التعليم العالي: إدراج 15 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025    الأنبا باخوم يترأس قداس اليوم الثالث من تساعية القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر    4 قرارات جمهورية هامة وتكليفات رئاسية حاسمة لرئيس الحكومة الجديدة    خبراء الضرائب: 4 مبادئ أساسية لمشروع قانون الضريبة على الدخل    تنفيذ 4 حالات تعد على أرض زراعية بقرية الرياينة جنوب الأقصر    وزير الصناعة: تعديل اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بقناة السويس    أسعار الأسماك اليوم الجمعة 7-6-2024 في الدقهلية    شحاتة يتقدم لمنظمة العمل الدولية بأوراق تصديق مصر على اتفاقية العمل البحري    سعر الدولار يرتفع في 9 بنوك مصرية خلال أسبوع    وزير الزراعة يعلن فتح أسواق فنزويلا أمام البرتقال المصري    لافروف: مجموعة بريكس تدرس نحو 30 طلبا للتعاون من مختلف بلدان العالم    أكسيوس: فشل اجتماع القاهرة لإعادة فتح معبر رفح    إندبندنت: بيان حزب العمال قبل انتخابات بريطانيا سيشمل خطوة للاعتراف بفلسطين    انطلاق انتخابات البرلمان الأوروبي في أيرلندا والتشيك    استبعاد كوبارسي وجارسيا ويورينتي من قائمة اسبانيا في اليورو    الاتحاد الرياضى للجامعات يعتمد خطة النشاط الصيفي ويستحدث أندية تمثلها    بعد غيابه عن الملاعب.. الحلفاوي يعلق على مشاركة الشناوي بمباراة بوركينا فاسو    استبعاد كوبارسي.. قائمة منتخب إسبانيا النهائية لبطولة يورو 2024    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في موسم ليفربول    ‬أبطال المشروع الأولمبي بجنوب سيناء يحصدون مراكز متقدمة في بطولة الجمهورية للملاكمة    مركز الفلك الدولي يحدد موعد عيد الأضحى المبارك في أمريكا وكندا    ملخص مادة التربية الدينية للثانوية العامة.. راجع المنهج واضمن الدرجة النهائية    بالرابط.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 للفصل الدراسي الثاني محافظة المنوفية (بعد التصحيح)    ضبط المتهمين بالشروع في قتل سائق وسرقة مركبته في كفر الشيخ    بعد تعهده بحسن رعايتها .. الداخلية تُعيد طفلة لوالدها بالفيوم    إخماد حريق داخل محل فى حلوان دون إصابات    بمناسبة عيد الأضحى.. زيارة استثنائية لجميع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل    هنا شيحة ترقص مع جميلة عوض فى حفل زفافها على أنغام تعالى أدلعك.. فيديو    تفاصيل موعد جنازة وعزاء المخرج المسرحي محمد لبيب    في ذكرى ميلاد محمود مرسي.. تعرف على أهم أعماله الفنية    موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 2024.. وتواريخ الإجازات الرسمية المتبقية    مفتي الجمهورية: الحج بالتقسيط جائز ولكن لماذا يكلف المسلم نفسه فوق طاقتها    أيام البركة والخير.. أفضل الاعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة 1445    أحكام الأضحية.. أقيم مع ابنتي في بيت زوجها فهل تجزئ عنا أُضْحِيَّة واحدة؟    رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث مع وزيرة الصحة بالرأس الأخضر تعزيز التعاون وتبادل الخبرات    الكشف على 1282 مواطنا بالمجان فى قرى حياة كريمة غرب الإسكندرية    «أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    التعليم العالى: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف QS العالمى لعام 2025    اليوم.. سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام في برنامج بالخط العريض    يونس: أعضاء قيد "الصحفيين" لم تحدد موعدًا لاستكمال تحت التمرين والمشتغلين    تموين الإسكندرية تشكل غرفة عمليات لمتابعة توافر السلع استعدادا لعيد الأضحى    وزيرة الثقافة وسفير اليونان يشهدان «الباليه الوطني» في الأوبرا    داعية إسلامي: أبواب الخير كثيرة في ذي الحجة ولا تقف عند الصيام فقط    مسئولة فلسطينية: الموت جوعا أصبح حالة يومية فى قطاع غزة    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    علي عوف: متوسط زيادة أسعار الأدوية 25% بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    خلاف داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    «الدائرة الإفريقية».. شراكة من أجل المستقبل    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    تفشي سلالة من إنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن خامسة بأستراليا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    بمكون سحري وفي دقيقة واحدة .. طريقة تنظيف الممبار استعدادًا ل عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعم الطاقة أموال ضائعة (ملف خاص)

يقترب الصيف وتزداد انقطاعات الكهرباء وتبشر الكتابات الصحفية بصيف مظلم شديد الحرارة، فى حين ترتبك التصريحات الحكومية بين التلويح بالظلام المنتظر والبشارة بأنهار الوقود التى ستفيض من دول الجوار على مصر فى حالة فوز مرشح بعينه فى انتخابات الرئاسة المرتقبة، وتأكيدات المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أن الدعم لا يذهب لمستحقيه، وبين التهديد والبشارة طوابير تمتد أمام محطات الوقود، وقتلى يتساقطون صراعا على أنابيب البوتاجاز. بينما تهدر أجهزة التكييف ملقية بصهد المكاتب بعيدا عن ابتسامات المسؤولين المتفائلة فى حديثهم أمام الكاميرات عن «إعادة هيكلة الدعم كى يصل إلى مستحقيه من محدودى الدخل». فى هذا الملف تواجه «المصرى اليوم» تصريحات مسؤولى الحكومات المتعاقبة بحقائق تفرضها لغة الأرقام ودراسات موثقة صادرة عن مراكز بحثية وهيئات دولية تشهد على واقع دعم الطاقة الذى التهم فى ميزانية 2012 «184» مليار جنيه، أو ما يقرب من ثلث الموازنة العامة، سنويا تذهب فى معظمها لمصانع تبلغ مكاسبها مليارات، تعيد بيع منتجاتها المدعومة حكوميا بنفس الأسعار العالمية، بينما يتواضع إنفاق الدولة على قطاعات الصحة والتعليم إلى ما يقل عن خمس الدعم الموجه للطاقة.
* يعتمد هذا الملف على دراسات صادرة عن المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، والكتب السنوية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء من عام 2010 إلى 2013، ودراسة للباحث أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام حاليا، حول هيكل دعم الطاقة، بالإضافة لسلسلة دراسات صادرة عن البنك الدولى حول تجارب دعم الطاقة فى مختلف دول العالم، ودراسة للمصدر نفسه عن مستقبل الدعم فى مصر، أعدت بناء على طلب من الحكومة المصرية.
المواد البترولية تستحوذ على ثلثى أموال الدعم بموازنة الدولة
منذ أتت الحكومة المستقيلة برئاسة الخبير الاقتصادى حازم الببلاوى إلى الحكم فى يوليو 2013 أعلنت أن أولوياتها تقتصر على تسيير الاحتياجات العاجلة للبلاد، بالإضافة لوضع خطة متوسطة وأخرى طويلة الأجل لإصلاح هيكل الموازنة العامة المثقلة بالعجز والديون.
استفادت الحكومة من هيكل الموازنة الذى وضعته الحكومة السابقة عليها، والتى أطيح بها فى يوليو 2013. حيث اعترفت حكومة هشام قنديل بعد ضغوط إعلامية واسعة بأنها خفضت قيمة الدعم فى الموازنة العامة التى قدمت إلى مجلس الشورى المنحل بنسبة 13.4 بالمئة عن موازنة العام السابق عليه ( 2012). وحاولت حكومة الببلاوى تفادى ما تعرضت له سابقتها من مشكلات تتعلق بنقص الطاقة ووقوع أزمات متلاحقة فى هذا القطاع، حيث كانت تلك الأزمات من ضمن الأسباب التى أدت للهبة الشعبية الغاضبة ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسى وحكومته.
فى موازنة 2012 التى كانت نتاج تعاون بين حكومة الجنزورى، التى عينها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبرلمان 2012 الذى سيطرت عليه القوى السياسية الإسلامية تم تقسيم قيمة الدعم الذى بلغ 205 مليار جنيه بحيث استحوذ دعم الطاقة على أكثر من ثلثى قيمة الدعم ( 72%) بقيمة 147 مليار جنيه.
لم يتغير هذا التقسيم الذى يراه خبراء اقتصاديون ومؤسسات مالية عالمية كالبنك وصندوق النقد الدوليين تقسيما مجحفًا، حيث ظل نصيب دعم الطاقة يدور حول النسبة بزيادة أو نقص فى حدود 6 بالمئة. ولا يعلق الخبراء على هذه النسبة بكونها مجحفة اعتراضا على حجم احتياج الاجتماعى لدعم الطاقة قد احتجاجهم على تكبيل ميزانية الدولة بدعم يذهب فى معظمه بحسب تقييمات هؤلاء الخبراء للأغنياء.
تقول مذكرة أصدرها البنك الدولى بناء على طلب الحكومة المصرية فى مايو 2012 إن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة فى مصر لا يصل الدعم المقدم إليها للجمهور، لكونها تعتمد على التصدير للأسواق الخارجية وتقوم ببيع منتجاتها فى السوق المحلية بالأسعار العالمية غير المدعومة، مما يجعل الدعم موجها لحاملى الأسهم فى تلك الصناعات وليس للجمهور.
ما أورده البنك الدولى ليس جديدًا على أعين كل من يقرأ التقارير الاقتصادية التى تتناول قضية الدعم فى شهرى مايو ويونيو من كل عام حيث تستعد السلطة التنفيذية (كانت المهمة موكولة للبرلمان سابقًا) لمناقشة الموازنة العامة وقبلها الحساب الختامى. فى سبتمبر 2013 وبعد صيف استمرت فيه أزمات انقطاع الكهرباء ونقص الطاقة أعلن رئيس الوزارء المستقيل حازم الببلاوى أن حكومته بصدد إعداد دراسة اقتصادية تستهدف وضع خطة لترشيد الدعم المخصص للطاقة فى ميزانية الدولة عبر إعادة هيكلته واستبعاد المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة (الحديد، الأسمنت، السيراميك، والأسمدة) من الحصول على الطاقة والمواد البترولية بالأسعار المدعومة.
أطلقت تصريحات الببلاوى عاصفة غاضبة من اتحاد الصناعات الذى يضم رجال الأعمال الذين تتبعهم المصانع المعنية، حيث أعلن اتحاد الصناعات برئاسة جلال الزوربا رفضه التام لخطة الحكومة ترشيد دعم الطاقة، أو وقف أو وضع شروط جديدة لتقديمه للمصانع كثيفة الاستخدام للطاقة خاصة التى تبيع منتجاتها فى السوق المحلية بأسعار غير مدعومة. وكان جلال الزوربا رئيس الاتحاد قد صرح فى السادس عشر من أغسطس 2011 أنه على الدولة أن تراجع سياساتها الاقتصادية لتحقيق النهضة مبديا تحفظه على استمرار الدعم الموجه للأفراد فى قطاعات الغذاء والنقل، ومشددا على أن إقرار الدولة لحد أدنى للأجور من شأنه أن يضغط على موازنة الدولة ويعطل النهضة الاقتصادية المرتقبة وقتها. جاء ذلك فى معرض تعليقه فى تقرير نشرته جريدة الفجر لاستطلاع آراء الاقتصاديين تجاه مطالبات خبراء اقتصاديين بمراجعة دعم الطاقة المقدم للمصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة. لأسبوع أو يزيد فى سبتمبر الماضى أفردت الصفحات الاقتصادية مساحات لأعضاء الاتحاد وجهوا فيها نقدهم لحكومة الببلاوى ملوحين برفع أسعار منتجاتهم فى حالة إقدام الحكومة على حرمانهم من المواد البترولية والكهرباء المدعومة. فى حين قال محمد الخشن رئيس الشعبة العامة للأسمدة (تمثل الطاقة 55 بالمئة من مدخلات الصناعة) فى تصريحات صحفية فى الثانى من سبتمبر 2013 إن رفع دعم الطاقة عن مصانع الطاقة لن يؤثر على الأسعار، وإنما سيقلل من هامش ربح الشركات فى السوق المحلية. وفى ديسمبر 2013 أعلنت حكومة الببلاوى عن خطة لترشيد دعم الطاقة وجدولته لينخفض بنسبة تصل إلى 70 بالمئة خلال ست سنوات.
وأورد تقرير صادر عن وزارة الصناعة فى إبريل 2012: أن هناك 100 مصنع فقط تستهلك 70% من الطاقة المدعومة المخصصة للقطاع الصناعى فى حين يستهلك أكثر من 10 آلاف مصنع تستهلك الثلاثين بالمئة الباقية.
تقول دراسة للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية ECES: «إن بناء الدعم للمواد البترولية لا يتسق مع واقع الاستهلاك فى مصر، فبينما يعتمد الفقراء على الغاز الطبيعى والمازوت (وقود محطات توليد الكهرباء) وأنابيب البوتاجاز فإنهم لا يتلقون مجتمعين أكثر من 27 بالمئة فقط من الدعم الحكومى بينما هم يشكلون فى الواقع ما يزيد على 67 بالمئة من إجمالى استهلاك المواد البترولية بين الفئات منخفضة الدخل، بينما يتوجه الباقى ( 73%) للفئات الثرية والمستثمرين.
فى عام 2012 وصلت قيمة واردات مصر من المواد البترولية لتغطية العجز فى السوق المحلية إلى 11.9 مليار دولار (حوالى 75 مليار جنيه مصرى بحسب سعر الدولار الرسمى فى 2012 وهو 6.30 قرشا). ولا يوجد رقم رسمى لحجم استيراد مصر من المواد البترولية فى عام 2013 المنقضى لكن أخبارا متناثرة فى وكالات الأنباء الاقتصادية ذات المصداقية وعلى رأسها وكالة بلومبرج المختصة بالاقتصاد تعطى صورة شبه واضحة عن وضع الطاقة فى مصر.
يذكر أن المنشآت الصناعية تستحوذ على 45% من الدعم الحكومى المخصص للطاقة، ويبلغ حجم استحواذ المؤسسات الصناعية على الدعم المخصص للسولار 81.5% من السولار المدعوم، ويشكل السولار أكبر السلع البترولية استحواذا على دعم الدولة للوقود (48%) من الإنفاق الحكومى لدعم الطاقة.
ففى 15 أغسطس 2013 بينما انشغلت الصحف المحلية بمتابعة آثار فض اعتصامى رابعة والنهضة. نشرت وكالة بلومبرج الدولية المتخصصة فى الشؤون الاقتصادية أن شركة شل العالمية للبترول أغلقت مكاتبها فى مصر خوفا من تضرر سمعتها الدولية، فى الشهر نفسه أعلنت شركة أباتشى لأعمال الحفر والتنقيب عن البترول أنها تفكر فى الانسحاب من مصر رغم أنه وفقا لبيانها الذى نشرته صحيفة ميدل إيست مونيتور فإن معدلات إنتاجها لم تتأثر على الإطلاق بالتقلبات السياسية التى شهدتها البلاد فى الأعوام الثلاثة الماضية، وهو ما أكدته معظم شركات البترول العاملة فى مصر وكذلك التقارير الصادرة عن وزارة البترول والتعدين. يذكر أن شهر أغسطس شهد قيام عدد كبير من الشركات العالمية خاصة الأمريكية بإيقاف تعاملاتها فى مصر وعلى رأسها جنرال موتورز وسيتى جروب الأمريكيتين.
وفى مطلع فبراير 2014 أكد تقرير صادر عن لجنة الطاقة باتحاد الصناعات استنادا لتقارير وزارة البترول (تعذر الحصول على التقرير الأصلى الصادر عن الوزارة) أن حجم إنتاج مصر من الغاز انخفض من 6.3 مليار متر مكعب يوميا فى 2012 إلى 5.1 مليار متر مكعب يوميا فى 2013. ولم ترجع اللجنة ذلك إلى إيقاف عدد من الشركات المسؤولة عن استخراج الغاز الطبيعى من الأسواق المصرية، وقيام بعضها (مثل بريتيش بتروليم) بتخفيض طاقة الاستخراج اليومية. كما لم يبرز التقرير أثر ذلك على زيادة اعتماد مصر على استيراد الغاز الطبيعى وغيره من المواد البترولية بمعدلات كبيرة خلال الربع الأخير من عام 2013. وقد صرح دكتور تامر أبوبكر فى فبراير 2014 رئيس غرفة الطاقة باتحاد الصناعات أن الأسباب الحقيقية لانخفاض حجم الإنتاج من الغاز الطبيعى والمواد البترولية هو عدم أداء الحكومات المصرية المتعاقبة لحقوق الشريك الأجنبى من بعد ثورة 25 يناير.
فى الثالث والعشرين من فبراير 2014 أعلنت شركة «هوج إل إن جى» النيرويجية انسحابها من الاتفاق المبدئى مع الحكومة المصرية لإنشاء ميناء استيراد للغاز، وقالت وكالة الأنباء الاقتصادية الإماراتية AME info إن انسحاب الشركة النيرويجية من الاتفاق يعنى زيادة مخاطر الأزمة التى ينتظر أن تتعرض لها مصر فى الصيف المقبل، حيث كانت الدولة ستعتمد على هذا الميناء لاستيراد الغاز الطبيعى المسال اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء بها.
ورغم تزايد اعتماد مصر على الاستيراد لتغطية الاحتياجات الملحة للمواد البترولية لايزال الخبراء الاقتصاديون يشكون من اختلال منظومة دعم الطاقة التى تتوجه فى معظمها لمن هم ليسوا فى حاجة إليها. يذكر أن مصر تعتمد على الوقود الأحفورى (البترول والغاز والفحم) بنسبة 98.8% من استهلاكها للطاقة ولا تشكل الطاقة المتجددة سوى 1.2% فقط من حجم الطاقة المستهلكة فى مصر سنويا. كما أن مصر تنتج 700 مليون برميل زيت خام يوميا ونظرا لعدم تعاقدها على تطوير معامل فصل وتكرير يتم تصدير الزيت الخام وإعادة استيراد منتجاته (غاز بوتاجاز- بنزين- سولار- مازوت....) من الخارج بالأسعار العالمية لتغطية السوق المحلية (تصريح فى منتصف ديسمبر الماضى للمهندس شريف إسماعيل وزير البترول والتعدين). هذا التصريح تناقضه دراسة لناشيونال جيوجرافيك تقول إن مصر من أكبر منتجى العالم للبترول، ولكنها تستهلك 90 بالمئة من إنتاجها محليا.
دعم الطاقة أموال ضائعة
amay_P10_25-03-2014 by Ahmed Is
دراسة للبنك الدولي: مصر تحتل المركز السادس في قائمة أكثر الدول دعماً للطاقة
تحتل مصر المركز السادس دولياً ضمن أكثر الدول دعماً للطاقة، بحسب تصنيف أجراه صندوق النقد الدولى لإحصاء أكبر 20 دولة تدعم الوقود الحيوى (البترول ومشتقاته).
أتت مصر فى هذه القائمة بعد الولايات المتحدة التى تحتل رأس القائمة، والصين صاحبة أكبر تعداد سكانى فى العالم والسعودية (أكبر مُصدِّر للبترول ثم روسيا،، بينما تلتها الهند ثانى أعلى تعداد سكان وأوزباكستان.
ورغم الصورة التى تصدرها بعض التقارير الصحفية والخبراء والمحللين من ضيوف الفضائيات بأن دعم الطاقة ليس ظاهرة شائعة عالمياً، وأنها تنتشر فى الدول النامية فقط، تشهد تقارير صندوق النقد الدولى بأن العديد من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة تدعم الطاقة لمواطنيها بصيغ مختلفة بل تعانى من ضغوط على ميزانيتها بسبب استمرارها فى تقديم الدعم لفئات لا تستحقه، حيث ترتفع الأصوات الناقدة للإعفاءات الضريبية الواسعة التى تقدمها الولايات المتحدة لشركات البترول الكبرى العاملة فيها.
ونشر صندوق النقد الدولى دراسة فى عام 2006 شارك فيها الباحثون: ديفيد كودى ومعتز السعيد، وكانجى بودار، وروبرت جيلنهام، وباولو ميداس، وديفيد نيوهاوس، رصد فيها هؤلاء الباحثون المنتمون إلى بوليفيا وغانا والأردن ومالى وسيرى لانكا تجارب بلدانهم فى دعم الطاقة ومدى نجاحها فى تبنى سياسات دعم قادرة على مساعدة فئاتها الأفقر والحفاظ على العجز فى موازناتها فى حدود آمنة (صندوق النقد الدولى من أكبر المؤسسات المالية الدولية المعارضة للتوسع فى سياسات الدعم عموماً، ودعم الطاقة خصوصاً).المزيد
انتفاضة يناير.. الشبح الذي يظهر في مواسم مناقشة الدعم
فى 17 و18 يناير 1977، خرجت الجماهير الغاضبة إلى الشوارع لتعبر عن ثورتها ضد سياسة الدولة التى رأوها منحازة ضد الفقراء.. جاء هذا التحرك الجماهيرى الواسع بعد ليلة واحدة من تصديق الرئيس الأسبق أنور السادات على تخفيض الدعم المقدم من الدولة للغذاء. منذ تلك اللحظة فى السبعينيات، ظلت شهور مايو إلى يوليو من كل عام موسماً ساخناً لمناقشة قضية الدعم، وكان الرئيس المخلوع حسنى مبارك يحرص طوال سنوات حكمه الثلاثين على أن تتضمن خطاباته المطولة تأكيدات على أن «محدودى الدخل يحتلون رأس قائمة أولوياته».
وفى نفس الوقت الذى كانت تتناقص فيه إنفاقات الدولة على دعم الغذاء الضرورى للسكان، كانت تتسع رقعة الفقر ويزداد دعم الوقود المقدم لمصانع الحديد والصلب والأسمنت وغيرها من الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة، والتى انخرط ملاكها الكبار فى الحزب الوطنى الحاكم وسيطروا على البرلمان الذى شهد فى السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك تمرير العديد من القوانين الاقتصادية والمالية التى تشهد الدراسات الاقتصادية أنها تزامنت مع اتساع موجة الإفقار وانخفاض معدلات الشفافية وتقدم مصر فى قوائم الدول الأكثر فسادًا.
فى كل عام ينخفض الدعم المخصص لقطاعات حيوية عدة، كالغذاء والمواصلات والإسكان والقروض البسيطة، بينما يتسع حجم الإنفاق على دعم الطاقة الذى يوجه حوالى 48% منها للمصانع الكبرى التى لا تقدم أى خدمات إنتاجية للسوق المحلية وتعيد بيع سلعها الحيوية المدعومة من الدولة إلى المواطنين بالأسعار العالمية. وبينما يتوجه 33% من الدعم للخمس الأكثر ثراءً فى المجتمع المصرى، فإن الخمس الأكثر فقرًا من السكان لا يحصل سوى على 3.3% فقط من القيمة الكلية للدعم المخصص للطاقة.المزيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.