أدان عدد من الحقوقيين اغتيال اللواء محمد السعيد عبدالجواد، مدير المكتب الفني لوزير الداخلية، صباح الثلاثاء، في شارع الهرم أثناء توجهه لعمله، لافتين إلى أن «عمليات الاغتيال ستستمر، طالما استمرت المواجهات مع القوى الإسلامية المتطرفة». وقال حافظ أبو سعدة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن «نشر بعض مواقع وصفحات الإخوان، قوائم بأسماء بعض الضباط وعناوينهم، يشير بوضوح إلى تورط عناصرهم وكوادرهم في عمليات الاغتيال»، لافتًا إلى أن «كل الدلائل تشير بوضوح إلى وجود قوائم اغتيالات بالفعل، ووجود بعض العناصر الأمنية محل رصد واستهداف من الجماعات التكفيرية والإسلامية المناوئة للسلطة». وتوقع «أبوسعدة» استمرار الاغتيالات طالما استمرت المواجهة بين الدولة والجماعات الإرهابية، داعيًا إلى ضرورة تبلور رؤى لحلول سياسية مع من كانوا ينتمون للجماعات الإرهابية ولم يتورطوا في جرائم جنائية، مع المضي في عملية التحول الديمقراطي»، منوها إلى أن «عملية الاغتيال الأخيرة تعد الرابعة بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية، واغتيال الضابطين محمد مبروك وأبوشقرة». وقال محمد زارع، مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، إن «استمرار الحرب على الإرهاب ينبئ باستمرار محاولات الاغتيال التي تقوم بها عناصر من جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى»، مؤكداً ضرورة احترام القانون وتطبيقه حرفيًا حتى لا تتورط الدولة في انتهاكات حقوقية يستخدمها المتطرفون ضد الدولة». ودعا «زارع» إلى ضرورة تبني التيارات المعتدلة داخل الجماعات الإسلامية مراجعات فكرية جوهرية «حتى يتم تجفيف المنابع الفكرية للإرهاب». وقالت داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن «المؤشرات تشير إلى انحسار موجة الانفجارات وبدء موجة اغتيالات جديدة»، محذرة من إمكانية استهداف الوزراء أو أحد المسؤولين الكبار بوزارة الداخلية، وشددت على أن «عنف الإخوان ومؤيديهم ستتم مواجهته بعنف أكبر على مستوى الدولة، إلا أن كسر شوكتهم والحد من قدرتهم على شن هجمات جديدة مسألة وقت فحسب». وأوضحت «زيادة» أن «الهدف الأساسي من حملة الاغتيالات وموجة التفجيرات هو إيجاد زخم عام لفرض الرؤية الإخوانية على الرأي العام، وخلق حالة من التردد في الحكومة تجاه أي قرار متعلق بقيادات الجماعة أو التنظيم، بمحاولة الإيهام بأن أي قرار سيكون له ثمن، فضلاً عن محاولات فرض صلح سياسي تخرج به الجماعة بمكاسب بناءً على الأوضاع في الأرض، وهو ما لن يحدث أبدًا»، على حد قولها.