«كنت عامل نفسي ثورجي وبقول يسقط يسقط حكم العسكر ولكن دلوقتي بهز ديلي وبقول جيش ماسر العظيم والكلام الكبير دا.. أنا كنت أعارض طنطاوي وهو مترشح للرئاسة دلوئتي بهز ديلي للسيسي اللي كان في المجلس العسكري. بس للبيادة ظروف يا إخواننا».. تغريدات تهكمية كتبها حازم عبد العظيم، الأمين العام للجنة الشباب بحملة المرشح الرئاسي المحتمل، المشير عبد الفتاح السيسي، في رده على الهجوم الذي يتعرض له بسبب ما يعتبره البعض تحولا في مواقفه. تغريدة «عبد العظيم» توجز خريطة مراحل التغيرات الفكرية والسياسية لديه منذ ظهوره في يونيو 2011 باختياره وزيرًا مرشحًا للاتصالات، ثم الإطاحة به بعدها بساعات ب«فرمان عسكري»، حسبما كان يعرف نفسه على «تويتر» إبان فترة حكم المجلس العسكري في العام 2011. وقتها قال الدكتور علي السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك، إن سبب استبعاده هو مشاركته بشركة تتعاون مع شركة اتصالات إسرائيلي، إلا أن «عبد العظيم» اعتبر أنه استبعد بسبب علاقته من الدكتور محمد البرادعي (مؤسس حزب الدستور ونائب رئيس الجمهورية المستقيل)، وعضويته بالجمعية الوطنية للتغيير. ومنذ ذلك الوقت برز اسم حازم عبد العظيم كواحد من أشد معارضي بقاء المجلس العسكري في السلطة، وكان داعمًا لحملة «عسكر كاذبون»، في حين يقول البعض إنه كان أحد مديري صفحات الحملة على شبكات التواصل الاجتماعي، وكان يقول حينها «شرعية المجلس العسكري سقطت منذ يوم 25 يناير». وفي 20 سبتمبر 2011، قدم الأمين العام للجنة الشباب بحملة المشير السيسي استقالته من منصب ريس مركز الإبداع التكنولوجي بدرجة نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، احتجاجًا على رفض مجلس الوزراء ظهوره المتكرر بوسائل الإعلام، والتحدث عن ملف تصويت المصريين بالخارج، بالإضافة إلى تعليقاته على أسلوب إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للفترة الانتقالية الراهنة، وتوجيهه انتقادات للمجلس. وفي 9 يناير 2012، قال الدكتور حازم عبد العظيم، عضو المبادرة المصرية لإنقاذ الثورة وقتها، إنه حدث انهيار في علاقة الجيش بالثورة بعد التحية الشهيرة التالية على تنحي مبارك في 11 فبراير 2011، «وهو ما يعني أن المجلس العسكري انقلب علي الثورة حيث بدأ ينظر إلى الثوار علي أنهم خونة»، معتبرًا بقاء «العسكري» في السلطة يمثل خطورة علي الثورة، وطالب بتسليم السلطة في 25 يناير وفتح باب الانتخابات الرئاسية مبكرًا. وبعدها بأيام، التقى «عبد العظيم» اللواء مراد موافي، مدير جهاز المخابرات المصرية، في 29 فبراير، وقال عن اللقاء في صفحته على «فيس بوك»: «تحدثت معه بكل صراحة ووضوح وقد خرج من الاجتماع بانطباع مختلف، ويعطي الأمل بأن جهازًا بهذه الأهمية يؤيد الثورة وأهدافها ونبل مقصدها». «عبد العظيم» قال وقتها إنه «كان دائمًا يساوره الشك عن دور الجهاز في التخطيط لإجهاض الثورة من وراء الستار، لكنه شعر باستقلالية نسبية في طبيعة عمل الجهاز عن السلطة التنفيذية»، وأضاف: رأيي أنه مع توالي الأحداث تغير إلى أنه (المجلس العسكري) يتجه متعمدًا لإجهاض الثورة وليست مجرد أخطاء». وزير الاتصالات المُطاح به ب«فرمان عسكري»، وأبرز داعمي ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة البلاد، أوضح في لقائه مع «موافي» أن هتاف «سقوط حكم العسكر، يعني خروجهم من الحياة السياسية تمامًا، وهذا لا يعتبر إساءة إلى القوات المسلحة»، إلا أنه في 29 مارس 2013، اعتبر في تغريدات في حسابه على «تويتر»، قال خلالها إنه يرفض هتاف «يسقط حكم العسكر»، وأن ذلك يصب في مصلحة «الإخوان»، وأيد انضمام أنصار الفريق أحمد شفيق إلى المظاهرات المناهضة لحكم الجماعة. وقبيل انتخابات الرئاسة الماضية (مايو 2012)، طالب «عبد العظيم» بتشكيل تحالف يضم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، وحمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي المحتمل في مواجهة السيسي، والدكتور البرادعي محمد البرادعي، ل«مواجهة الإخوان والمجلس العسكري». ورغم إعلانه مقاطعته للجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، دعا في الجولة الثانية إلى وحدة الصف ودعم مرشح «الإخوان» الدكتور محمد مرسي، في مواجهة الفريق أحمد شفيق، للوقوف «ضد نظام مبارك العسكري»، حسبما قال آنذاك. إلا أن «عبد العظيم» لم يلبث أن أصبح من أشد معارضي مرسي، وتم استدعائه من قبل النائب العام «الإخواني»، المستشار طلعت عبد الله، بقرارا ضبط وإحضار مع النشطاء علاء علاء عبد الفتاح، أحمد دومة كريم الشاعر، وأحمد عيد حلمي غنيمي، بتهمة التحريض على اقتحام مقر جماعة الإخوان المسلمين بحي المقطم بالقاهرة، ومنعهم من السفر، إلا أنه رفض مع بقية النشطاء المثول للتحقيق. «كنت عامل نفسي ثورجي وبقول يسقط يسقط حكم العسكر ولكن دلؤتي بهز ديلي وبقول جيش ماسر العظيم والكلام الكبير دا.. أنا كنت أعارض طنطاوي وهو مترشح للرئاسة دلوئتي بهز ديلي للسيسي اللي كان في المجلس العسكري. بس للبيادة ظروف يا إخواننا».. «هوة مش السيسي كان بيحضر اجتماعات المجلس العسكري اللى بياخدوا فيها قرار ضرب وسحل الثوار في محمد محمود ومجلس الوزراء؟ ولا كان ويك إند».. تغريدة أخرى كتبها «عبد العظيم» في 27 أغسطس 2012 تعليقا على اختيار الأخير وزيرًا للدفاع في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. وبعد الإطاحة بمرسي عقب مظاهرات مليونية مناهضة لحكمه وبيان الجيش الشهير في 3 يوليو، أصبح «عبدالعظيم» من أشد مؤيدي المشير عبد الفتاح السيسي، وفي 27 يناير الماضي كتب «مبرووووووووك لمصر. قضي الأمر، #السيسي #مصر»، في معرض تعليقه على بيان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي اعتبره البعض بأن المجلس فيه أعلن تأييده لترشح السيسي للرئاسة. ومنذ 30 يونيو، يخوض حازم عبد العظيم مساجلات ومعارك كلامية مع نشطاء وشخصيات عامة كانوا يومًا بجانبه في الميدان وبساحات التظاهر. ومن بين هؤلاء «البرادعي» ففي 30 سبتمبر الماضي، قال إن «البرادعي يضع نفسه في صورة الرمز الإنساني، وبالتالي كل من هو ضده مجموعة فاشية، البرادعي يسير على الخط الأمريكي وأردوغان وقطر». وإبان الإطاحة به من منصب وزير الاتصالات أشار إلى أنه «عندما قابلت الدكتور البرادعي حصل تحول كبير في شخصيتي من شخص علمي أكاديمي إلى شخص أكثر إيجابية».. وحينها قال «البرادعي» عنه أن «الوطنية تسيل من كل جزء منه». المنسق العام السابق لحركة 6 أبريل، أحمد ماهر، المحبوس حاليًا في سجن طرة 3 سنوات بقضية خرق قانون التظاهر، كان له معركة كلامية فجرها حازم عبد العظيم عندما قال له في 21 نوفمبر الماضي: «لست اشرف من سميرة إبراهيم، التي تأذّت أكثر مني أيام طنطاوي وعنان ولم تتاجر أو تنتقم، لأنها بنت وطنية، وعارفة يعني إيه جيش مصر»، ووقتها قال «ماهر» موجها حديثه إلى «عبد العظيم» على «تويتر»: «وعلى فكرة نفس السيسي ونفس المجلس العسكري اتهموك أنت شخصيًا ومنعوك من تولي الوزارة، التطبيل ليهم دلوقت مش هايفيدك». ويواصل حازم عبد العظيم معاركه الكلامية يوميًا مع العديد من النشطاء السياسيين وآخرين من المناهضين لترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة، بعدما انتقل من مواقع المظاهرات المناهضة لحكم المجلس العسكري و«الإخوان» إلى ساحات شبكات التواصل الافتراضية للدفاع عن حق المشير في الترشح، وهو دور من المتوقع أن يتضاعف خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد توليه أمانة لجنة الشباب في حملته الانتخابية. وعلى «تويتر»، دائمًا ما يحرص حازم عبد العظيم على اختيار أوصاف وتسميات لنفسه ربما توضح مراحل التغيرات والتحولات التي طرأت على أفكاره وميوله السياسية، فمن وزير اتصالات أطيح به ب«فرمان عسكري» وقت المجلس العسكري، إلى «صائد الخرفان» في عهد «الإخوان».. ومن «صائد المتوسطنين» و«صائد الخلايا النائمة» بعد الثلاثين من يونيو.. انتهاء ب«النيشان في المليان» الذي لا يعرف أحد لمن سيوجه رصاص «نيشانه» لكنه اللقب الأقرب له هو «صائد الحملات (الانتخابية الرئاسية)»، حسبما يصفه الكاتب الصحفي الساخر محمد عبد الرحمن. وشكّلت الحملة الرسمية الداعمة لترشح المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية لجنة للشباب، يتولى منصب أمينها العام الدكتور حازم عبدالعظيم، وتضم في عضويتها نشطاء سياسيين من بينهم محمود بدر، منسق حملة «تمرد»، وطارق الخولي، مؤسس حزب 6 أبريل تحت التأسيس. وأعلنت الحملة في بيان صادر عنها، السبت، تشكيل لجنة للشباب مكونة من الدكتور حازم عبدالعظيم، أمينًا عامًا، وعضوية كلٍ من «محمود بدر، وطارق الخولي، ومحمد بدران، وكريم السقا، وحسام حازم»، وزكي القاضي، مسؤولاً إعلاميًا وصحفيًا.