السيد السيد الفاضل الأستاذ سليمان جودة.. تحية طيبة وبعد: بعناية مقالكم فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ 23 ديسمبر 2013 والذى كتبتم فيه عن تقدم الآلاف من الطلاب المصريين والعرب لدراسة «النانوتكنولوجى» فى معهد «تخنيون» الإسرائيلى، والذى تحسرتم فيه عما كان يمكن أن يتم من نهضة علمية فى مصر فى السنوات الماضية، وذكرتم فى نهايته أيضاً مأساة جامعة النيل ومحاولات البعض هدمها عبر السنوات الثلاث الماضية، ولذا وددت أن أكتب لكم موضحا بعض الحقائق عن جامعة النيل وإنشائها مراكز الأبحاث والبرامج الدراسية فى النانوتكنولوجى، والتى لا يزال يصر البعض على هدمها عن عمد، فربما تكشف بعض تلك الحقائق عن مدى التخبط والعبث اللذين تعيشهما مصر وتعيشهما معها جامعة النيل. تعرفون سيادتكم أن جامعة النيل هى أول جامعة بحثية فى مصر أنشئت عام 2006 كجامعة لا تهدف للربح تماماً، ضمن الخطة القومية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية للتخصص فى مجالات تكنولوجية تطبيقية، يكون لها مردود قوى على الاقتصاد المصرى، لإرساء عملية تعليمية رائدة وبحث علمى مصرى متميز وتشجيع إنشاء المشروعات التكنولوجية الحديثة لحل مشاكل مصر والوطن العربى. لقد تم إنشاء المركز البحثى فى النانوتكنولوجى أو(التقنيات المتناهية الصغر) بجامعة النيل، ومعه أيضاً برنامج الماجستير فى النانوتكنولوجى فى عام 2010 كأول برنامج دراسى فى المنطقة العربية بأسرها. لقد تم إنشاء المركز البحثى فى النانوتكنولوجى أو(التقنيات المتناهية الصغر) بجامعة النيل، ومعه أيضاً برنامج الماجستير فى النانوتكنولوجى فى عام 2010 كأول برنامج دراسى فى المنطقة العربية بأسرها فى هذا المجال، بهدف البدء فى تدريب كوادر مصرية وطنية شابة تتمكن من تطوير قدراتنا الفنية والمنافسة العالمية ليتكاملا مع المركز البحثى فى النانو إلكترونكس أو( الإلكترونيات الدقيقة) وبرنامج الماجستير فى الإلكترونيات الدقيقة، اللذين تم إنشاؤهما بجامعة النيل عام 2008 ليتكاملا مع البرامج الدراسية لمرحلة البكالوريوس. وقد جاءت فكرة إنشاء المركز البحثى فى النانوتكنولوجى والبرنامج الدراسى الملازم له بجامعة النيل بعد الاتفاق الذى تم فى سبتمبر 2008 بين الحكومة المصرية، ممثلة فى (وزارة التعليم العالى والبحث العلميى ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) وشركة آى بى إم العالمية لنقل الخبرة والمعرفة الخاصة بتكنولوجيا النانو لمصر، من خلال جامعة القاهرة، وكان من ضمن بنود الاتفاق أن تقوم الحكومة المصرية بتمويل تجهيز معمل متطور للنانوتكنولوجى (حجرة نظيفة) فى مبانى جامعة القاهرة بالشيخ زايد وشراء الأجهزة والمعدات المتطورة اللازمة له بتكلفة تتعدى 200 مليون جنيه مع تحملها أيضاً تكلفة سفر ورواتب نحو عشرة باحثين مصريين من الحاصلين على الدكتوراه، للتدريب بالولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة عامين مع الشركة سالفة الذكر لنقل الخبرة. وكان قد وضح بعد الاتفاق المبرم أن غالبية التمويل المطلوب ذاهبة للمبانى والأجهزة مع تدريب عدد صغير فقط من الكوادر البشرية، فتم وضع خطة موازية مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإنشاء البرنامج الدراسى لدرجة الماجستير فى النانوتكنولوجى وبرنامج دراسى للنانوتكنولوجى لمرحلة البكالوريوس، بجامعة النيل مع إنشاء مركز بحثى لا يعتمد على وجود تكنولوجيا الحجرة النظيفة، بحيث لا يمثل تجهيزه عبئًا، وبحيث يمثل المتخرجون منهم نواة البحث العلمى فى هذا المجال المهم، عندما ينتهى تجهيز معمل جامعة القاهرة وبعد عودة متدربيها من الولاياتالمتحدةالأمريكية إيمانا من جامعة النيل بأهمية تدريب الكوادر المصرية الشابة فى مصر على أيدى أساتذة مصريين متميزين. وبالفعل، بدأت الدراسة فى برنامج ماجستير النانوتكنولوجى الأول من نوعه بالمنطقة العربية بأسرها فى أكتوبر 2010 بقبول 22 طالبا بمنحة من هيئة تنمية صناعات تكنولوجيا المعلومات، وبدأ التجهيز لبرنامج بكالوريوس النانوتكنولوجى، ولكن للأسف، بعد أن بدأت مشكلة أرض جامعة النيل لم تستكمل الهيئة تمويل المشروع، ولم تتمكن الجامعة من شراء الأجهزة العلمية المطلوبة، لأن الحكومة طردت الجامعة من مبانيها ومن معاملها التى جهزتها، واضطرت الجامعة لأن ترسل طلابها لاستخدام معامل الجامعات والمراكز البحثية الأخرى. وعلى الرغم من المشاكل استمر العمل فى جامعة النيل وفى البرنامج الدراسى، وتم تخريج 22 طالبا أخرجوا أبحاثا متميزة فى استخدامات النانوتكنولوجى فى مجالات، مثل تنقية المياه والطاقة الشمسية وتشخيص وعلاج الأمراض، ويدرس منهم الآن 20 لنيل درجة الدكتوراه قى كبرى الجامعات العالمية بمنح دراسية كاملة من تلك الجامعات، فيما يستكمل الآن نحو 10 طلاب دراسات عليا دراسة ببرنامج ماجستير النانوتكنولوجى بالجامعة فى مجالات مشابهة. ونذكر أيضاً أنه تم تخريج أكثر من 450 طالب دراسات عليا من جامعة النيل فى السنوات الأربع الماضية قاموا بنشر أكثر من 500 بحث من جامعة النيل فى الدوريات والمؤتمرات العالمية المحكمة، وفازوا بالكثير من الجوائز العلمية العالمية، ويدرس أكثر من 100 منهم الآن لنيل درجة الدكتوراه قى كبرى الجامعات العالمية بمنح دراسية كاملة من تلك الجامعات. و نذكر أنه كانت خطة جامعة النيل أن يكون بها فى العام الدراسى (2014- 2015) 5000 طالب بكالوريوس و1000 طالب دراسات عليا. وددت فقط أن أوضح بعض الحقائق لسيادتكم، وأن بناء النهضة العلمية فى مصر يكون بالعمل الجاد والخطط العلمية، ولن أخوض فيما حدث لمبانى جامعة النيل وتحويلها لما يعرف باسم مشروع زويل ضد القانون وضد أحكام القضاء، ثم تخريب تلك المبانى لإنشاء حجرة نظيفة لم تصمم المبانى من أجلها أصلا، بالرغم من وجود خطة لمعمل جامعة القاهرة للنانوتكنولوجى وحجرته النظيفة التى أنفقت الدولة مبالغ طائلة عليها أو ما حدث من محاولات استيلاء البعض على مشروع جامعة القاهرة بأكمله لوأده، كما أراد وأد جامعة النيل لتخليد اسمه وما حدث لمتدربى جامعة القاهرة الذين رجعوا لمصر بعد أن أوقفت الحكومة تمويل تدريبهم وتمويل مشروعهم. وتفضلوا بقبول وافر الاحترام.