أعلن في القاهرة في 8 سبتمبر عن تأسيس حملة "كَمِّل جميلك" لدعم ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لرئاسة الجمهورية. وقال مؤسس الحملة نصر الله رفاعي إن السيسي هو خير من يقود البلاد في المرحلة القادمة بعد أن أنقذها من حكم الإخوان المسلمين, الذين وصفهم بالإرهابيين. وأضاف رفاعي أن الشعب المصري عانى كثيرا، وضاعت أحلامه باستيلاء الإخوان على السلطة, والتي كشفت عن "وجهها القبيح"، وأن "ثورة 30 يونيو" والموقف الجريء للفريق السيسي أنقذ البلاد والعباد. واعتبر أن الفريق السيسي حارب "الإرهاب" وكشف الخائنين، وأن الحملة التي يقودها على ثقة من تمكن مصر في ظل قيادة السيسي من استعادة زعامتها العربية ومكانتها الدولية, ولفت إلى أن الحملة ترتكز على مقولة السيسي "الشعب يأمر ونحن نطيع". وينتظر أن تبدأ فعاليات الحملة في 16 سبتمبر، والتي تهدف لجمع ثلاثين مليون توقيع تطالب السيسي بترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة. وذكرت وكالة "فرانس برس" أن الإعلان عن الحملة يأتي في ظل استمرار العديد من القنوات الفضائية المصرية, إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي بطرح فكرة ضرورة ترشح السيسي لمنصب الرئاسة، وتشبيهه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ونفى السيسي في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في يوليو الماضي طموحه للسلطة، إلا أن هناك تقارير تؤكد أنه الآن رجل مصر الأول وحاكمها الفعلي، وهو ما تحدث عنه بالفعل الإعلامي المصري المثير للجدل توفيق عكاشة مؤخرا. كما ألمح متحدث عسكري لصحيفة "ديلي نيوز" مؤخرا إلى أنه من حق السيسي الترشح لمنصب الرئاسة، معتبرا أن مبادئ الديمقراطية تسمح بذلك, إذا تقاعد من منصبه العسكري. ونشرت صحيفة "الوفد" في 5 سبتمبر أيضا خبرا على موقعها الإلكتروني يتحدث عن اجتماع "سري" شارك فيه عدد من القيادات العسكرية السابقة من الجيش والمخابرات العامة للتشاور بشأن التوافق على شخصية عسكرية لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المنتظر أن تجرى عقب الانتهاء من كتابة مشروع الدستور والانتخابات البرلمانية. ووفق الصحيفة, فإن القيادات التي حضرت هذا الاجتماع هي رئيس جهاز المخابرات السابق اللواء مراد موافي ورئيس أركان الجيش السابق الفريق سامي عنان ونائب رئيس جهاز المخابرات الفريق حسام خير الله ووزير الداخلية السابق اللواء أحمد جمال الدين موسى، الذين اتفقوا في ختام اجتماعهم "من حيث المبدأ" على مخاطبة السيسي ليقوم بالترشح للرئاسة "في ظل ما يحمله الشعب المصري والرأي العام تجاه السيسي من حب ومودة". وذكرت قناة "الجزيرة" أيضا أنه حتى النخبة السياسية التي طالما عارضت حكم العسكر وشاركت في مظاهرات رفعت فيها شعارات "يسقط يسقط حكم العسكر" يبدو اليوم أنه لا مشكلة لديها في وصول السيسي لكرسي الرئاسة، وأبرز هؤلاء المرشح الرئاسي السابق وأحد قيادات جبهة الإنقاذ المعارضة حمدين صباحي، الذي أعلن في لقاء تليفزيوني مؤخرا أنه سيدعم السيسي في حال ترشح لمنصب رئيس الجمهورية. ولا يغفل المراقب لوسائل الإعلام المصرية ملاحظة تصاعد حملات دعم السيسي للترشح بشكل كبير داخل المجتمع المصري في محاولة فيما يبدو لتهيئة الرأي العام للأمر، أو على الأقل لجس نبض مختلف التيارات والنخب والفئات المهنية وغيرها. ويتوزع المؤيدون على جميع الفئات, مثقفون ومهنيون وعمال وحرفيون، وحتى الشباب الثائر بنسخته الجديدة "حركة تمرد" قال إنه سيدعم السيسي إذا ترشح لمنصب الرئيس، وكل من هذه الفئات له مبرراته التي يتحدث بها، وفق طبيعة الجمهور الموجه إليه. وإشارة أخرى تصب في ذات الاتجاه، وهي ظهور الفريق السيسي بملابس مدنية، وهو ما رأت فيه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية استعدادا للرئاسة، بعدما صار وحيدا في الصورة، فالناشط السياسي والقيادي البارز بجبهة الإنقاذ سابقا محمد البرادعي، أصبح خارج البلاد ويواجه اتهامات بالعمالة، وصباحي في الداخل لكنه لا يمانع وصول السيسي لكرسي الرئاسة، والإخوان المسلمون إما مسجونون أو مطاردون، والكنيسة والأزهر معه، والنخبة الثقافية تخطب وده، والغناء له مستمر.