لم تكن عملية شراء مستحضر «باما» العشبى شيئاً صعباً، خاصة أن الإعلان عنه يعرض على العديد من القنوات الفضائية، فبمجرد مكالمة هاتفية يصل المندوب بالمنتج فى اليوم التالى، وإلى هذا الحد لم يكن هناك أى شىء غير طبيعى، لكن غير الطبيعى هو ما تكشف بعد ذلك عن طريق مندوب سابق كان يعمل بالشركة، واتصل بالجريدة بمجرد نشر تحقيق «المرض فى إعلان دواء»، أمس. قال المندوب السابق: «ما كنتش أعرف مكان الشركة، ولا أتسلم البضاعة منها، لكن كان بيقابلنى واحد بعربية ويدينى الأدوية وياخد منى فلوس البضاعة اللى بعتها، وعرفت بعد كدة إن البضاعة متخزنة فى مراكز شحن، وإن الشركة بتغير مقراتها كل شهر تقريبا، الأول كانوا فى الهرم وبعدين فى ميدان لبنان، وبعدها 6 أكتوبر، دى المقرات اللى عرفت مكانها وكان بالصدفة». وبدأت المفاجأت تتوالى الواحدة تلو الأخرى فى كلام المندوب السابق: «صاحب الشركة اللى كنت شغال فيها واحد اسمه طارق الأشقر، بس أنا عمرى ما قابلته ولا شفته، لكن عرفت إن عنده شركة أعشاب، وإنه بدأ حياته زيى كدة، مندوب مبيعات يعنى، وبعد كدة فتح قناة». المعلومة المنقوصة دفعت «المصرى اليوم» إلى البحث والتقصى عن أصحاب شركة الدواء، فى جهات مختلفة، مثل وزارة الاستثمار، ومباحث التموين، ومصلحة الأمن العام، حتى توصلت إلى بعض المفاجآت. أول مفاجأة أن الشخص المقصود يدعى طارق عبدالعزيز عبدالعزيز الأشقر، صاحب شركة «تايم شوب» للتسويق عبر شاشات التليفزيون، ومحكوم عليه بالسجن 63 سنة مع وقف التنفيذ فى 140 قضية، منها 35 قضية بحكم نهائى فى قضايا نصب وشيكات دون رصيد من جنح العجوزة، ومن هذه القضايا، 216 لسنة 2011، و414 لسنة2011، و21529 لسنة 2010، و21528 لسنة 2010، و30857 لسنة 2010، بالإضافة إلى قضية تعد ومحاولة خطف رقم 24434 لسنة 2013، وتم حبسه بسجن وادى النطرون بداية من 13 نوفمبر وحتى 7 ديسمبر الماضيين، حين خرج بعد أن سدد ما عليه من ديون لشركات الإنتاج، حسب تأكيد مصدر أمنى، طلب عدم نشر اسمه. الأشقر كان له شريك انفصل عن الشركة، يدعى علاء الدين محمد عيسى، مطلوب أيضاً فى العديد من قضايا النصب والتبديد وشيكات دون رصيد، من نيابة العمرانية، ومن هذه القضايا 69601 لسنة 2007، و51183 لسنة 2006، و43194 لسنة 2006، و49602 لسنة 2007، و18101 لسنة 2008، و18103 لسنة 2008. وقال مصدر أمنى- طلب عدم ذكر اسمه - إن «الأشقر» عمل مع صديقه علاء كمندوبى مبيعات فى الفترة بين عامى 2000 و2002، وعملا فى مجال الأعشاب الطبية، وحققا منها ثروة، ثم أسسا شركة تايم شوب للتسويق، وخلال عام واحد حققا مكاسب طائلة. وأضاف: «علاء أسس مجموعة قنوات كايرو، وأصبح رئيس مجلس إدارة، ودخل معه طارق شريك، وشغل منصب العضو المنتدب، لكنهما اختلفا وفضا الشراكة بينهما، وكان طارق خلال تلك الفترة قد تراكمت عليه ديون للعديد من شركات الإنتاج، منها (العدل جروب)، و(مصر للسينما) ومدينة الإنتاج الإعلامى، وصلت إلى 15 مليون جنيه، فاتفق مع علاء على سداد المديونية عنه، وأن يحصل (طارق) على 3 ملايين نقداً، وبذلك يكون حصل على إجمالى نصيبه، ويخرج من الشركة، وبالفعل تم التنفيذ، وأسس طارق مجموعة قنوات (تايم)، لكن شركات الإنتاج رفضت نقل المديونية إلى علاء، لأنها كانت قد بدأت اتخاذ إجراءات ضد طارق لتحصيلها». وتابع المصدر: «علاء حرر المحضر رقم 24434 لسنة 2013 جنح الهرم، اتهم فيه طارق بتحريض مساعديه شريف وسامى نخنوخ، شقيقى صبرى نخنوح المحبوس حاليا بسجن برج العرب، للاعتداء عليه ومحاولة خطف أولاده». وحصلت «المصرى اليوم» على نسخة من ترخيص مجموعة قنوات «كايرو»، الصادر من الهيئة العامة للاستثمار، والذى يوضح أن علاء عيسى هو رئيس مجلس الإدارة، ما يؤكد المعلومات التى ذكرها المصدر الأمنى.
