عن المشاركه، إحنا ما صدقنا إن المارد ده صحى و اتحرك عشان كده لازم القوى السياسيه تساعده مش تستغله ... على العموم أنا متفائل إن الشارع قادر على حسم قراره في الاتجاه الصح و إن كان الرهان عليه من كلا الجانبين وصل إلا منتهاه إلا أن توفيق الله الذي لم يفارقنا لحظه واحده من أول الثوره و حتى اليوم باق بفضله تعالى حتى يتحقق لهذا الشعب مراده كاملا غير منقوص