رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الطب البشري    «العمل» تنظم فعاليات سلامتك تهمنا بمنشآت الجيزة    الأنبا بشارة يشارك في صلاة ليلة الاثنين من البصخة المقدسة بكنيسة أم الرحمة الإلهية بمنهري    محافظ الغربية يتابع أعمال تطوير طريق طنطا محلة منوف    فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا.. «البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعية شاملة بمناسبة عيد العمال    بتمويل يصل ل15 ألف يورو| التعليم العالي: فتح باب التقدم لمنحة «سفر شباب الباحثين»    إيفو: المزيد من الشركات في ألمانيا ترغب في زيادة الأسعار    زراعة أشجار مثمرة وزينة بالطريق الزراعي "القاهرة أسوان" في المنيا    كيف احتفلت الجامعة العربية باليوم العالمي للملكية الفكرية؟    القومي لحقوق الإنسان يناقش التمكين الاقتصادي للمرأة في القطاع المصرفي    1.3 مليار جنيه أرباح اموك بعد الضريبة خلال 9 أشهر    متحدث حركة فتح: الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع مذبحة إنسانية في التاريخ    الرئيس السيسي يستقبل رئيس البوسنة والهرسك في قصر الاتحادية    مصرع 42 شخصًا على الأقل في انهيار سد شمال نيروبي    محمد شحاتة: التأهل لنهائي الكونفدرالية فرحة كانت تنتظرها جماهير الزمالك    جوارديولا: كنا محظوظين للغاية بما حدث أمام نوتنجهام    رسميًا.. فيفا يعلن إيقاف قيد نادي الزمالك بسبب قضية بوطيب    صعود سيدات وادي دجلة لكرة السلة الدرجة الأولى ل"الدوري الممتاز أ"    عرض صيني لاستضافة السوبر السعودي    عواد: كنت أمر بفترة من التشويش لعدم تحديد مستقبلي.. وأولويتي هي الزمالك    إصابة عامل بطعنة بالوجه والصدر من مجهولين بكفر شكر    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    «أزهر الشرقية»: لا شكاوى من امتحانات «النحو والتوحيد» لطلاب النقل الثانوي    استمرار حبس 4 لسرقتهم 14 لفة سلك نحاس من مدرسة في أطفيح    وزيرة الثقافة تلتقي نظيرها الإماراتي لحضور افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب    أبو الغيط يهنئ الأديب الفلسطيني الأسير باسم الخندقجي بفوزه بالجائزة العالمية للرواية العربية    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    مفاجأة.. زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر دون حفل زفاف لهذا السبب    إيرادات السينما أمس.. «شقو» في المقدمة ويلاحقه فاصل من اللحظات اللذيذة    وزير الصحة: توفير رعاية صحية جيدة وبأسعار معقولة حق أساسي لجميع الأفراد    الوادي الجديد تبدأ تنفيذ برنامج "الجيوماتكس" بمشاركة طلاب آداب جامعة حلوان    بالاسماء ..مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    مركز تدريب «الطاقة الذرية» يتسلم شهادة الأيزو لاعتماد جودة البرامج    عامر حسين: لماذا الناس تعايرنا بسبب الدوري؟.. وانظروا إلى البريميرليج    دراسة تكشف العلاقة بين زيادة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم    أسوشيتد برس: وفد إسرائيلي يصل إلى مصر قريبا لإجراء مفاوضات مع حماس    ضحايا بأعاصير وسط أمريكا وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل    كشف ملابسات واقعة مقتل تاجر خردة بالإسماعيلية.. وضبط مرتكب الواقعة    ولع في الشقة .. رجل ينتقم من زوجته لسبب مثير بالمقطم    منهم فنانة عربية .. ننشر أسماء لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائى فى دورته ال77    مؤسسة أبو العينين الخيرية و«خريجي الأزهر» يكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين.. صور    مصرع شخض مجهول الهوية دهسا أسفل عجلات القطار بالمنيا    التعاون الاقتصادي وحرب غزة يتصدران مباحثات السيسي ورئيس البوسنة والهرسك بالاتحادية    «الرعاية الصحية» تشارك بمؤتمر هيمس 2024 في دبي    خلي بالك.. جمال شعبان يحذر أصحاب الأمراض المزمنة من تناول الفسيخ    البورصة المصرية.. «EGX30» يقفز 2.90% و«السوقي» يربح 28 مليار جنيه في مستهل التعاملات    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    رمضان السيد: الأهلي قادر على التتويج بدوري أبطال إفريقيا.. وهؤلاء اللاعبين يستحقوا الإشادة    خسائر جديدة في عيار 21 الآن.. تراجع سعر الذهب اليوم الإثنين 29-4-2024 محليًا وعالميًا    رئيس الوزراء: 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة تدهورت حياتهم نتيجة الحرب    أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على طلاقها من أحمد العوضي    مطار أثينا الدولي يتوقع استقبال 30 مليون مسافر في عام 2024    أمين لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب    "استمتع بالطعم الرائع: طريقة تحضير أيس كريم الفانيليا في المنزل"    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    بايدن: إسرائيل غير قادرة على إخلاء مليون فلسطيني من رفح بأمان    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصرى اليوم
نشر في المصري اليوم يوم 17 - 04 - 2014

أبناء القيادات بين حياة الرغد.. والحرب من أجل البقاء، هذا هو حال أبناء رؤوس مكتب الإرشاد بعد 30 يونيو، فبعد أن كانوا يتنعمون في رغد آبائهم وحياة الترف تحولوا إلى الكفاح من أجل البقاء.. فقط.
أبناء رموز الجماعة لم يعرفوا اعتصام رابعة إلا كسائحين، ولكن بعد فض الاعتصام والتأكد أنه لا مجال للمساومة.. وجدوا أنفسهم في أتون معركة لم يشعلوها، ولم يعتادوا دفع الثمن إلا بغياب آبائهم لفترات في ظل تعرض قيادات الجماعة للمحاكمات المستمرة.
وليس أبلغ على صدمة سقوط الإخوان إلا ما دعا به «حسن الشاطر على الفريق عبد الفتاح السيسي بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي معبرة إلى أقصى درجة حين دعا قائلًا: (يا رب اخطف روحه بحق خطف أذهاننا)!، فقد شُغلوا بما لم يكونوا مؤهلين له ولم يضعوه في حسبانهم».
تختتم الكاتبة سوزان حرفي دراستها «العائلة والسياسة في جماعة الإخوان.. قراءة في شبكة العائلات الحاكمة»، بفترة ما بعد التمكين، ووضع أبناء قيادات مكتب الإرشاد بعد سجن آبائهم وحظر جماعتهم ووصفهم ب«الإرهابيين».. إنها حرب بقاء لعائلة الجماعة وأبنائها.
«الإخوان في الحكم: التمكين والإزاحة
اشتهرت مصر على مدار تاريخها الطويل بالمركزية المفرطة، وتراث استبدادي للدولة، ودور مؤثر للدين في الحياة الاجتماعية والسياسية، وقد برزت هذه القيم من استبداد الدولة، وتوظيف الدين في الحياة السياسية والاجتماعية من قبل قطاع من نخبة الجماعة في طريقة إدارة المؤسسات، واتخاذ القرارات بداخل الجماعة، لنجد أن هذه القيم هي الأكثر استمرارًا وفاعلية بداخل فكر الجماعة طبقًا لانتصار عوض السبكي في دراستها المنشورة في مجلة الديمقراطية «ملامح تكوين النخبة داخل جماعة الإخوان المسلمين».
وبعودة للمقدمة «قراءة في الأسباب والأثر» نجد أن المجموعة الحاكمة داخل الإخوان حكمت مصر بنفس طريقتها في إدارة التنظيم، وسعوا جاهدين للإسراع في عملية السيطرة على مفاصل الدولة، ومن ثم السيطرة عليها كما فعلوا داخل الجماعة سابقًا، وكان هدفهم الرئيس هو التمكين.
ولم يلتفتوا لصوت الشارع الذي رفض الاستمرار في سياسات تصنع بعيدًا عنه ولا تخدم احتياجاته، لكنها تصب في خدمة أهداف وجماعات بعينها، وقلل المسيطرون على تنظيم الإخوان من غضب الشارع الذي بدأ يتأجج يوما بعد آخر، وتعاملوا مع الغاضبين كما تعاملوا مع ما أطلق عليه تيار الإصلاحيين داخل الإخوان، إما بالتجاهل أو التوبيخ والحرب الإعلامية والاستمرار فيما هم فيه سائرون.
فلم يتبنوا خطابًا إصلاحيًا للمنظومة السياسية التي صاغت ملامحها في مصر «الدولة العميقة»، وظهروا كجماعة أتت لتسيطر على الحياة السياسية أو تحتكرها، وأنها ستضع الدستور والقوانين الأساسية بمفردها، وتعادي الشرطة والقضاء والجيش، وتدخل في معارك مفتوحة مع السلطة القضائية ذات التقاليد العريقة، لا بغرض إصلاحها بل بغرض الهيمنة عليها.
ويرى دكتور عمرو الشوبكي في مقاله «لماذا سقط الإخوان» المنشور على موقع كارنجي 1 أغسطس 2013 أن قناعة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بأن مجرّد انتمائهم للجماعة هو «جهاد في سبيل الله»، وأن الحفاظ على هذه الجماعة هو هدف وغاية في حدّ ذاته، تحوّلَت بعد وصولهم إلى السلطة إلى عنصر ضعف، فهذه القناعة أصبحت عامل انغلاق وعزلت أعضاء الجماعة عن باقي أفراد المجتمع، وتحولت في فترة قليلة إلى عامل رئيسي في كراهية الناس لهذا التنظيم، الذي رأوه يحرص على مصلحة أعضائه قبل المجتمع.
فضلًا عن ذلك، تحولت الرابطة التنظيمية والتربية الدينية لدى الجماعة إلى شعور بالتمايز والتفوق على الآخرين، فيما تحولت الطاقة الدينية، التي حافظت على تماسك الجماعة حين كانت في المعارضة، إلى طاقة كراهية وتحريض على المنافسين والخصوم، وتسببت بانغلاق الجماعة وعزلها عن باقي المجتمع.
أبناء القيادات: معركة حياة أو موت
جمعت عائلات القيادة داخل تنظيم الإخوان بين السلطة والمال في آن واحد، وعملوا على تضييق القرار والإدارة السياسية والاقتصادية في دائرتهم الضيقة، واستغلوا هذه الإمكانات مجتمعة في نشر رؤيتهم داخل الجماعة من قمتها إلى قاعدتها العريضة، وحققوا في ذلك نجاحًا ليس بالقليل.
وبهذا ضمنوا السيطرة الكاملة على الجماعة، وقللوا من فرص التمرد أو الانشقاق في القاعدة العريضة، وضمنوا استمرارهم في قمة التنظيم، وعندما واتتهم فرصة حكم مصر زادت ثقتهم في نهجهم، فأعلنوا عن نفسهم وعن خليتهم الحاكمة عندما اقتسموا مقاعد السلطة فيما بينهم.
ولو صارت الأحداث بشكل التطور الطبيعي لضمنت هذه الخلية المترابطة اقتصاديًا واجتماعيًا استمرار سيطرتها على الجماعة لعقود آتية، فهم إلى جانب التحكم في قرارات الجماعة وأموالها يملكوا شبكة قوية من العلاقات فيما بينهم عن طريق زواج أبنائهم في محيط الدائرة نفسها، والأبناء يشاركون الآباء الإدارة والأعمال بل ومقاعد السلطة.
هؤلاء الأبناء تلقوا التعليم في أعلى المدارس والجامعات، ومعظمهم ممن درس وعمل وعاش لسنوات في الغرب، وبدا اقتسامهم لمقاعد الحكم إلى جانب آبائهم هو من باب التوريث الطبيعي والانتقال الناعم للسلطة من الجيل الوسيط إلى جيل الشباب في إطار الخلية المغلقة.
لكن ظهورهم في مؤسسة الحكم واطلاع شباب الجماعة على فارق المستوى المادي والاجتماعي، وفارق التعليم والإمكانيات وبالتالي الفرص المتاحة لهذه الطبقة داخل الجماعة والدولة، شكل صدمة لدى بعض الشباب الذي تربى على أن الدعوة تقشف وزهد وتضحية، فأين أبناء القيادات من كل ذلك.
وأتت الفرصة مواتية للتعبير عن ذلك علانية بعد سقوط مرسي، وخاصة مع قدوم كوادر الجماعة بالأمر للمشاركة في اعتصام رابعة، وهنا علت الأصوات داخل الجماعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي متسائلة عن أبناء القيادات وأين هم من الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الشرعية؟!
وجاء مقتل كل من عمار محمد بديع نجل المرشد في جمعة غضب الإخوان في رمسيس 16 أغسطس 2013، وقبله أسماء ابنة الدكتور محمد البلتاجي وحبيبة ابنة الدكتور أحمد عبد العزيز المستشار الإعلامي لمحمد مرسي اللتان قتلتا أثناء فض اعتصام رابعة 14 أغسطس، وعمار حسانين ابن القيادي وعضو مجلس الشورى ياسر حسانين في أحداث رمسيس الأولى 15يوليو 2013 ليخفت الأصوات المتذمرة داخل الجماعة.
فأبناء رموز الجماعة لم يعرفوا اعتصام رابعة إلا كسائحين، ولكن بعد فض الاعتصام والتأكد أنه لا مجال للمساومة أو خضوع نظام يونيو للابتزاز أو الضغوط، وبدا ذلك جليًا بعد الإعلان الواضح بإغلاق باب المفاوضات التي سعت لها قيادات الجماعة لاقتسام السلطة.
وبعد الملاحقة القضائية للقيادات المتهمة بارتكاب العديد من الجرائم، وإلقاء القبض عليهم وتحويلهم للمحاكمة، لم يكن أمام الأبناء إلا قيادة المظاهرات وتقدم صفوف الإخوان فيها، دفاعًا عن قرارات أبائهم من ناحية ودفاعًا عن مكانتهم ومستقبلهم داخل الجماعة من ناحية أخرى.
وهو ما يبرر تنظيم وقيادة الدكتور إبراهيم العريان للمظاهرات الإخوانية داخل كلية طب القاهرة وهو من المتحفظين على إدارة الجماعة أثناء وجودها في الحكم بل وكان من أوائل المنتقدين لتصريحات والده في هذه الفترة وعلى رأسها التصريح الخاص بحق اليهود في العودة لمصر، كما أخذ موقف أشد تجاه أفعال خيرت الشاطر مما وتر العلاقة بين إبراهيم ومكتب الإرشاد.
لكن ذلك لم يمنعه بعد سقوط مرسي من الدعوة لعودة ما يسميها شرعية، والهتاف «إسلامية إسلامية» وضد الجيش والشرطة مما أدى لفصله من الكلية في 30 سبتمبر 2013، وزاد عندما اعتبر أن مقتله بالشارع في مواجهة الجيش الذي يعتبره جيش الأعداء كما وصفه هي شهادة يطلبها!
عمار البلتاجي ابن القيادي الدكتور محمد البلتاجي كان من أكثر شباب الإخوان رفضًا لهجوم الجماعة على المعتصمين أمام قصر الاتحادية وتعذيبهم إبان الإعلان الدستوري لمحمد مرسي، بل وأعلن اعتزامه تقديم بلاغ للنائب العام ضد رئيس الوزراء وقتها الدكتور هشام قنديل.
عمار يوصف بأنه كخيرت الشاطر في حزمه وقدرته على التحليل وفي امتلاك كاريزما، لكنه ظل محسوبًا على المعروفين بالتيار الإصلاحي داخل الجماعة، وبعد سقوط مرسي عمل عمار على ضم التيارات الثورية وشباب الثورة كي لا تبدو المظاهرات إخوانية طمعا في السلطة وتتحول لمظاهرات ثورة ضد النظام، كما يلعب دور في التنظيم والتنسيق للحراك الطلابي بين جامعات القاهرة والأزهر وعين شمس.
عمار ظهر في الصفوف الأولى يقود الاشتباكات مع الأمن قاسمًا بأن يثأر لأخته أسماء ممن قتلوها في رابعة، لم يكن عمار وحده من أبناء الدكتور محمد البلتاجي الذي ظهر مقاومًا لنظام ثورة يونيو، بل شاركه أخوه أنس الذي تولى توثيق ما يسميها جرائم النظام ونشرها عالميًا، أما الأخوين خالد وحسام فهم من النشطاء البارزين في «شعبة مدينة نصر» التي تلعب دورًا مهمًا في التنظيم والتخطيط للحركات الاحتجاجية، وتضم أبناء كبار القادة وعلى رأسهم أبناء خيرت الشاطر.
اعتادوا أبناء الشاطر على العيش مع تعرض أبيهم للمحاكمة بشكل دائم، ولم يؤثر ذلك على رغد الحياة التي يحيون فيها، ولذا فهم أكثر أبناء قيادات الجماعة قدرة على إدارة التحركات الاحتجاجية، وأكثرهم خبرة في التعامل مع الإعلام العربي والغربي، بالإضافة طبعًا أنهم ضباط الاتصال بين أبيهم وباقي القيادات أو الكوادر.
لكن أبناء الشاطر يدركوا أن هذه المرة تختلف عن سابقاتها، فلقد كان الشاطر يدفع ثمن قيادته للجماعة وإدارته لأموالها، وهو مصدر تقدير من جانب كل كوادر الجماعة لأسرة الشاطر، أما اليوم فالجماعة تدفع ثمن إدارة وسياسة الشاطر في الأساس، وهذا الثمن لم يتوقف عند حدود محاكمة بعض القيادات، بل جاء بإسقاط دولة الإخوان، وربما إنهاء الجماعة والقضاء عليها تاريخًا ومستقبلًا، الأمر الذي يجعل أبناء الشاطر يخوضون المعركة باعتبارها معركة وجود.
ولذا تقوم خديجة خيرت الشاطر بدور المنسق بين الكوادر الجدد في التنظيم (أبناء القادة) وبين شباب الجماعة الذين تجمعهم بها علاقات أسرية وتنظيمية، وعلى رأسهم عمار البلتاجي، وأنس أكرم الشاعر ابن الدكتور أكرم الشاعر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ومسؤول ملف الصحة بحزب الحرية والعدالة، وإبراهيم العريان.
وتقوم عائشة الشاطر بالتخطيط والتنظيم لمسيرات الإخوان رسم ملامحها المهندس خيرت الشاطر من محبسه، ويقوم كوادر التنظيم بوضع خططه مع عائشة الشاطر وتنفيذ تعليمات قادة التنظيم الدولي، الذي يعتقد أن محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين يمثل حلقة الوصل بينه وبين الجماعة في مصر عبر عائشة الشاطر المعروفة بأنها الأكثر التزامًا وحماسة داخل تنظيم الأخوات.
حسن الشاطر المعروف بالشاب المبتسم لدرجة وصفه بالاستهتار، نشط في قطاع طلاب الجامعة لإرباك العملية التعليمية، وتواصل مع عدد من أساتذة الجامعات الموالين للجماعة، في اتساق مع خطة التنظيم الدولي لإرباك المشهد وإظهار الحكومة في شكل غير المسيطرة على الأحداث، معتمدًا على انتشار الإخوان في الجامعات.
ويقوم الشاطر الابن بالتنسيق مع صهيب عبد المقصود المتحدث باسم طلاب الإخوان، واستطاعوا أن يطلقوا أسر كثيرة داخل الحركات الطلابية المنتمية لجماعة الإخوان تحت مسميات «دعم الشرعية، ونور المستقبل، وشباب الإخوان، وأسرة ابن أبى الأرقم»، والعديد من الأسر الإخوانية التي تجاوز عددها مائتي أسرة، كم نجح في إطلاق حركات في منطقة مدينة نصر كحركة «مدينة نصر ضد الانقلاب» و «طلاب ضد الانقلاب».
وورث عمر مالك ابن رجل الأعمال الأبرز حسن مالك دور والده في التمويل بالإضافة للتنظيم، حيث خرج اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بنفسه ليؤكد إن قطاع الأمن الوطني بدأ التحقيق مع عمر حسن عز الدين مالك، وصديقيه أحمد محمد أحمد عبد الهادي، وأحمد جمعة أحمد محمد، في تهم إدارة غرفة عمليات لأعمال العنف، كما ألقي القبض على سعد الشاطر ابن المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام، وأنس البلتاجي ابن القيادي محمد البلتاجي بتهمة التحريض على أحداث شغب بالجامعات، ومحمد نجل الدكتور صلاح سلطان القيادي الإخواني.
كم تم إلقاء القبض على معاذ سعد عمارة, نجل القيادي بجماعة الإخوان الدكتور سعد عمارة ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المنحل اتهامه في قضية التحريض على حرق والاعتداء على مبنى الأمن الوطني بمدينة دمياط شمال شرق القاهرة، ومحمد سعد الحسيني نجل المهندس سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ السابق، وخالد مصطفى طاهر الغنيمي عضو مكتب الإرشاد ومسؤول الإخوان عن قطاع شرق الدلتا في اشتباكات بطنطا عاصمة محافظة الغربية وسط الدلتا، وعلى خالد وطارق حشمت ابني القيادي وأمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة جمال حشمت وكذا ابن أخيه شريف حشمت في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة شمال غرب القاهرة.
وهو ما يشير إلى اتساع قاعدة مشاركة أبناء قيادات الإخوان في الأحداث المناهضة لثورة الشعب في 30 يونيو وإسقاط نظام الإخوان، على الرغم من أن معظمهم إن لم يكن جميعهم كانوا من أصحاب الرؤى المغايرة والتي تعتمد أساسًا على نقد أفكار وتوجهات الجماعة والتنظيم خلال المراحل السابقة.
وحاول أبناء القيادات ملئ الفراغ الذي تركه غياب أبائهم المتهمين، وقاموا بتوزيع الأدوار فيما بينهم، كما فعل آباؤهم سابقًا، فنجد من يخطط وينظم، ومن ينسق ويتواصل لتوزيع المهام، ومن يتواصل مع الإعلام في الداخل والخارج، خاصة تلك القنوات التي تدعم الإخوان فظهر أبناء الشاطر في الخلفية بالتواصل مع الإعلام عبر مدهم بالمعلومات والأشخاص التي يمكن التواصل معها واستضافتها، فظهر محمد مراد علي، ابن مراد علي المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، وإبرار صبحي صالح، ابنة صبحي صالح القيادي بجماعة الإخوان.
ولأن المعركة تحولت لمعركة وجود، فإن أبناء القيادات اللذين ولدوا وتربوا ودرسوا بالخارج بعيدًا عن المعارك الداخلية أخذوا دورهم في المعركة، وعلى رأسهم الآن منى القزاز، وتعتبر إحدى المتحدثات باسم الإخوان في لندن، وهي شقيقة خالد القزاز، السكرتير السابق لمحمد مرسي للشؤون الدولية، وزوجة أيمن الصرفي سكرتير مرسي أيضًا.
بالإضافة إلى أن معركة الإخوان استقطبت أبناء قيادات كانت أعلنت تمردها وخروجها على الجماعة في وقت سابق، كأبناء قيادات حزب الوسط وأبناء قيادات حزب مصر القوية، ويقدم حذيفة أبو الفتوح مثلًا لهؤلاء فهو ابن دكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق بالجماعة والمفصول منها على إثر مخالفته قرارها وترشحه للرئاسة.
دكتور حذيفة شارك في العديد من مسيرات الإخوان التي خرجت تندد بإسقاط مرسي ونظامه، ويحاول إعادة بناء العلاقات بين الجماعة وشبابها وبين والده وباقي المنشقين عن الجماعة، وهو يراهن على لم الشمل وإنهاء الخلافات القديمة، وهو ما يعتقد أنه في صالح الطرفين.
فمن ناحية تستفيد الجماعة من الصورة الإصلاحية التي ظهر بها المنشقون سابقًا، ويكسب المنشقون سند ودعم كتلة الجماعة غير المستهان فيها، وحذيفة أبو الفتوح يتواصل في العمل والحركة مع شعبة مدينة نصر، كما يشارك في التنظير والتخطيط للتحرك مع أبناء قيادات الإخوان من أبناء الشاطر وعمار البلتاجي.
عائلات الحكم: نظرة على المستقبل
أبناء قيادات الجماعة وجدوا نفسهم في أتون معركة لم يشعلوها، ولم يعتادوا دفع الثمن إلا بغياب آبائهم لفترات في ظل تعرض قيادات الجماعة للمحاكمات المستمرة، وهم على عكس الآباء الذين جاءوا من خلفيات اجتماعية بسيطة أو متوسطة في أفضل الأحوال، فهم نشأوا في رغد من العيش وتلقوا تعليمهم في أرقى المدارس داخل أو خارج مصر.
لتأتي تجربة السجن أو الاشتباكات والمواجهة مع الأمن خارج سياق ما تربوا عليه، فهم تعاملوا داخل الجماعة كقادة ولن ينشأوا كجنود، ولذا نجد أن شخص كسعد الشاطر 23 عامًا يعمل نائب رئيس مجلس إدارة إحدى شركات أبيه الشهيرة، وأنه بعد القبض عليه لم يحتمل ظروف السجن الطبيعية.
وقد سجلت مصلحة السجون في دفترها أن حسن الشاطر يطلب طعامًا من المطعم الذي يتعامل معه والده، وطلب انتظام وصول الوجبات المشوية في المواعيد المحددة له، بالإضافة إلى طلبه إصلاح دورة مياه الزنزانة وتجهيزها وتركيب هواية، ودعاء ابن الشاطر على الفريق عبد الفتاح السيسي بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي معبرة إلى أقصى درجة فهو دعا قائلًا: «يا رب اخطف روحه بحق خطف أذهاننا»!
فالدعاء لم يأت مثلًا بحق خطف أرواح أبناء الجماعة، أو خطف شرعية الحكم التي يتشدقون بها، ولا خطف آبائهم خلف السجون، وإنما جاء لخطف أذهانهم، فلقد شغلوا بما لم يكونوا مؤهلين له ولم يضعوه في حسبانهم، هذا الكلام يأتي من أحد أبناء قيادة اعتاد على التعامل مع تعرض والده لعدة محاكمات، وتغيبه لسنوات داخل السجون.
فكيف يمكن أن تكون طاقة الآخرين على التحمل، خاصة أن غالبية أبناء القيادات الحاكمة يحملون جنسية دولًا أخرى وعلى رأسهم أبناء الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية المعزول أحمد وشيماء اللذين يتمتعان بالجنسية الأمريكية ورفضا التنازل عنها ووالدهما في الحكم.
وكذلك جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان وأخوه عبد الله الحداد المتحدث باسم الإخوان في الغرب يحملان وابن عمهما وليد الحداد الجنسية البريطانية، كما يحمل محمد نجل الدكتور صلاح سلطان القيادي بجماعة الإخوان الجنسية الأمريكية، وهي حال تنطبق على معظم قيادات السلطة الإخوانية وآبنائهم.
وهو ما ينبئ بأن المعركة الأقوى التي سيقودها أبناء القيادات ستكون في الخارج، كما يفعل عبد الله الحداد ابن الدكتور عصام الحداد مستشار مرسي للشؤون الخارجية، فهو ينشط في التنظيم الدولي مع كل من إبراهيم منير وإبراهيم الزيات، حيث يقومون بالتواصل مع مؤسسات الدعاية والسياسة الكبرى في الغرب، ومع وسائل الإعلام العالمية، وشركات المحاماة الدولية.
وهو دور كان يقوم به كل من الدكتور أيمن على مستشار مرسي لشؤون المصريين بالخارج، مع عصام الحداد وإبراهيم منير عضو مكتب الإرشاد، وفي الوقت الذي عاد كل من على والحداد لمصر وسكنوا القصر، ظل منير في بريطانيا حيث يدير المركز الخاص بالجماعة هناك.
فهي معركة اعتادوا على القيام بها أعضاء التنظيم الدولي للإخوان، وهي أيضًا لها صدى واسع على المستوى العالمي، وكفيلة بعمل صداع في رأس أي نظام يحكم دولة كمصر تواجه مشكلات اقتصادية وسياسية وتحتاج للدعم الدولي كي تستطيع سد الفجوة والعجز الاقتصادي بين مواردها وإنفاقها.
وهو ما استغله التنظيم الدولي للجماعة عبر تفعيل عدد من المكاتب الإعلامية في الخارج، خاصة في اسطنبول والدوحة ولندن، ويتواجد فيها جمعة أمين نائب المرشد، كما يوجد المكتب الإعلامي للجماعة بالعاصمة البريطانية، والتي تعتبر ملجأ تاريخيًا للإخوان، ونجح أعضاء التنظيم الدولي في تدشين ما يعرف ب«التحالف الدولي ضد الانقلاب ودعم الديمقراطية».
أما على مستوى الداخل، وعلى الرغم من استغلال الجماعة لمواجهتهم مع الدولة وأجهزتها للتمادي في تصدير ما أطلق عليه الدكتور عبد الله النفيسي سابقًا بالمظلومية والكربلائية، فإن القيادي المستقيل من جماعة الإخوان والباحث في شؤون الحركات الإسلامية يقول إن قرار ترشيح أحد أعضاء الجماعة للرئاسة جاء بخمسين في المائة من أعضاء الجماعة واعتراض خمسين، هؤلاء الخمسون في المائة جلسوا في بيوتهم بمجرد قيام أحداث 30 يونيو، لأنهم شعروا أن الجماعة التي أعطوها أعمارهم وشبابهم قد سقطت وأصبحوا أقرب للاكتئاب والانزواء والانسحاب فخرجوا من المشهد تمامًا.
وليس لديهم أكثر من التعاطف مع حالة المظلومية التي يستخدمها قيادات الجماعة كأحد ميكانيزمات الدفاع والهروب من المحاسبة، ومن ثم فإن حالة المظلومية تلك سحبت جزءًا بسيطًا من هؤلاء الصامتين لفكرة الخروج فقط من أجل المناداة بالقصاص للدم وليس من أجل مرسي، ويرى بأن الجماعة تشهد تمردًا يتمثل في صورة انشقاق هادئ، هو عبارة عن أشخاص فضلوا الانزواء يجترون أحزانهم ولا يمارسون أي نشاط ولا ينضمون لأي كيانات أخرى سوى مجرد المشاركة في مظاهرات سلمية محدودة جدًا.
لكن البعض أعلن التمرد علنا كحركة إخوان بلا عنف، حسين عبد الرحمن المتحدث الإعلامي للحركة صرح لجريدة الشرق الأوسط أن الحركة قامت لأن لهم تحفظات على إدارة القيادات للمشهد السياسي منذ اعتصام رابعة العدوية، حيث «تحفظنا على إدارة الاعتصام والتحريض على العنف والمشاركة فيه من قبل القيادات وكانت نقطة التحول حينما أعلنا مع 658 شابًا من شباب الإخوان عن تركهم للاعتصام عقب أحداث الحرس الجمهوري التي وقعت قبل ساعات من بدء شهر رمضان».
ويضيف «من هنا ترسخت الفكرة لدى شباب الإخوان بتكوين إخوان ضد العنف، وهو ليس انشقاقًا كاملًا عن الإخوان ولكنها دعوة لنبذ العنف على اعتبار أن دور جماعة الإخوان هو دور دعوي بالأساس» وانتقد وجود بعض الأشخاص المحسوبين على أبناء القيادات متحكمون في معظم الشعب والمكاتب الإدارية بنسبة أكبر من 70 في المائة، كما يقومون بإفشال الآخرين تنظيميًا ومنع ترقيتهم من أعضاء إلى أمناء شعب.
هذه الدعوات والحركات وغيرها قد تؤثر سلبًا على وضع وقيمة قيادات الإخوان الحاليين داخل جسم الجماعة وكوادرها، وبالطبع ما قد يصب في اتجاه إعادة النظر في طريقة إدارة الجماعة من قبل هذه القيادات، وما آلت إليه من مواجهة مع الدولة وطبقات عدة من الشعب المصري، وأثر ذلك أيضًا على الجماعة دوليًا.
ويزيد من هذا الاتجاه سخط ينتشر بين أعضاء الجماعة لتحويل النفقات المخصصة للعمل الخيري إلى الإنفاق على الحشد والمسيرات، وتردد أن هناك سعى خاصة من قبل حركة إخوان بلا عنف لإجراء انتخابات جديدة بالجماعة مع استقطاب الرموز الإخوانية المنشقة.
قد يكون ذلك ليس بالأمر اليسير تحقيقه، خاصة أن قيادات الجماعة التي تخضع للمحاكمة وحدها تمسك بتفاصيل التنظيم، والأخطر أنها أيضًا تتحكم بمفردها في أموال الجماعة من حيث الحجم والمصادر والإدارة، لكن الدكتور كمال الهلباوي القيادي السابق في الجماعة يقول: «الجماعة لم تعد كما كانت، ولن تعود كما كانت، ولابد أن يعرف قياداتها المسجونون أو الهاربون أن شباب الإخوان الآن منقسمون إلى ثلاثة أقسام، الأول قسم معهم وهم من يقومون بالمظاهرات، والثاني توقف حتى يستبين الحقيقة، بينما انشق القسم الثالث بالفعل».
كل هذه التطورات تجعل من بقاء دور فاعل ومؤثر على مستوى قمة التنظيم لأبناء قيادات الجماعة الحاليين شيء أقرب للمستحيل، إذا ظلت الجماعة على حالها وحافظت على كتلتها الحالية، والأمر نفسه إن تفسخ جسد الجماعة لعدة كيانات صغيرة، فالواقع يدفع باتجاه ظهور قيادات جديدة، وإدارة جديدة للتنظيم، أي آفول قيادات الجيل الجديد من أبناء القادة لصالح وجوه آخرى.
أما طبيعة هذه الوجوه، ومدى استفادتها من تجربة الإخوان طوال العقود الثمانية الماضية، وإمكانية إعادة نفس النموذج في حكم الجماعة، ستوقف كل ذلك على إدراك الجماعة لما تواجهه، وكذلك على مدى تقديم قادة الإخوان الحاليين لمصلحة الجماعة على مصالحهم الفردية، وعلى رؤيتهم التنظيمية الضيقة، التي أودت بحلم الجماعة في الحكم وحلم المصريين في تيار كان يعتقد أنه يمثل الإسلام بعدله ورحمته وسعته لكل المختلفين.
وألا تؤدي التجربة عندهم لمزيد من التشدد كما واجهوا انشقاق الشباب بعد ثورة 25 يناير بمزيد من الانغلاق، مقدمين ما يعتبروه مصلحة التنظيم على ما عداه، تماشيًا مع مبدأ فليذهب كل شيء ويبقى التنظيم، كما يرى العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين الباحث محمد الدسوقي رشدي.
وفي كل الأحوال تتحقق مقولة الأستاذ محمد العدوي مسؤول إخوان المنصورة المتوفى عام 1992 «أخشى على الإخوان من طموح خيرت الشاطر» والتي نقلها عنه عدد من قيادات الإخوان الذين انشقوا عن الجماعة قبل عزل محمد مرسي ونظامه عن حكم مصر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.